انباؤكم - د. مهندس/ عبدالله بن صالح الخليوي أن نتحاور ويطرح كل واحد وجهة نظره فأمر مطلوب، وأن نختلف فيحترم كل واحد الآخر فهذا أمر مقبول، وأن أمتعض من موقف أو مواقف فأطرح الحلول بأسلوب رصين وفق ضوابط الشريعة المطهرة فهذا أمر مفهوم، لكن أن تجترئ كويتبة تدعى وجيهة الحويدر على كل الثوابت وتقفز كل الحواجز وتؤلب الغرب الكافر على الأمة المسلمة التي تنتمي إليها في هجوم سافر مقزز ودعاوى مفتراة وكذب صراح وطعن وهمز ولمز في شريعة الله وفي القرآن والسنة فهذا غير منطقي ولاأخلاقي ولايمت للحوار بصلة بل هو خشخشات وهرطقات استقرت في عقلها المريض فنمت وترعرعت بعد أن سقتها بماء الكره لشريعة الإسلام ونظامه فأفرزت قيحا وصديدا يزكم العقول قبل الأنوف ويطوح بمصداقية هذه الكويتبة التي رضعت حليب الغرب حتى الثمالة. إن ماقالته هذه المجترئة على حدود الله وصرحت به لصحيفة الواشنطن بوست ونشرته قبل أيام تحت عنوان "المرأة السعودية تستطيع قيادة السيارة، فقط دعوهن يفعلن" ليعد هجوما كاسحا ملفقا أججت فيه نار الحقد والعداوة والبغضاء على دين الإسلام وبلدها ونظامه السياسي والاجتماعي، فقد قاءت فقالت أن المرأة السعودية تعيش وضعا مهينا يصعب على الأمريكيين تصوره وأردفت بأن العباءة السوداء قبيحة ولكم أن تتخيلوا المرأة مرتدية هذا العباءة في درجة حرارة "100 فهرنهايت، وطالبت في تحد سافر بخرق النظام والاحتشاد والتظاهر وقيادة السيارة بدون إذن مما يعد سابقة خطيرة وتجاوز لكل الخطوط الحمراء، فكل منا لديه قناعاته لكن أن أفرض قناعاتي وبأسلوب محرض واستفزازي فهذا مالايقبله عاقل أبدا. بله هاجمت نظام القوامة في الإسلام واصفة المرأة السعودية بأنها مستعبدة لاحقوق لها وليس لها الحق في ممارسة الرياضة أو الخروج دون إذن وليها ويمكن للرجل أن يطلقها بمجرد النطق بالكلمة، أو حتى إرسال رسالة عبر الهاتف، وإن زواج الفتيات الصغيرات مازال قائماًً في السعودية حيث يمكن للرجل في السعودية الزواج من فتيات في سن السابعة والثامنة، وقالت بأنها قادت حملات للدفاع عن فتاة في الثامنة تزوجها رجل خمسيني، فقمت ببث فيديو على "يو تيوب" يعارض زواج الأطفال، تعلن فيه الفتيات الصغيرات والمراهقات رفضهن لزواج الصغيرات، وقد نجح الفيديو الذي حظي بتغطية جيدة كما تزعم في إنهاء هذه الزيجة وحصلت الفتاة على حريتها. ، وقالت أيضا بأن تعدد الزوجات دمر الكثير من الأسر، وصعدت من وتيرة انتقاداتها اللاذعة بالقول : نحن النساء نعيش "في السعودية" وضعاًً يصعب على معظم الأمريكيين تخيله، وقالت ليس في القرآن مايمنع من قيادة المرأة للسيارة، وقالت بأنها أرسلت ولديها إلى مدرسة أمريكية لئلا يشبان على طريقة الرجل السعودي، وانتقدت نظام الطلاق في الإسلام، وقارنت بينها وبين نساء أخريات بالقول : "هناك سعوديات كثيرات حياتهن أتعس من حياتي، وضربت أمثلة بامرأة تدعى فاطمة العزاز، التي تزوجت عن حب لكن أخوتها غير الأشقاء رأوا أن زوجها غير مناسب اجتماعيا، فقاموا بتطليقها في المحاكم الدينية، و"جميلة" التي تزوجت ولم ترى زوجها إلا ليلة الزفاف لتكتشف أنه غير متزن عقلياًً، لقد كنت أرغب في إعداد فيديو عن شهادات مثل هؤلاء النساء لكنه لم ينجح، فمعظم هؤلاء النساء يخشين الحديث". وتختتم الحويدر تصريحها للصحيفة بالقول: "لماذا أنا مختلفة؟ لا أدري، ربما لأنني كنت مهمشة إلى حد ما، وربما لأن أمي غير باقي الأمهات سمحت لي بلعب الكرة مع الصبية، وربما لأن عملي بشركة نفط تستخدم الكثير من الأجانب جعلني أحس بهامش حرية، وربما لأنني درست في الولاياتالمتحدة حيث المرأة تعامل كبشر لا كشئ مملوك". بربكم هل بعد هذا الغثاء غثاء؟ هل بعد هذه المهازل مهزلة؟ هل بعد هذا التبجح تبجح؟ كلنا يكتب وكلنا ينتقد لكن وفق ضوابط مهنية مؤطرة بإطار الشريعة الإسلامية السمحاء، فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو نبي الله المؤيد بالوحي ومعلم الناس كان ينتقد بعض الأوضاع القائمة بأسلوب غير مباشر بقوله : مابال أقوام يفعلون كذا وكذا أملا أن يعود المذنب إلى رشده دون تشهير به أو لفت لأنظار الناس إليه، وأستغرب حد العجب أن تنتقد هذه الكويتبة أمة القرآن وأمة التوحيد وتتكلم على لسان أكثر من 7 ملايين امرأة سعودية وتصفهن بأنهن ممتهنات محتقرات مستعبدات مغلوبات على أمرهن مع أننا ندرك أنها أي الحويدر قد حاولت مئات المرات اقناع الكثير من النساء بالتمرد والتظاهر لكن دعواتها لاقت صدودا وانتقادا لاذعا فذهبت إلى الغرب لتنهق من هناك وتدعي وتفتري وتكذب وتختلق وتمتهن الكذب بضاعة رخيصة لتمرر فكرها المنحرف وتقنع الشعب الأمريكي بسخافاتها وافتراءاتها وكأن الشعب الأمريكي وصي علينا وعلى شريعة الإسلام. هذه الكاتبة وأمثالها هي من افرازات اللبرلة التي ابتلينا ببذاءاتها على صدر صحفنا ومن افرازات جيل التنويريين ( وهم الظلاميين) الذين حاربوا شرع الله واستهزؤوا بثوابت الدين بل ونالوا من الرسل عليهم السلام ولم يسلم منهم لاعالم ولاملة. ويبقى السؤال هل هذه الكويتبة كتبت ماكتبته وقالت ماقالته كقناعة شخصية أم أنها مدفوعة من تيار يدس السم في الدسم ويؤجج لصراع ايديولوجي ظاهره النصيحة وباطنه تغيير ثوابت هذه الأمة المسلمة. إن تيار الليبراليين التغريبين المناهضين لثوابت الأمة لن يعدو قدره لسبب بسيط هو أن هذه الأمة متمسكة بثوابتها وبدينها وبشرعها المطهر لاترضى به بديلا، وقد صرحت الكثير من النساء في مواقع الكترونية مختلفة وفي بعض الصحف المحلية بأنهن يعشن في بحبوحة من الأمن والرخاء تحت قبة الشريعة المطهرة وأن أمثال هذه الرويبضة الحويدر لن تغير مهما حاولت من قناعاتهن وتمسكهن بدين الإسلام والوحيين الطاهرين. لابد من تحرك على كافة الصعد لإعطاء صورة ناصعة البياض عن شريعتنا السمحة وتقديمها لغير المسلمين على طبق من نور فليس هناك أكمل ولاأشمل ولاأرحم ولاأعظم من شريعة الإسلام الخالدة، وعلي الدولة والقادرين منا أن يبادروا إلى انشاء القنوات التي تعرف بدين الإسلام بمختلف اللغات وأن ينشئوا المواقع الإلكترونية التي ترد على افتراءات المشككين وعلى أصحاب المبادئ الهدامة وعلى التغربيين والليبراليين والتنويريين والعقلانيين والعلمانيين، علينا أن نبلغ دين الله بكل مانملك فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: بلغوا عني ولو آية .. لسنا معذورين بالسكوت عن تبليغ هذا الهدى والنور بكل مانملك من وسائل كل بحسب قدرته واستطاعته فالله لن يقبل دينا سوى الإسلام قال تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلنم يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. علينا أن نقطع الطريق أمام كل مشكك في ديننا وثوابتنا ونظامنا القضائي والاجتماعي، علينا أن نبادر ونقدم ديننا هاديا للبشرية التائهة ومنارا يهدي الحائرين. إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ( بغض النظر عن مسبباتها وطلاسمها) كانت محاولة من الغرب يائسة لكبح هذا الانتشار الكبير للإسلام في الغرب فكان لابد من تحرك مضاد يدمر الصورة المشرقة الوضاءة لهذا الدين ويصور المسلمين على انهم ارهابيين قتلة رعاع، لكن وبحمدالله أفرز الحادي عشر من سبتمبر أجيالا تاقت إلى التعرف على هذا الدين فدخل الآلاف في دين الله أفواجا. إن أي محاولة للنيل من هذا الدين أو حبك الافتراءات أو سبك الاختلاقات أو صناعة الكذب وتصدير التهم لن تجدي نفعا وأقولها بملء فمي ان الله حافظ دينه فالإسلام هو دين الفطرة ودين الحق ودين المحبة والسلام والاعتدال والرحمة. علينا مرة أخرى أن نبذل كل غال ورخيص لتبليغ هذا الدين خصوصا لمن أتى لبلادنا بداعي العمل ومكث سنوات من عمره دون أن يكلمه أحدنا عن الإسلام أو يهديه كتابا أو تعريفا به. إننا أصحاب حق حري بنا أن نعلنه للناس وننتشلهم بإذن الله من الجهالة والكفر إلى النور والهدى. إن هذه الكويتبة شوكة في حلق بلدها لكنها لن تفت في عضدنا فقد سبقها على مر العصور من خلعن الحجاب وحاربن الدين في بعض الدول العربية فماتت دعواتهن في مهدها فهذه هدى شعراوي التي خلعت النقاب والحجاب وهي قادمة من فرنسا وداسته برجليها لم تستطع أن تغير من قناعات شعب الكنانة فرحلت مذمومة محسورة مكمودة وداس المصريون أحفاد عمرو بن العاص مبادئها وثبتوا على شرع ربهم، وغيرها كثير ممن تصادمت أفكارهن وقناعاتهن بشرع الله المطهر فرحلن مصحوبات بلعنات التأريخ والناس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، على هذه الحويدر أن تدرك أننا أمة متمسكة بدينها وثوابتها ولن تؤثر فينا كاتبة ولاكتاب ولا تيار ولا تيارات. إن قدرنا أن ولدنا مسلمين ونشأنا مسلمين ننعم بهذا الأمن الوارف وننهل من هذا المعين الصافي نقيم شرع الله في الأرض ونرحل إلى الدار الآخرة بين جناحي الخوف والرجاء، نقدم ونزرع في هذه الدنيا لنحصد الفوز والفلاح في الدار الآخرة، ونقول لهذه الكويتبة ومن حذا حذوها : اخسئي فلن تعدي قدرك. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم الرسالة