فجأة ومن دون مقدمات و أنا أتصفح الإنترنت توارد في ذهني سؤال هل يمكن أن نجد معلومات عن أي شخص بسهولة في محرك البحث قوقل؟ خصوصا بعد التطور التقني المتسارع الذي اعترى محرك البحث خلال السنوات الأخيرة... قلت حينها سأجرب حظي ... و لكن ما الاسم المرشح للبحث عنه يا ترى؟؟؟ و يقفز في ذهني اسم صديقة عزيزة و أدخل اسمها في صندوق البحث و اضغط زر الإدخال ... فظهرت لي النتائج في أربع صفحات ..قلت لا مشكلة لنرى هذه النتائج ... صفحة ذكر فيها شارع فلانة و أخرى تتكلم عن حي فلانة ...و هلم جرا ...ولكن في البحث ما استوقفني إلا ثلاثة صفحات فقط الأولى نشرت عام 1423 وقد شاركت صديقتي فيها بتحقيق في جريدة الرياض و أخرى في نفس السنة و قد خرج اسمها كأحد المرشحات على الوظائف في الجامعة ... و الأخيرة مقالة مهداة لها بعنوان امرأة من جمر؟ عندها قلت إذا كان محرك البحث قوقل استطاع أن يستخلص كل هذه النتائج القريبة من الهدف لشخص قد لا يكون معروفا في الأوساط الإعلامية بما فيها الإنترنت ... هذا يعني أن محرك البحث قوقل سيكون الخطر القادم للسرية الشخصية... و لكن كيف؟ إليكم هذه المعلومة عن قوة محرك البحث قوقل قبل الحديث عن مدى خطورته... يعتمد محرك البحث قوقل على خوارزميات معقدة للبحث بأكثر من 30 لغة حول العالم لذلك نجد أنه يستطيع أن يعثر على أي شيء تقريباً على شبكة الإنترنت في غضون ثوان معدودة، و تعمل شركة قوقل دائما على توظيف مهندسي الكمبيوتر الأذكياء والموهوبين، من خلال اختبارات ذكاء، يمتزج فيها المرح وخفة الظل مع المسائل الحسابية المعقدة، إلى جانب مسابقات تعتمد على شفرة الكمبيوتر. و لانتقاء الموظفين، اعتادت الشركة طرح اختبارات ذكاء غير عادية في مجالات ودوريات متخصصة ومحكمة، مثل مجلة (جامعة ماساشوستس للتكنولوجيا)، ومجلة (لينوكس) و غيرها. و عودة إلى الخطر القادم من محرك البحث الشهير قوقل ففي إحدى المؤتمرات المتخصصة في الحاسب الآلي و التي أقيمت في بريطانيا العام الماضي، قامت عصابة منظمة باستخدام محرك البحث قوقل لاستخراج أسماء المشاركين في المؤتمر و من ثم سحب معلومات عن مكان إقامتهم و الجامعات التابعين لها ... و تم الحصول بسهولة على المعلومات الكافية التي مكنت هؤلاء الأشخاص من سرقة بعض المشاركين في المؤتمر. و لكن السؤال الذي يطرح نفسه ... هل نحن «العرب» في خطر من تسرب المعلومات الشخصية كما هو حال الدول الغربية التي عملت على نشر معظم معلومات مواطنيها على الإنترنت عن طريق قواعد بيانات متخصصة كأدلة الهاتف و الصفحات البيضاء و غيرها و هي موجودة لمن أراد استخدامها؟! نقول ربما... فمع انفتاح العرب أكثر على الإنترنت و توظيف خدماتها بصورة أوسع ستظهر لدينا هذه الثغرة الأمنية... و لكن متى سيكون هذا؟ ربما ليس قبل عدة سنوات أو ربما عقود من الآن؟!! [email protected]