ضمن التطورات الملحوظة لموقع جامعة الملك سعود في الأشهر القليلة الماضية، استحدثت الجامعة مسابقة عالمية لمتصفحي الإنترنت أطلق عليها مسابقات المعرفة للجميع (award.ksu.edu.sa)، وخصصت لها جوائز تجاوزت الألف وخمسمائة دولار توزع على ثلاث مراكز فائزة أسبوعياً. وبتعريف مقتبس من موقع الجامعة "مسابقات المعرفة للجميع هي مسابقات دورية تنظمها جامعة الملك سعود لتشجيع نشر المعارف والعلوم على شبكة الانترنت لمحاولة جذب مستخدمي الإنترنت من مختلف أنحاء العالم ليساهموا في بناء مجتمعات معرفية وليتبادلوا المعرفة فيما بينهم. وسوف يتم طرح أسئلة هادفة ومتميزة بهدف حث المشاركين على اكتساب معارف جديدة ونشرها عبر شبكة الانترنت لغيرهم". وتتمثل المشاركة بطرح سؤال أسبوعي لمعلومة يمكن إيجاد إجابة لها داخل موقع الجامعة، بعدها يقوم المتسابق بنشر رابط الإجابة والسؤال في أحد المنتديات أو المدونات أو أي موقع انترنت -سواء كان الموقع عربياً أو أجنبياً- يمكن المشاركة فيه بنشر موضوع أو مقالة. بعد ذلك يدخل المتسابق على حسابه في موقع المسابقة ويذكر جميع الروابط التي شارك بها. وسر الفوز هي في جملة ذكرها الموقع "كلما زاد عدد مساهماتك بروابط المعرفة زادت فرصتك بربح الجوائز". فكرة المسابقة جميلة جدا والهدف منها سامٍ، والأجمل منها الفكرة الذكية في نشر روابط لصفحات موقع جامعة الملك سعود على شبكة الإنترنت مما يساهم في رفع ترتيب الصفحات للموقع أو ما يعرف ب البيج رانك (Page Rank). والبيج رانك بتعريف بسيط من موسوعة ويكيبيديا العربية (هي نوع من خوارزميات تحليل الروابط التي تقيم وتنسب أوزان مرقمة إلى كل عنصر في مجموعة وصلات الويب الموجودة في الوثيقة أو الملف - كما هو موجود في صفحات الويب - وهي وسيلة لتقييم وقياس أهمية هذه الروابط لبعضها البعض". وإذا فرضنا أن روابط صفحات الجامعة التي يقوم بنشرها المتسابقون توضع في مواقع البيج رانك لها عالية فإن موقع الجامعة سيناله نصيب من زيادة الترتيب، لأن هذه المواقع العالية الترتيب ستصوت لها رجعاً. وقد يتساءل البعض عن ما هي أهمية البيج رانك لموقع الجامعة؟ فالإجابة المختصرة هي في أنه لو قام أي شخص باستخدام محرك قوقل للبحث عن معلومة معينة فإن احتمالية ظهور نتيجة البحث مستخلصة من موقع الجامعة في النتائج الأولية للبحث ستكون أعلى. والأهم من ذلك لو كان الذي يقوم بالبحث شخص أجنبي ووجد المعلومة في موقع الجامعة فإن ذلك سيجلب الأنظار لموقع الجامعة وخدماتها ككيان أكاديمي. وبصرف النظر عن ما إذا كان للبيج رانك أي أهمية في احتساب ترتيب ظهور نتائج البحث أم لا، ما قامت به الجامعة من تعريف بموقعها والمعلومات الموجودة بين جنباتها على شكل مسابقة عالمية تعتبر تجربة مثيرة للانتباه تتطلب وقفة تأمل لنتائجها على المدى البعيد. [email protected]