"العيد الوطني نموذجا" سآتي هنا على هذا النموذجٍ للمخادعة حيث تورط فيه الكثير , ولخطورة المخادعة عندما تكون مع الله لا على المخادع فحسب بل على المجتمع بشكل عام فسأطرح هذا النموذج بشكل مستفيض. وتنصب المحاولات البائسة للمخادعة في هذا النموذج حول تغيير المسمى من لفظة "العيد" إلى لفظة "اليوم" والعبرة – كما هو مقرر- بالمضمون, فسواءً قيل هذا عيد أو قيل هذا يوم لا يغير في الحقيقة شيئاً ما دام المضمون واحداً,قال النبي صلى الله عليه وسلم ": يسمونها بغير اسمها " في من يشرب الخمر ويطلق عليها اسما آخر ليضحك على نفسه أو على الناس. واليوم الوطني: هو مناسبة تعود على الناس كل عام يراد لها البهجة والفرح وهذا هو العيد. واليوم الوطني كما يحلو للمخادعين تسميته هو عيد لا على الحقيقة فحسب بل حتى اصطلاحا,لننظر للموسعة العربية الميسرة: " عيد قومي: ... أما أهم الأعياد القومية في الدول العربية فهي كما يلي: السودان (أول يناير) ,تونس(20مارس) ,الأردن(25مايو) ,العراق(14يوليو)المملكة العربية السعودية(12نوفمبر )" ا.ه ((الموسوعة العربية الميسرة ج2)) والعيد " لغةً " : كل يوم فيه جمع , و اشتقاقه من عاد يعود كأنهم عادوا إليه .. والعيد عند العرب الوقت الذي يعود فيه الفرح والحزن. ا.ه (لسان العرب ج3 ص319 ) قال الإمام النووي: قالوا: وسمي عيدا لعوده و تكرره , وقيل لعود السرور فيه .. ا.ه (صحيح مسلم بشرح النووي ج3 ص441) و أعياد المسلمين هما عيد الفطر و عيد الأضحى , فعندما أتى النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما , قال صلى الله عليه وسلم -في الحديث الذي رواه أنس :" قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما , يوم الأضحى و يوم الفطر" (أبو داود حديث1131،النسائي ك العيدين بسند صحيح , م الإمام أحمد) الأعياد المبتدعة وحكم العلماء فيها : قال شيخ الإسلام ابن تيمية :"و للنبي صلى الله عليه وسلم خطب و عهود و وقائع في أيام متعددة, مثل يوم بدر وحنين والخندق, وفتح مكة , و وقت هجرته ,و دخوله المدينة , وخطب له متعددة يذكر فيها قواعد الدين. ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ أمثال تلك الأيام أعياداً،وإنما يفعل مثل هذا النصارى الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعيادا, أو اليهود. و إنما العيد شريعة , فما شرعه الله اتبع , و إلا لم يحدث في الدين ما ليس منه. ا.ه"(اقتضاء الصراط المستقيم ج2 ص313) " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد اللطيف , وصالح بن عبد العزيز , و محمد ابن إبراهيم , إلى الإمام المكرم:عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل,سلمه الله تعالى ،وأعاذه من مضلات الأهواء والفتن, ورزقه العمل والتمسك بواضح السنن,آمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وقد تحققنا ما أحدث في مكة المشرفة,من العيد المسمى بعيد الجلوس في آخر شعبان ,الذي هو مضارع لأعياد الجاهلية,ولم يمنعنا من الكلام فيه, ومشافهتك بذلك لمّا كنت عندنا ,إلا أننا ظننا أنه لا يفعل هذا العام, من أجل أنه تقدم من بعضنا مناصحة لك في ذلك.و أنت فاهم سلمك الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله تعالى بالملة الحنيفية محا جميع ما عليه الجاهلية من الأعياد الزمانية والمكانية,وعوض الله عنها الحنفاء بعيد الفطر وعيد الأضحى ومما يدل على ذلك حديث أنس ...ا. ه" (الدرر السنية ج5 ص62) يقول سماحة مفتي الديار السعودية فضيلة الشيخ محمد ابن إبراهيم-رحمه الله: " فالبدعي هو اتخاذ زمن عيدا لم يتخذه الشرع ولم يأذن فيه, لمفهوم قوله"عيدنا أهل الإسلام"وفي الحديث الآخر" هل كان فيهما عيدا من أعياد الجاهلية"فأهل الجاهلية يعظمون أزمنة لمناسبات لها, ويعظمون أمكنة لمناسبات لهم, وكلها أو أكثرها أو الكثير منها على تخيل جهلي و خرافة, والخالي من الخرافة من الأمور الجاهلية.وقد اتبع الجاهليةَ في تعظيم الأزمنة و الأمكنة كثير من أمة الدعوة وهي من قبور.. ومن تماثيل ومن أزمنة وقد يسمونها (الذكريات)جمع ذكرى, كل معظم يكون له ذكرى إما حولية أو مئوية أو ألفية, أو لأوقات جرى لمعظميهم فيها سرور من تولية ورئاسة, يجعلون ذلك اليوم عيدا ..ا.ه" (فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم ج3 ص46) وفي برقية له رحمه الله قال فيها: "صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله بلغني أن هناك يوما في السنة عند الموظفين والمدارس يسمى "يوم النظافة" وقد احتفل به في جدة. وأبدي لجلالتكم -حفظكم الله- أن تخصيص هذا اليوم والاحتفال به أمر لا يجيزه الشرع حيث يكون بصفة العيد. ولا عيد لأهل الإسلام غير أعيادهم التي سنها الشرع, وما سواها فحدث باطل ينهى عنه الإسلام ويمنعه.. ا.ه" (فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم ج3 ص122) اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: "... مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني, لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله, وكما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة, ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار..ا.ه" الرئيس نائب رئيس اللجنة عبد العزيز بن عبد الله بن باز عبد الرزاق عفيفي (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء ج3 ص60) وقفة: ليس غريبا أن يخطئ المخلوق مع خالقه ,فكل بني آدم خطاء لكن أن يحاول عبثا مخادعة خالقه فتلك من عجائب الدنيا .