د طارق محمد السويدان - موقع السويدان الإليكتروني توسعت نظريات التغيير الحديثة وتعمقت وشملت جوانب كثيرة من أهمها تغيير المنظمات وبالذات في جانبها الإداري والمالي والجانب التخطيطي على وجه الخصوص، كما تناولت تغيير الإنسان وتعليمه أساليب النجاح والتميز والطموح والاستقرار النفسي ونحوهاوسأطرح في هذه السلسلة من المقالات بعض الاقتراحات لتطوير الخطاب الإعلامي الديني لأجل توجيه نظريات التغيير نحو مجالات جديدة، ومن جهة أخرى للاستفادة من هذا العلم الحديث في أرض الواقع في مجال هام أهملته نظريات التغيير وهو مجال الإعلام ولن أتحدث عن المجال الإعلامي بشكل عام فهو من جهة مجال واسع ومن جهة أخرى هو ليس من مجالات تخصصي أو تميزي، ولكني سأركز على الجانب الذي شاركت فيه وهو مجال الخطاب الإعلامي الديني تبدأ نظريات التغيير عادة بطرح الواقع المراد تغييره ثم تحديد الرؤية أو المستقبل المراد الوصول إليه ومن ثم تحديد الطرق أو الآليات والخطوات التي ينبغي السير عليها نحو تلك الرؤية والموضوع واسع ويستحق البحث ولكني سأركز على جانب واحد من أهداف الخطاب الإعلامي وهو بناء الإنسان المستقيم الفعال، وواضح أن واقعنا اليوم يشير إلى ضعف واضح في هذ الجانب، كما أن خطابنا الإعلامي عدا بعض الأطروحات الحديثة غير مناسب وغير فعال في تحقيق هذه الرؤية وهذا الهدف ودعوني أختصر القول وأطرح الموضوع مباشرة فألخص بأن المطلوب لأجل بناء الإنسان المستقيم والفعال هو العمل على تغيير الإنسان في خمس جوانب هي تغيير الفكر والقناعات 2. تغيير الاهتمامات 3. تغيير المهارات تغيير العلاقات تغيير القدوات ولكل منها تفصيل سأتناوله في المقالات التالية تغيير الإنسان ليتحول إلى إنسان مستقيم وفعال هو هدف عملية التغيير الإسلامي والتي تتم من خلال عملية شاملة تربوياً ومجتمعياً وإعلامياً وتركز على تغيير خمسة أمور هي 1. القناعات والفكرالاهتمامات المهارات القدوات وسنتناول في هذا الجزء أحد هذه الجوانب ودور الخطاب الإعلامي الديني فيها أولا : تغيير الفكر والقناعات 1. السلوك والمشاعر مصدرها الفكر والقناعات . 2. محاولة معالجة السلوك والمشاعر دون معالجة الفكر تعالج الظواهر وليس الأسباب الفكر يتعلق بنظرة الإنسان وفهمه للدين والحياة ودوره فيها كما يتعلق بطموحاته واهتماماته وعلاقاته ومهاراته وقدواته، فالفكر هو الأساس لكل شيء يشمل ذلك التحليلات السياسية والمواقف التي يتبناها بناء على فهمه وقناعاته وتحليلاتها للفكر والقناعات هي أساس البناء الأخلاقي للإنسان، فتعديل الأخلاق يبنى على تغيير الفكر والقناعات وليس الخطاب العاطفي الوعظي فقط من أهم قضايا الفكر نظرة الإنسان لعلاقته بربه وفهمه لدوره في الحياة بناء على ذلك وهذا هو أساس العقيدة فهم الإنسان للحياة ودوره فيها سيبنى عليه اهتماماته وعلاقاته وقدواته، وهذه بدورها ستشكل شخصية الإنسان وهويته وطموحاته من هنا نرى أن أهم تغيير يجب أن يتم في الخطاب الإعلامي بشكل عام والديني بشكل خاص هو التغيير الفكري وعليه فإن الخطاب الديني الوعظي أو العاطفي أو القصصي أو الاجتماعي الذي لا يبنى على أهداف تغيير فكري وتعديل قناعات المستمع أو المشاهد سيكون تغييراً مؤقتاً محدود التأثير التوصية : قبل إعداد أي برنامج إعلامي لا بد من الإجابة على السؤال التالي ما هي الأفكار والقناعات التي نود زرعها من خلال هذا البرنامج؟