عبدالله الفرج - الرياض السعودية حَرِص قائد المنتخب السعودي حسين عبدالغني من خلال التصريحات الصحفية والفضائية الشهر الماضي على أنْ يؤكد اهتمامه بجماهير الأهلي ورغبته الشديدة في العودة إلى صفوف الفريق وتأكيده غير مرَّة على أنَّ للأهلي الاولوية بين الأندية السعودية في حال قرَّر وضع حدِّ لتجربته الاحترافية مع نيوشاتل السويسري وفضل العودة للدوري السعودي، وهذه التصريحات التلفزيونية تشعر المتابع بمدى الحُب الذي يحفظه هذا النجم الكبير ل (قلعة الكؤوس) الذي ترعرع بين جنباته مُذْ كان ناشئاً. وعلى الرغم من اهتمام النصراويين البالغ باللاعب؛ خصوصاً بعد اتفاقهم مع النادي السويسري لنقل خدماته، وقرب إتمام ذلك في ظل إهمال الأهلاويين لنجمهم الكبير؛ إلا أنني كنت استغرب كثيراً من تردُّد عبدالغني في حسم الانتقال لناد جماهيري كبير كالنصر، لعدم وجود عوائق واضحة من شأنها المساهمة في تعطيل الصفقة، ويبدو أنَّ الضغوط التي يمارسها عليه بعض الإعلاميين الذين جعلوا من أنفسهم وكلاء أعمال للاعب ينظرون للأمور بعين تعصبية لا ترى مصلحته، وفقدوا مصداقيتهم حين خالفوا ما كانوا ينادون به في أطروحاتهم بفتح الباب أمام تنقلات اللاعب السعودي بين الأندية، وحين جاء العرض النصراوي اعتبروا ذلك متجاوزاً للخطِّ الأحمر، وطالما لا يريده الأهلي ما الفرق يا أعزَّاء بين أنْ يحترف في نيوشاتل أو النصر؟!. البيان الأهلاوي الأخير بإعلان المجلس التنفيذي الأهلاوي عدم رغبته في عودة اللاعب كان وقعه كالصدمة على جماهير الأهلي؛ حين تحدث عن "عدم الحاجة لخدماته حالياً، وعن أنَّ الأهلي لن يتوقف على نجم معيَّن، وجاء استناد البيان لأنَّ القائد عبدالغني فضَّل الاحتراف خارجياً الموسم الماضي على الاستمرار مع ناديه الذي كان يرغب في بقائه، وأنَّ التوجُّه بضخِّ المواهب الجديدة بعد رحيله لسويسرا قلَّل من الحاجة لعودته في هذا الوقت، والحقُّ أنَّ جماهير الأهلي المحبَّة لعبدالغني لن تقبل بسهولة مثل هذه التبريرات، فالفريق الأهلاوي افتقد لقائده في الموسم الماضي، وبديله الشاب منصور الحربي يحتاج للوقت، وحين أصيب منتصف الموسم عاش الفريق وضعاً صعباً في الجهة الخلفية اليسرى؛ وإلى متى نتجاهل أهمية التدرج في إبراز المواهب؟، ثمَّ أين النظرة الفنية لأهمية تملُّك الفرق الكبيرة كالأهلي لميزة اللاعب البديل؟!. لم يعُدْ لمسيِّري النادي الأهلي عند نجمهم السابق الذي يقود المنتخب الوطني أي شيء بعد البيان الأخير، وبات عبدالغني حرّاً من الناحية العاطفية في اختيار وجهته الجديدة، وأنا متأكد من أنَّ الجماهير الأهلاوية التي تحبُّ نجمَها المخلص وستستبيح له العذر لن تمرِّر المبررات التي احتواها البيان (الأخضر).