كثيرة هي حكايات الخيانة الموجعة، وهوان العشرة على البعض عندما يغيب الوازع، ويحضر الشيطان في لحظات الضعف الإنساني، (رجل متزوج من امرأة لأكثر من 10 أعوام كانت ثمرته خمسة أبناء)، نسي سنوات الصداقة التي تربطه بصديقه فاقترف جرم الخيانة مع زوجته أثناء سفره، أما هي شريكته في الخيانة، كانت تزور زوجته وتداعب أبناءه، وبمكر الأنثى وفي لحظة الخطيئة أوقعت به، ضاربة برباط الزوجية والتعاليم الدينية والعادات والتقاليد عرض الحائط، هذه حالة من حالات كثيرة تنهش في جسد العلاقات الإنسانية بصمت... «عكاظ» تفتح ملف الخيانة الزوجية، أسبابها وآثارها النفسية والاجتماعية، وعلى من تقع مسؤولية الخيانة، المرأة أم الرجل، وأيضا سهام اللوم الموجهة من قبل المجتمع نحو المرأة، حتى وإن كانت هي الضحية. في الأسطر التالية نستعرض حالة من هذه الحالات، وأيضا آراء المختصين في علم النفس والاجتماع: فتور المشاعر بعد ممانعة ورفض الكشف عن الهوية لأسباب اجتماعية، خصوصا أن الموضوع ذو شجون، تحدثت الزوجة المخدوعة التي رمزت إلى نفسها ب (م، أ)، حول تفاصيل كشفها لخيانة زوجها، وقالت: «لمست تغيرا في تصرفاته وفتورا في مشاعره، وبإحساس الأنثى أدركت وجود امرأة في حياته، واجهته بمشاعري وإحساسي ولكنه كان يجيبني بأنها أوهام في مخيلتي، حتى واجهته بما يحمله هاتفه الجوال من حقائق، ولكن حتى مع هذا لم يقر بخطئه أو بخيانته، بل قال: (الرجل لا يعيبه شيء!)، وقعت كلماته كالصاعقة على رأسي ولم أستطع إكمال حياتي معه، بعد أن أصاب كرامتي في مقتل»، وتتابع: «لتفادي تفكك الأسرة ولوم المجتمع للمرأة وأسئلة أبنائي المحرجة عن أسباب انفصالي عن والدهم، شعرت أنه كان يتوجب علي التسامح مع خطأ زوجي رغم أنني ضحية». صديقي خانني وعلى الجانب الآخر وفي خطوة مماثلة أيضا، امتنع الزوج المخدوع (ف، ص) عن كشف هويته، ليس هذا فقط بل بالغ في تحفظه بعدم التطرق لبعض النقاط التي يراها تمس الخصوصية - على حد قوله، وبدأ في سرد قصته بالقول: «اطمأننت كثيرا لصديقي الخائن وائتمنته على حياتي وبيتي وأهلي، كيف لا وهو صديقي الوحيد وعمر صداقتنا يتجاوز 18 عاما، ولم يخطر في مخيلتي أن يأتي اليوم الذي يخونني فيه مع زوجتي أو أشهد خيانة زوجتي لي»، وينهي حديثه بالقول: «هي لا تصلح بأن تكون أما لأبنائي؛ لذلك كان الطلاق هو أفضل الحلول». التخلص صعب وهنا أرجعت أخصائية العلاج النفسي والسلوكي الدكتورة بلقيس الفضلي أسباب الخيانة، إلى عدم التوافق العاطفي والإهمال المشترك بين الزوجين كإهمال المرأة لنفسها، وعدم انتقاء الرجل للعبارات الجميلة، وضعف الزوجة أو الزوج أمام المغريات ما يجعل الخيانة عادة يصعب التخلص منها بوجود عدة علاقات في حياته أو حياتها، وتضيف: «هذا الأمر لا ينطبق بالطبع على الجميع، ووقع آثارها النفسية له تأثير عميق في نفسية الطرفين، ولكن وقعها أكبر على الرجل كونه يفكر في شرفه وسمعته وأمور أخرى تمس الرجل نفسه باعتباره المسؤول عن المنزل، فيما يترك خدوشا في أنوثة الزوجة وشعورا بالتقصير»، مشيرة إلى: «أن طبيعة المرأة وفطرتها هما أصلا ضد الخيانة، فهي لا تفكر في ذلك إلا في حالات خاصة خشية من نظرة المجتمع القاسية». وترى الفضلي، استمرار الحياة الزوجية بين الزوجين بعد خيانة أحدهما للآخر، خصوصا إذا كان هناك رابط الحب والصدق والمودة والتبادل الروحي، العاطفي والنفسي بين الطرفين، لأن العفو والتسامح هما أساس استمرار سفينة الزواج، وأما في حالة استمرار أحد الطرفين في الخيانة ربما يكون الآخر مجبرا على استمرار الحياة الزوجية لوجود الأطفال أو لأسباب مادية أو اجتماعية، ويفضل عدم معرفة الأبناء لخيانة الأب أو الأم لسلامتهم وللحفاظ على صورة الوالدين، وأيضا حتى لا يترك أثرا نفسيا سيئا على الأطفال. ثقافة تحمي الرجل من جهتها، عارضت المستشارة الاجتماعية الدكتورة زهرة المعبي، رأي الدكتورة الفضلي، وقالت: «تستمر بعض حالات الزواج الذي يتورط أحد أطرافه في الخيانة، ولكنها لا تنجح ويحدث الانفصال والطلاق في الغالب، لأن كرامة الرجل الشرقي لا تسمح بخيانة المرأة ولا يلتمس لها العذر، حتى وإن كان القصور من طرفه، لأن الرجل يحتمي تحت مظلة ثقافة المجتمع وذلك ما يعطيه مجالا للخيانة لأنه رجل، عكس المرأة الخائنة والتي تتعرض لسهام المجتمع بالرغم من أن الإسلام ساوى في العقوبة بينها وبين الرجل». وأرجعت المعبي أسباب الخيانة إلى نقص في الشخصية، أو لمرض نفسي وأحيانا لظروف معينة قد تدفع للخيانة كإهمال الزوج أو الزوجة مثلا، وفي المرأة ربما يكون فقدان الحب والحنان كون المرأة لا تخون إلا في حالات الإحساس بالفراغ العاطفي أو المالي، ولا يمكنها التفكير في الخيانة إذا منحها الرجل الحب والحنان والعاطفة، مشيرة إلى تساوي الخيانة عند الرجل والمرأة، ولكن قسوة المجتمع تكون أكبر على المرأة.. مواقع التعارف إلى ذلك، يرى المستشار الأسري عادل الجهني: أن «تأثير الخيانة له أثره الأكبر على الأسرة الكبيرة، نتيجة تفكك رباطها وانعدام الثقة بعد اكتشاف الخيانة، سواء من الرجل أو المرأة، وخصوصا على الأبناء»، ويضيف: «ثقافة المجتمع تلقي باللوم على المرأة، وهذا غير صحيح، خصوصا أن المرأة تعطي زوجها حقه من الرعاية، محملا مواقع التعارف والدردشة على المواقع الإلكترونية جزءا من المسؤولية، وخاصة فيما يتعلق بالرجال، وأيضا ضعف الوازع الديني لدى المرأة أو الرجل، والمعاملة القاسية والاضطهاد والعنف الذي تعيشه المرأة من قبل الرجل، فضلا عن افتقادها للدفء والحنان وحاجتها للمال، إذا كان الزوج بخيلا»، مبينا صعوبة استمرار الحياة الأسرية بعد اكتشاف الخيانة وخاصة إذا كانت المرأة هي الخائنة، وقال: «النساء يتحدثن عن الخيانة لإيجاد حل وليس للفضيحة».