على الرغم من أن زواج ريما (26 عاما) من زوجها باسل (32 عاما) جاء نتيجة علاقة حب استمرت نحو 3 أعوام وتكللت بالنجاح, إلا أن الحب بدأ يشهد تغييرات شبه جذرية، بعد أن لاحظت الزوجة أن خيوط الخيانة بدأت تتسلل فيما بينهما, إلا أنها لم تقطع, ولغاية الآن, الشك باليقين، فتحاول أن تعرف ماذا يحدث حول زوجها نتيجة سلوكيات ناجمة عنه، كالعصبية والغضب المفاجئ، وهي لم تستبعد وجود خيانة، وفي الوقت ذاته لتدخل في حيرة من أمرها ولتتخبط في دوامة من التحليلات التي قد تسفر عن تفكك العلاقة المبنية على بذور الحب منذ نشأتها، ولم تستوقفها إلا اللحظات الحانية التي كانت رائحة الحب فيها تنتشر في كل مكان، وتقول ريما: "ربما يكون الوهم قد سيّطر على مخيّلتي، إلا أن التغيير من ناحية زوجي أمر موجود لا محالة، على الرغم من أنني أحاول تجاهل الموضوع وإقناع نفسي بالنقيض, إلا أن الأمر واقعي وحقيقي, وقد يكون ناجما عن أسباب أخرى, وأتمنى أن لا تكون حتى لو نسمة واحدة للخيانة". ريما ما زالت في حيرة من أمرها، على النقيض من (س، ف), وهي متزوجة منذ 13 عاما، كشفت عن علاقة يقيمها زوجها مع إحدى الموظفات العاملات لديه، فلم تصدق ما سمعته من صديقاتها والمقربين إليها، فتوجهت لترى وترصد الواقعة في مقر عمله، حيث كانت إحدى الموظفات في مكتب زوجها في وضع وصفته ب "مخل بالأدب والاحترام لبيئة العمل، وعلمت لاحقا أنه يخرج معها وهم في استعداد لمشروع زواج".. تكتفي بهذا القدر من الحديث، لتذيّل خيبتها بكلمات مؤلمة "لا شيء أصعب من الخيانة". ويعدّ بعضهم أن الخيانة الزوجية ظاهرة اجتماعية سلبية موجودة في مختلف المجتمعات الإنسانية, لكنها تختلف من مجتمع إلى آخر بحسب النظم والسنن الأخلاقية المفروضة، وتنشأ لوجود خلل ما في العلاقة الطبيعية التي تربط الأزواج بسبب بعض السلبيات، أو التأثير الخارجي للثقافات والحضارات، فتؤدي إلى زعزعة النظام الأسري وتفككه نتيجة الصراع القائم بين أفراده. ويوضح المستشار الأسري والاجتماعي الدكتور غازي الشمري، أن أسباب الخيانات الزوجية تنصب في العلاقات المعتادة قبل الزواج من قبل الرجل أو المرأة، وما يتبعها بعد ذلك من المقارنات بعد الزواج، والتقليد لدى بعضهم، ومحاولة إثبات الرجولة لدى الرجال ومغامراتهم مع النساء، وكذلك سوء التربية من قبل الوالدين أو ولي الأمر في المنزل، وانعدام الوازع الديني في الصغر، والتنشئة الاجتماعية السيئة للأبناء والبنات على حد سواء، والإدمان على مشاهدة وسائل الإعلام المختلفة، وخصوصاً المرئية في زمن انتشار الفضائيات بشكل كبير، حيث انتشرت أفلام الحب والغرام والهيام، وكذلك الخيانة في كل صورها وأشكالها. ووجّه الشمري عددا من النصائح، أبرزها: عدم انشغال الزوج خارج البيت كثيرا وكذلك الزوجة، وجود الرقابة وأخذ الحيطة والحذر من جانب الطرفين، استغلال الوقت فيما يفيد، استغلال الإنترنت في الأمور المباحة، وعدم الانتقام من الطرف الآخر بخيانته, بل اللجوء إلى الله والدعاء له بالصلاح، وأن يتذكر الزوجان أن لهما أبناء أمانة في عنقيهما قد يسلكون الطريق نفسه الذي يسلكانه.