رفضت الداعية الدكتورة بثينة الإبراهيم حديث البعض عن كبت تعرضت له الفتيات في العالم العربي، وقالت إن هذه مقولة غير صحيحة بدليل التأثير الواضح للفتاة العربية في مجتمعاتها، مشيدة في الوقت ذاته بقدرات الفتاة الخليجية خصوصا على صعيد التفكير الإبداعي والقدرة على التجديد. وتحدثت الإبراهيم خلال حوار مع «شمس» عن تقييمها لدور الداعيات على الشاشة، وتصوراتها عما يمكن إضافته لهذا الدور، كما تطرقت إلى الحديث عن علاقتها بزوجها الدكتور طارق سويدان سواء بصفته مسؤولا عن قناة «الرسالة» الفضائية أو كإنسان وأب، مطالبة الجميع بعدم رسم صورة مثالية عن الحياة العائلية للدعاة «لأنهم بشر يواجهون المشاكل ذاتها».. فإلى نص الحوار: تعدين من أشهر الداعيات الإسلاميات، هل تعتقدين أن المرأة الداعية حاضرة بما يكفي على الشاشة؟ لا أعتقد أن هذه التسمية صحيحة فلست أشهر الداعيات الإسلاميات، فالأخت نوارة هاشم والدكتورة لينة حمصي والداعية حنان القطان كلهن سبقنني في الظهور على الشاشة، وكل واحدة منهن تميزت في جانب. وأعتقد أنه ما زالت هناك حاجة إلى عدد أكبر من الداعيات على الشاشة وزيادة البرامج النسائية. الإعلام لم ينصف المرأة المسلمة حسب تصنيف الكثيرين، ولم يصنع قدوات نسائية تؤثر في جمهور الفتيات، كيف تعلقين على هذه المقولة؟ إن كان المقصود بإنصاف المرأة أنه أظهرها فقط في مجال عرض جمالها ورقتها واستغلال ذلك لما يزيد عدد المشاهدة أو المشتركين في الصحف والمجلات فقط فنعم لم تنصف المرأة، ولكنني أعتقد أن المرأة هي من سمحت بذلك، حيث اعتقدت أنها بذلك ستحصل على الشهرة والمكانة ولا أعتقد أن الأمر فيه إجبار لها لأن هذه رؤيتها لنفسها. وقد أدى ذلك لعدم اقتحام المرأة الداعية وصاحبة الفكر والعلم عالم الإعلام لفترة طويلة، لكن عندما شقت المرأة الداعية طريقها في مجالات كثيرة في الحياة اكتشف أثر الإعلام في الناس وفي الفئة الشبابية خاصة وبدأت تتدارك الأمر وبدأ ظهورها الإعلامي، ولكن السؤال المطروح: «هل لاحظتم ظهور المرأة بأي قناة غير مصنفه إسلاميا؟. لقد شاهدت الدكتورة عبلة الكحلاوي ببرنامج على قناة «الحياة» ولكن كل الداعيات لم تتبناهن إلا قنوات إسلامية مثل «اقرأ» و»الرسالة». هنا يعيدنا لسؤالكم عن عدم قيام الإعلام بالمساهمة في صنع قدوات نسائية للشباب؟ وأسأل أيضا: لماذا ترفض المرأة الداعية أن تقدم فكرة أو برنامجا لقناة عامة؟. وأنا من منبركم أدعو القنوات أن تفتح المجال للنساء كما فتحت المجال للشيوخ. في قناة «الرسالة « يوجد عدد كبير من «النجمات» المتدينات، ما سبب هذا الحضور النسائي الكبير في قناة دينية؟ في الحقيقة هذا سؤال يوجه لقناة «الرسالة»، فالكثير يعتقد أنني في إدارة القناة، وهذا أمر غير صحيح. أنا أقدم لإدارة الإنتاج أفكاري وبعض الأفكار تتم الموافقة عليه وتنتج والبعض يرفض والبعض يؤجل. ربما يعود هذا الربط لأن زوجي هو مدير القناة أو لظهوري الإعلامي فيها. هل استطاعت المرأة الداعية أن تصنع حضورا كبيرا من خلال الشاشة؟ لا أعتقد أن كلمة الحضور الكبير تنطبق تماما على البرامج النسائية وخصوصا في الخليج. وربما يكون كلامك صحيحا، ولكنني لا أملك أي أرقام أو إحصائيات حول ذلك، ولكنني أقول إن الرجل عموما الملتحي أو غيره من الرموز الإسلامية في القنوات بنى تاريخا من العطاء والظهور ومعظمهم من المفكرين والعلماء والشيوخ من أهل الفتوى والوعاظ الذين لهم جمهورهم في حلقات العلم والمؤتمرات. هؤلاء هناك من يهتم بمتابعتهم أينما كانوا أو من يحتاج إليهم في الفتوى وخصوصا أنهم مجموعة من المعتدلين من أهل الفتوى وممن يفهم حاجة العصر وظروفه. أما المرأة فظهورها جديد وأعتقد أنها لو استمرت في الظهور وقدمت الجديد الذي يلامس حاجة المجتمع وأفراده سيكون لها جمهورها. ولا ننسى أن المرأة تطرح أحيانا قضايا تهم المرأة والأسرة لم يتطرق إليها الرجل وقد لا تخطر على باله والجميل أنه أصبح للرموزالنسائية هذه مشاهدة ليس فقط من النساء بل وحتى الرجال الذين يتأثرون بالقضايا التي تطرح ، ربما لأن للمرأة مدخلا آخر تقنع به الرجل في بعض المبادئ والأفكار. قدمتِ برامج كثيرة على شاشة التلفزيون، ما البرنامج الأقرب إلى قلبك؟ الحقيقة أنا قدمت على قناة الرسالة فقط 3 برامج هي «معا نرتقي، حوار ملون، يارب»، والحقيقة أن كل برنامج له أثر في نفسي وفي الآخرين فمثلا برنامج «يارب» ووقفاته الإيمانية جعلني أقف كثيرا عليها وأرى ما مدى توافقها مع واقعي وحياتي، وكذلك النظر في حياة الناس، وما القضايا التي تشغلهم وتؤثر في علاقتهم بالله سبحانه وتعالى. أما برنامج «حوار ملون» الذي طرح العديد من القضايا الاجتماعية واستضاف المختصين وتحاور مع شخصيات نسائية شاركتني النقاش، فأعطاني مساحة للتعرف على آراء الآخرين في قضايا المجتمع وكذلك الاستفادة من آراء المختصين وخصوصا الجدد على الساحة، وبالنسبة للجمهور كانت ل «حوار ملون» أصداء طيبة. وبالنسبة: ل»معا نرتقي» فقد كان موجها في قضاياه للفئة الشبابية وما وصلني من تعليقات على التغيير الذي أحدثه على الشباب والتغيير في فهم الأسرة لحاجاتهم ونفسياتهم واحتياجاتهم، أشعر أنه حقق الهدف منه . ما الرسالة التي تسعين لتوصيلها للمشاهدين من خلال برنامجك الرمضاني هذا الموسم «يارب»؟ أردت أن أنبه نفسي والجمهور إلى عبادة جميلة وذات أثر كبير، ولكننا في غفلة عنها ألا وهي عبادة التأمل والتفكر حيث إن نعم الله تعالى علينا كثيرة في السماء والأرض في حركة الكون والشمس والقمر وفي الخيرات والنعم ولهذا أحببت من خلال برنامج «يارب» ينظر الناس لما هم فيه من نعم والتفكر بما حولهم وأن يداوموا على الحمد باللسان وبالحال بالالتزام بالشرع وحسن طاعة الله تعالى وعبادته. لماذا لا تقبلون في الرسالة أن تظهر المرأة بالنقاب؟ ألا تعدين هذا حلا؟ أكرر أني لست في إدارة قناة «الرسالة» ولا أعلم ما وجهة نظر القناة في ظهور المنقبات. ماذا يمكن أن تقولي عن المفكر والداعية الدكتور طارق السويدان، لكن كزوج هذه المرة؟ أفضل ألا أعرف بصفتي بثينة زوجة الدكتور طارق السويدان، وإنما أفضل أن يعرفني الجمهور بثينة الإبراهيم ليقيمني الناس كما أنا وأسمع التوجيهات والنصح وللعلم تفاجأ كثير ممن عرفني على الشاشة بأنني زوجة الدكتور طارق. والحقيقة أنا لي الشرف والفخر أن أكون زوجة لرجل سخر حياته كلها لما يرضي الله وما يساهم به في توجيه الناس ونهضة الأمة. وكزوجة له أقول إنه زوج وأب حنون ورحيم وكريم وقلبه كبير وعلى الرغم من كل مشاغله فهو مهتم بأمر أسرته ولنا في جدوله وخطة حياته حيز كبير ويشاركنا في كل أمورنا ومناسباتنا . أنا وأبو محمد نتشارك في كل إنجازاتنا ومشاريعنا وخططنا ولكن يجب أن يعرف الجميع أن الصورة المثالية التي يعتقدونها عن بيوت الدعاة والعلماء غير صحيحة، بل نحن أزواج كغيرنا قد نختلف وقد نتفق ولكن المهم أن يبقى الود والحب والدعم والاهتمامات المشتركة، فنحن ندير مؤسسة هي الأسرة بالحب والود والاتفاق. هل تتابعين التلفزيون في رمضان؟ نعم أتابع التليفزيون في رمضان وأستغرب ممن يقول إنه يهجره في رمضان مع العلم أن الوقت لا يقضى في كل يوم رمضان في القراءة أو العبادة، فهذا يعني إما في العمل أو في النوم أو ربما اجتماعات أو حلق علم أو احتياجات عائلية ولو طبقنا هذا فلا يزال هناك وقت لمتابعة على الأقل برنامج واحد خصوصا أننا بعد رمضان نعود إلى الوظائف والمسؤوليات وقد لا تتوافق أوقاتنا مع مواعيد إعادة تلك البرامج. في رمضان التليفزيون يقدم لنا دورات لا حصر لها علمية شرعية ثقافية تربوية اجتماعية سلوكية أخلاقية. والتليفزيون يعرفنا بمجموعة من العلماء ومن أهل التخصص ويحلق بنا في أجواء تتناسب مع أجواء رمضان الإيمانية بالمواعظ والحكم ترقق القلب وتسمو بالروح وتدفع اتجاه الزيادة في العمل الصالح في رمضان، كما يساهم التليفزيون من خلال البرامج في أن نعد عدتنا لما بعد رمضان من خطط إيمانية ومجتمعية، وهو يساهم في تغيير قناعات وأفكار وتطوير للذات. وما أهم البرامج التي تحرصين على مشاهدتها؟ من دون تحيز «علمتني الحياة» للدكتور طارق السويدان، والحقيقة أن كل الأسرة تتابعه ليس فقط لأنه برنامج رب الأسرة ولكن قناعة منا جميعا إلى قوة وأهمية ما يطرحه هذا البرنامج. كما أتابع « خواطر مع أحمد الشقيري» وكذلك برنامج عمرو خالد وبعض البرامج الدينية في قنوات أخرى حسب الوقت المتاح عندي. ما البرنامج الرمضاني الذي تعتقدين أنه اكتسح هذا الموسم؟ فكريا: علمتني الحياة للدكتور طارق السويدان قيميا: خواطر للأستاذ أحمد الشقيري إيمانيا: السعادة للدكتور عمرو خالد انشغال الدكتور السويدان المستمر بالشأن العام والدعوي ألا يشكل هاجسا مزعجا بالنسبة لك كزوجة وأم؟ الحقيقة الانشغال المستمر متعب لي من حيث تفكيري الدائم بصحة أبو محمد والحرص على راحته ليتمكن من العطاء لفترة أطول. الأمر الثاني أحمد الله تعالى أن زوجي مشغول بهم الأمة ونهضتها وليس في المشاغل الدنيوية أو المجالس وما نسميه عندنا في الكويت الدواوين وما يدور فيها وللعلم أبو محمد ليس لديه بعد مشاغله الدعوية إلا بيته، وهذا مريح لأن وقته الآخر كله معنا . هل شجعك الدكتور طارق على الظهور الإعلامي؟ نعم كان له الفضل حيث كنت مترددة كثيرا لأنني أعرف أن العمل الإعلامي يشغل كثيرا . داخل الأسرة، ما الصفة الأبرز التي تميز الدكتور طارق السويدان كوالد وزوج؟ المرح ؛ فهو مرح جدا ويخلق جوا مرحا دائما. بعد مشوارك الممتد في التأثير والإصلاح التربوي بين الفتيات، ما أهم الخلاصات التي خرجت بها عن الفتاة في الخليج من حيث المشكلات والهموم؟ الفتاة الخليجية تمتاز بقدرات جبارة نفخر بها وقد قارنتها بعدد كبير من الجنسيات الأخرى من خلال مشاركة عدد من فتيات أخريات . كذلك لدى الفتاة الخليجية إبداع في الأفكار وفي المشاريع ولكن المشكلة أنها لم تجد المحضن الصحيح ولا أقصد التربوي ولكن المجتمعي الذي يصرف لها طاقاتها ويشجع إبداعاتها ويوجهها نحو استثمار قدراتها. ولذا أرى إقبالا كبيرا من قِبل فتيات السعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان على مخيم الفتيات الذي أعقده في الكويت. مَن المسؤول عن كبت الفتاة العربية وعن الوضع الاجتماعي المعقد الذي تشكو منه؟ من قال إن الفتاة العربية تعاني وضعا اجتماعيا معقدا أو كبتا؟ . ربما يصدق هذا القول على مناطق محدودة في الوطن العربي ولكن في الغالب الفتاة العربية تتميز اليوم بالكثير وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على كثرة الفرص المتاحة للفتاة وجودة التدريب الذي حصلت عليه والتشجيع المتواصل سواء من الأسرة أو المجتمع بشكل عام، بدليل ما نراه اليوم من تأسيسها وإدارتها للعديد من المشاريع الشبابية والاجتماعية ودورها الفعال في المجتمع. ما ذكرياتك لأول يوم صيام أيام الطفولة؟ أنا نشأت في أسرة محافظة وكان والدي حريصا على محافظتنا على الصلاة والصيام وأذكر أننا كنا صغارا وكان رمضان في الشتاء وكنا نحب الجلسة العائلية بعد الإفطار وقبل السحور حول الدوه وهي الفحم ونحن نشرب الشاي مع العائلة وكنا نقف مع الوالدة وهي تعد الإفطار على الرغم من وجود العمالة في المنزل فقد كان لرمضان جو جميل في ذلك الوقت. ما الطبق الرمضاني المفضل على مائدة الإفطار بالنسبة لك وبالنسبة للدكتور طارق؟ الشوربة والكبب والسمبوسك وأما الدكتور فيفضل الأرز والدجاج. هل هناك مشروع أو فكرة تشغل تفكيرك ولم تتحقق حتى اليوم؟ نعم يشغل بالي مشروع مناهج بناء الشخصية ومهارات الحياة.. أعشق هذا المجال سواء مناهج الأطفال أو الشباب، وقد بدأت بالفعل بتجربة تطبيق هذه الأفكار في الحضانات التي أسستها، حيث رأيت العجب في قدرة الأطفال على الفهم والتطبيق وإن شاء الله قريبا نصدرها بشكل مؤلفات يمكن للجميع الاستفادة منها كما أنني بدأت بتطبيق المنهاج والتجربة على الفئة الشبابية وأيضا لاحظت الأثر أسأل الله تعالى أن يوفقني للانتهاء من هذه الفكرة، حيث جمعت فيها بين المؤلفات الأجنبية المتخصصة والرؤية الإسلامية ومنهجية النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الشخصية .