أعلن تنظيم القاعدة الأحد 30/8/2009 مسئوليته عن العملية الانتحارية الفاشلة التي استهدفت مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، في جدة قبل أيام. وقال بيان التنظيم الذي نُشر على الإنترنت، إن منفذ العملية هو عبد الله حسن عسيري، المسجل على قائمة المطلوبين ال 85 في المملكة. وكان قد التحق بعناصر التنظيم في اليمن، ضمن خلية هدفها الاغتيالات واستهداف المنشآت النفطية في السعودية.
والعسيري في الثالثة والعشرين من العمر، وله شقيق اسمه إبراهيم، يكبره بأربع سنوات مقيد على قائمة المطلوبين أمنياً أيضاً.
وأشار البيان، الذي نُشر على الإنترنت إلى أن عسيري سافر جوا إلى جدة من نجران قرب الحدود اليمنية بعدما دخل من اليمن ليفجر نفسه داخل منزل مساعد وزير الداخلية السعودي.
يُشار إلى أن تأخر وزارة الداخلية في الإعلان عن هوية الإرهابي الذي فجّر نفسه محاولا اغتيال مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف تسبّب في حدوث ارتباك إعلامي كبير.
وتسابقت وسائل الإعلام في بث ما وصلها من معلومات عن هوية منفذ الاعتداء الفاشل ومنها صحيفة (عناوين)، مشيرة إلى أنه يُدعى أحمد قطيم محمد الهذلي والذي يعد واحدا من قائمة ال 85 الإرهابية، لكن بعضها تراجع لاحقا ونقل عن مصادر لم يسمها أن ذلك غير صحيح.
وكانت بعض المصادر الإعلامية قد أشارت إلى أن الإرهابي قام بزرع المتفجرات في منطقة حساسة من جسده - فتحة الشرج - وهو ما أتاح له اجتياز عمليات التفتيش الروتينية، فيما أكد خبراء متفجرات أن العبوة الناسفة يمكن زرعها في مناطق حساسة بالجسم وفقا لاشتراطات خاصة.
وأوضحت المصادر بحسب (العربية.نت) أن سيناريو اللحظات الفاصلة التي سبقت التفجير، سار على نحو درامي، حيث اتصل الإرهابي المطلوب بوزارة الداخلية وطلب أن يعلن توبته بين يدي الأمير.
وفي مساء الخميس 27/8/2009، تقدم الإرهابي إلى قصر الأمير في جدة وخضع لعمليات التفتيش الروتينية التي لم تكتشف المتفجرات التي أخفيت داخل الشرج، وتم إبلاغ الأمير بوصول المذكور، فانتقل إلى الغرفة الملحقة بمكتبه داخل القصر، ومساحتها لا تتجاوز ستة أمتار × سبعة أمتار، واستعد لاستقبال الإرهابي الذي سيعلن توبته.. تقدّم الإرهابي إلى داخل الغرفة وتحرك الأمير صوب الباب لاستقباله، وبادره بحفاوة بالغة، ثم دعاه للجلوس على كنبة، وتحرك إلى يمينه على كنبة أخرى لا تبعد عن الإرهابي إلا مسافة تراوح بين متر ونصف ومترين.
وفي هذه اللحظة انشغل الأمير بمكالمة على هاتف جوال، ثم انفجرت العبوة لتمزق جسد الإرهابي إلى أشلاء صغيرة، وشاءت العناية الإلهية ألا يُصاب الأمير إلا بجرحين صغيرين في يده وأسفل إحدى عينيه، ولم يستغرق مكوثه في المستشفى سوى ساعات قليلة.
في حين اعتبر خبير متفجرات تابع التحقيقات في الحادث أن نجاة الأمير جاءت بمثابة "معجزة"، نظراً لقربه الشديد من العبوة لحظة انفجارها، مشيراً إلى أن العبوة كانت مصمّمة لتنفجر في اتجاه عمودي.
أما شهود العيان فقالوا: إن آثار دماء الإرهابي والانفجار تبدو واضحة في كل أركان الغرفة باستثناء الموقع الذي كان يجلس فيه الأمير محمد بن نايف.