حينما تبنى الحياة الزوجية على جرف هار لاشك أنها ستنهار يوما ما ، وخاصة مع مانراه اليوم من تقنية اصبحت في متناول الكثير من الزوجات فبدلا من أن تسهم التقنية في الحياة الهانئة السعيدة أصبحت لدى بعض الزوجات نقمة على أزواجهن من خلال أجهزة التنصت والكاميرات والتسجيل التي يتم تركيبها لمراقبة الأزواج ! ، «الرسالة» فتحت قضية أجهزة التصنت على الأزواج وما أسبابها وكيفية علاجها مع عدد من المختصين فإلى ثنايا الموضوع : شددت الناشطة الاجتماعية د. منال علي المطيري على أن تجسس الزوجات على أزواجهن حب غير معلنة فقالت :»تجسّس الزوجة على زوجها أو الزوج على زوجته ظاهرة تهدّد كيان الأسرة وتدمر البيوت وهي حرب غير معلنة الكل فيها خاسر الحياة الزوجية لا تقوم على الشك والريبة وما تفعله بعض الزوجات من تفتيش ثياب الزوج والهاتف النقال أو وضع برامج تجسس على حاسب الزوج أو هاتفه لن يأتي بنتيجة سوى المشاكل والتصادم الذي قد يؤدي للطلاق علينا في البداية أن نسأل انفسنا لماذا؟ ما الذي يدفع الزوجة أو الزوج لمراقبة والتجسس على الطرف الآخر، وعادة ما يلجأ لها الطرف الذي يفتقد الشعور بالأمن وكذلك يفتقد الثقة بنفسه وقدرته على المحافظة على شريكه « وأضافت المطيري :»التجسس سلوك مذموم ونهى الاسلام عنه لحكمة عظيمة فالمسلم لا يتتبع عورات الآخرين ولا يحاول هتك سترهم ولا يوجد شخص يرغب بأن يكون محل مراقبة ومن الطبيعي أن يثور الزوج في حال اكتشف أن زوجته تبحث عن أدلة تؤكد خيانته ، عليه أن يفكر قبل أن يثير مشكلة هل سلوكه في الفترة الماضية كان متغيراً ؟ وهل يسهر كثيرا خارج المنزل أو يبقى لفترة طويلة على الانترنت ، وقبل أن يعاتب زوجته عليه أن يفكر بسلوكه ويتفهم مشاعرها وقلقها ثم يحاول أن يبتعد عن كل سلوك يؤذي مشاعرها أو يزرع الشك بداخلها» أجهزة للتنصت كما شدّد المستشار في العلاقات الأسرية د. خليفة المخرزي على أن في هذه الفترة ظهرت أجهزة عديدة للتنصت في المنازل فقال:» ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من أجهزة التنصت المتطورة التي دخلت كل المجالات العامة والخاصة من بينها العلاقات الأسرية ، ولاقت رواجاً كبيراً ، خاصة من قبل الزوجات ، كجهاز مراقبة المكالمات الهاتفية وتسجيلها ، حتى تطورت الأمور لتدفع بعض الشركات لطرح أجهزة ذات تقنية جديدة قائمة على تحديد موقع الزوج خارج المنزل الأمر الذي تنبأ بحدوث موجة جديدة من المشكلات بين الأزواج ، وتفتح بابا لم يكن في السابق من الخلافات التي تدمر من العلاقات الأسرية والزوجية الناجحة لما لهذه التقنية من آثار سلبية ، لأنه اختراع مدمر سيؤدى إلى المزيد من حالات الطلاق والتفكك الأسرى ونحن مجتمع لا ينقصه المزيد من المشكلات فيكفى أن لدينا حالة طلاق واحدة كل 8 دقائق.. وأعتقد أنه بعد انتشار استعمال هذا الجهاز للمراقبة ستكون هناك حالة طلاق كل 8 ثوان!! التنصت على الموبايل أو التجسس على الكمبيوتر الشخصي كلها طرق حديثة تدفع بعض الزوجات الغيورات إلى مراقبة أزواجهن.. فكم تعاملت مع خلافات عدة وصلت بعضها لحد الطلاق في أحيان عدة « وأضاف المحرزي :»وكم سمعنا أن هناك شريحة كبيرة من الناس يقدمون على شراء الأجهزة التي تساعدهم على كشف الامور الخاصة للطرف الآخر دون عمله ، سواء من الرجال أو النساء وخاصة تلك الحديثة المتميزة بصغر الحجم والتي يمكن وضعها في نفس جهاز الهاتف حيث يتم متابعة وسماع كافة المكالمات بواسطة الراديو على موجة «fm», كذلك هناك بعض الأجهزة صغيرة الحجم توضع على ال»دي بي» الخارجي للمنزل، حيث يتم توصيله بجهاز تسجيل داخلي فيقوم بتسجيل جميع المكالمات الصادرة والمستقبلة بمجرد رفع سماعة الهاتف، بالإضافة إلى أجهزة التسجيل التي يتم إيصالها بجهاز الهاتف مباشرة والتحكم في وقت التسجيل متى ما أراد الشخص ، فقد تعاملت مع أحد الأزواج جاء يطلق زوجته بسبب قيامها بزرع أجهزة المراقبة في ثيابه أثناء خروجه اليومي من المنزل لكي تتنصت على المكالمات التليفونية ، علاوة على بعض النظارات التي كانت تتعمد أن تضعها في المقعد الخلفي دون معرفة الزوج حيث يمكنها التسجيل والتقاط صورا فوتغرافية ، كما استعانت بكاميرا فيديو رقمية كانت تتركها مفتوحة لسهولة اكتشاف أي علاقات لأزواجهن» غير الشرعية» عن طريق تحويل هذه الجوالات إلي أجهزة تصنت حتى تتمكن من سماع مكالمات زوجها مع العشيقات ، رغم اختلاف هذا السلوك وتناقضه مع مضمون الإسلام الذي حرم التجسس من خلال قوله تعالى «ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا»، وهذا إن دل فإنما يدل على خلل واضح في العلاقة الزوجية ، حيث تنتشر بين الكثير من الزوجات «شكوك الازواج العاطفية» نتيجة غياب عدد من القيم الإسلامية ولتأثير البعض علي سلوكهن « اسباب التنصت وعزا المحرزي سبب تصنت الزوجات إلى انعدام قنوات الاتصال والحوار بين الزوجين :»يرجع سبب اللجوء للتنصت ومراقبة الطرف الآخر إلى انعدام قنوات الاتصال والافتقار للحوار الزوجي. والى غياب الثقة في العلاقة العاطفية بين الزوجين ، ما يدفع أحد طرفي العلاقة للتشكيك بإخلاص الطرف الآخر وهذا ناتج عن وجود عقد تراكمية منذ الطفولة مثل الاضطراب في العلاقة مع الأم والخوف الدائم من فقدانها ، أو عدم الشعور بالأمان بسبب فقدانها ، ناهيك عن حالات كثيرة من النساء المصابات بالغيرة المرضية التي تدفعهن للتنصت على أزواجهن ، عوضا عن السلوك الصبياني أو حالة من المراهقة يعيشها البعض من الأزواج مع كبر السن ، كما أن سوء الاختيار يعد عاملاً أساسياً في نجاح الزواج، إذ يجب اختيار من يكمل أو يماثل الإنسان. ناهيك عن أسباب كثيرة فبعضها يرجع إلى الناحية السلوكية أو الأخلاقية للزوج، فبعض الأزواج ربما كان له علاقة قبل الزواج أو بعده ببعض العلاقات غير الشرعية فيفقد الثقة في النساء، وكذا يقال أيضاً في الزوجة، وقد تعود الأسباب لأمور نفسية مرضية، فقد يعاني الزوجان أو أحدهما من مرض نفسي يحدث الشك، وهذا موجود كما قرر أطباء علماء النفس، وقد تكون الأسباب اجتماعية بأن يتدخل في حياة الزوجين بعض أفراد المجتمع سواء الأقارب أو الأصدقاء ويبدأ بإثارة الشكوك حول أحد الزوجين فيشكّ الطرف الآخر، كما قد يعود انشغال الزوج بتحصيل المال انشغالا تاماً مما يستدعي غيابه عن البيت مدة طويلة، وكذا قد يقال في الزوجة ربما كان سبباً في إثارة الشكوك وعليه فإنه يمكن إعادة الثقة بين الزوجين متى عولجت أسباب الشك إما عن طريق المصارحة بين الزوجين أو عن طريق من يثقون بدينه ورجاحة عقله ، وأما التجسس فليس بخلق المسلم العاقل وليس حلاً لأن من شأنه زيادة الشك في الغالب، إلى جانب انتشار مرض الخيانات الزوجية وقلة الثقة بالرجال ، وهذا دليل على خلو العلاقة الزوجية من أي «شفافية» في العلاقة التي تجمع بين الأزواج والزوجات، وبالتالي تنتشر العلاقات «المحرمة»، فمن وجهة تصوري أن هذه الأجهزة سوف تساعد على تدمير الحياة الزوجية ، لأنها قد تصل بمستوى العلاقة الزوجية إلى مستوى تتبع أحدهما الآخر ومعرفة مكان تواجده مما يدفع إلى مزيد من الفضول والتجسس الذي يعطينا بأن مؤشر الثقة المتبادلة بينهما مفقودة ، وأن الشك حل محل الثقة التي هي أساس العلاقة بين الزوجين، كما انه يعتبر تصرفا غير أخلاقي وغير قانوني ويفضي في حالات عدة إلى خلافات لا تحمد عقباها. ويساعد على تنمية المشاعر السلبية اتجاه الذات والزوج خاصة إذا كانت تعاني الزوجة من حالة عقلية مرضية تنتاب المرأة فترتاب في سلوك وعواطف وإخلاص الزوج ، ويعرّضها لكثير من المعاناة ، ولمشاعر عارمة من القلق والتوتر، كما أنه يجعلها سريعة الاستثارة ، وتعاني من انشغال الفكر ، ودائمة البحث عن أدلة تدعم شكوكها وتؤيدها، وينتج عنه غياب السعادة الأسرية وزيادة القلق والتوتر داخل المنزل وكثرة الشجار بين الزوجين دون اعتبار لوجود الأولاد، وقد ينتهي هذا الشجار باستخدام العنف، وقد ينتهي الأمر بالطلاق ، اعتقد بأن هذه الأجهزة سوف تنسج خيوط الشك حول الزوج ، فتصرفاته الغريبة ومكالماته الطويلة وعزوفه عن الزوجة والتأخر عن البيت لن تعني في نظر الزوجة، سوى أن هناك امرأة أخرى في حياته، وتبدأ الزوجة حالة الاستنفار القصوى، وتهيئ جميع «أجهزتها» للتفتيش عن حقيقة شكوكها وفي مثل هذه الظروف، تدخل العلاقة في مرحلة شائكة، إذ عادة ما يكون الشك من طرف واحد، ولذلك تصبح هناك مفارقة، وهو أن كل تصرفات الطرف الغافل ستكون في نظر الطرف المتربص كما لو كانت مزيد من الأدلة القطعية على عدم الثقة، مما يؤدي إلى انعدام العلاقة وتدهورها « مرض نفسي ومن جهة أخرى يشارك برأيه المستشار في التنمية البشرية د. عبد الله الشمراني فقال:» الله عز وجل يقول «ولا تجسسوا « وإن أول خطأ يقع فيه المتجسس هو الوقوع في الإثم وقد أمرنا بأن نحسن الظن بالآخرين بعيدا عن الشك والريبة ومع هذا فكما قال عمر رضي الله عنه لست بالخب ولا الخب الذي يخدعني ، وأعتقد أن من يقوم بعملية التجسس سواء كانت الزوجة أو الزوج هو مريض نفسيا لا يثق بنفسه وكذلك لا يثق بالآخرين « وأضاف الشمراني :»ومن وجهة نظري أن زرع الثقة بين الطرفين ممكنة من خلال جلسات الحوار الراقية وبيّنا جوانب الشك وكشفها فربما كان الزوج يشك في زوجته نتيجة مواقف معينة وربما نتيجة خبرات معينة وما يسقطه على الآخرين لم يمكن اسقاطه على الزوجة وكذلك الزوجة ربما تكون هي كذلك تمارس عملية التجسس نتيجة ما تسمعه في مجالس النساء أو نتيجة خبرة سابقة لها ، عموما يجب علينا أن نحسن الظن ببعضنا وأن نكون صفحات مكشوفة في علاقتنا ببعضنا وان يعذر كل منا الاخر وان تبتعد المرأة عن الشك والغيرة المفرطة وكذلك الزوج حتى تصير الحياة كما ينبغي «