صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، الدكتور بدر عبدالعاطي، السبت، بأنه تم استدعاء السفير القطري بالقاهرة، سيف بن مقدم البوعينين، إلى مقر وزارة الخارجية. وقال المتحدث إنه بناء على تعليمات من وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، قام السفير ناصر كامل، مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية، صباح السبت، باستدعاء سفير قطر بالقاهرة إلى مقر وزارة الخارجية لإبلاغه رفضنا شكلاً وموضوعاً للبيان الصادر عن الخارجية القطرية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة بشأن الوضع السياسي في مصر .
وقالت الخارجية القطرية، في بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية (قنا) في وقت متأخر الجمعة، إن قرار مصر إعلان الإخوان المسلمين جماعة إرهابية كان مقدمة لسياسة إطلاق النار على المتظاهرين بهدف القتل، بحسب ما أعلنت الدوحة.
وذكر البيان أن "قرار تحويل حركات سياسية شعبية إلى منظمات إرهابية، وتحويل التظاهر إلى عمل إرهابي، لم يجد نفعاً في وقف المظاهرات السلمية".
وتابع أن القرار المذكور "كان فقط مقدمة لسياسة تكثيف إطلاق النار على المتظاهرين بهدف القتل"، مضيفاً "إن الحل الوحيد هو الحوار بين المكونات السياسية للمجتمع والدولة في مصر العربية العزيزة من دون إقصاء أو اجتثاث".
وذكر المتحدث المصري أن بلاده لم تكتف بإصدار بيان شجب على بيان الخارجية القطرية، وإنما قامت باستدعاء السفير القطري بالقاهرة، وهي خطوة غير معتادة فيما بين الدول العربية.
وأوضح أن السفير كامل نقل للسفير القطري أن ما جاء في هذا البيان يعد تدخلاً مرفوضاً في الشأن الداخلي للبلاد.
وقال المتحدث إن سفير قطر أكد من جانبه أن بلاده أيدت ثورة 25 يناير، ومن بعدها ثورة 30 يونيو، وأنها سارعت بإصدار بيان يؤكد دعم إرادة الشعب المصري، ويشيد بدور القوات المسلحة، فضلاً عن توجيه أمير قطر رسالة تهنئة للسيد رئيس الجمهورية فور حلفه اليمين الدستورية.
وعقب مساعد الوزير على أن مصر لا تقبل أي تدخل في شأنها الداخلي، وأنه إذا كانت قطر صادقة في تأييد الثورتين فكان من المتوقع منها أن تتخذ خطوات ملموسة وبناءة لإعادة العلاقات بين البلدين إلى سياقها الطبيعي بدلاً من التدخل المرفوض في الشؤون الداخلية للدول.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية أن مصر تؤكد مجدداً أنها لن تسمح على الإطلاق لأي طرف خارجي بالتدخل في شؤونها الداخلية تحت أي مسمى أو تبرير، وأنها تحمل أية دولة أو طرف خارجي يشرع أو يقدم على ذلك مسؤولية ما يترتب عليه من تداعيات.
وأمس الجمعة، قتل 17 محتجاً بالرصاص في اشتباكات بين أنصار جماعة الإخوان والشرطة في أنحاء مصر. وينظم إسلاميون يعارضون عزل الجيش مرسي مظاهرات يومية منذ شهور.
ووفقاً لتقديرات، قتل أكثر من 1500 شخص، أغلبهم من أنصار الإخوان منذ عزل مرسي، ولقي نحو 400 رجل شرطة وجندي حتفهم في حوادث تفجير وإطلاق رصاص تصاعدت منذ يوليو الماضي.