كشف موقع قناة «العربية نت» تفاصيل محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية، وتحدثت مصادر ل«العربية.نت» نشرتها أمس الأحد عن تفاصيل اللحظات الفاصلة التي شهدت قيام الإرهابي بمحاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف مساء الخميس الماضي، حيث قام بزرع المتفجرات في منطقة حساسة من جسده - فتحة الشرج - فيما أكد خبراء متفجرات أن العبوة الناسفة يمكن زرعها في مناطق حساسة بالجسم وفقا لاشتراطات خاصة. وسار سيناريو اللحظات الفاصلة التي سبقت التفجير على نحو درامي، حيث اتصل الإرهابي المطلوب بوزارة الداخلية وطلب أن يعلن توبته بين يدي الأمير، وفي مساء الخميس الماضي، تقدم الإرهابي إلى قصر الأمير بجدة، وخضع لعمليات التفتيش الروتينية التي لم تكتشف المتفجرات التي أخفيت داخل الشرج. وتم إبلاغ الأمير بوصول المذكور، فانتقل إلى الغرفة الملحقة بمكتبه داخل القصر، ومساحتها لا تتجاوز ستة أمتار في سبعة أمتار، واستعد لاستقبال الإرهابي الذي سيعلن توبته. تقدم الإرهابي إلى داخل الغرفة وتحرك الأمير صوب الباب لاستقباله، وبادره بحفاوة بالغة، ثم دعاه للجلوس على كنبة، وتحرك إلى يمينه على كنبة أخرى لا تبعد عن الإرهابي إلا مسافة تتراوح بين متر ونصف ومترين. وفي هذه اللحظة انشغل الأمير بمكالمة على هاتف جوال، ثم انفجرت العبوة لتمزق جسد الإرهابي إلى أشلاء صغيرة. وشاءت العناية الآلهية ألا يصاب الأمير إلا بجرحين صغيرين في يده وأسفل عينيه. ولم يستغرق مكوثه بالمستشفى سوى ساعات قليلة. وقال خبير متفجرات يتابع التحقيقات في الحادث إن نجاة الأمير جاءت بمثابة «معجزة»؛ نظراً لقربه الشديد من العبوة لحظة انفجارها، مشيراً إلى أن العبوة كانت مصممة لتنفجر في اتجاه عمودي. أما شهود العيان فقالوا إن آثار دماء الإرهابي والانفجار تبدو واضحة في كل أركان الغرفة باستثناء الموقع الذي كان يجلس به الأمير محمد بن نايف. وإلى ذلك، قالت مصادر للمصدر نفسه إن عناصر القاعدة دشنت بمحاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف على هذا النحو غير المسبوق، استخدام أساليب جديدة في زراعة المتفجرات داخل الإرهابيين. سمو الأمير محمد بن نايف يستقبل وزير الدولة للشئون الداخلية القطري جدة وقال نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الاسبق في مصر اللواء فؤاد علام ل«العربية»: إن الارهابين عادة ما يطورون أنفسهم بشكل مستمر نتيجة لجهود أجهزة الأمن في كشف كل جديد، ولهذا قاموا باستحداث وضع المتفجرات في فتحة الشرج، وهو مستوحى من تجار المخدرات والمهربين الذين كانوا يضعون ما يريدون في فتحة الشرج للهرب من التفتيش ومن أجهزة كشف المواد المخدرة. وأردف علام أنه لا يوجد أي مكان آخر في الجسم يصلح لزرع المواد المتفجرة سوى فتحة الشرج، أما غير ذلك فيتم زرع العبوات خارج الجسم، أو مثلما حدث في بعض التفجيرات الساذجة مثل وضع عبوات ناسفة حول الذراع أو القدم ولفّ الجبس حولها وكأنها يد أو قدم مكسورة. وأكد الخبير الأمني أن المواد التي يمكن أن توضع في فتحة الشرج هي مادة «تي ان تي» شديدة الانفجار، ومادة الجليجانت وهي شديدة الانفجار أيضاً ولها استخدامات مدمرة، ومادة البارود التي توجد داخل الطلقات. وحول الطريقة التي تزرع بها المتفجرات، أكد علام أنها توضع داخل أنبوب بلاستيك يمنع تفاعلها مع أجهزة الجسم الداخلي حتى لا يتأثر الجسم بها وتحدث له متاعب قد تلغي العملية، أو يحدث أي تفاعل بين المواد المتفجرة والسوائل الموجودة داخل الجسد وتتأثر المواد المتفجرة ولا يحدث التفجير، ولهذا يتم اختيار الانبوبة من نوع خاص من البلاستيك يتحدد طوله حسب الهدف من العملية وحجم التفجير المراد إحداثه، وهو تكنيك جديد على الارهابيين ستقوم أجهزة الأمن بالتعامل معه. وحول المدة التي يمكن أن تظل فيها المادة المتفجرة داخل الجسد، أكد علام أنها تتراوح بين ساعة و24 ساعة، حسب المادة المتفجرة ودرجة كثافتها وقوة تحملها للضغط داخل الجسم وقوة تحمل الشاب الذي يضعها في مؤخرته لها حتى لا تتحرك وتخرج، حيث ينبغي ألا يجلس او يحدث حركات فجائية كثيرة. وأكد اللواء علام، الذي تعامل مع الارهابيين في وقت ذروة الارهاب، أنه تابع ما حدث في السعودية وهناك آخرون مثله يتابعون لتجنب ما يمكن أن يحدث مستقبلاً، خاصة أن الأمراء مثلهم مثل أي مسؤول يخضع من يقابلهم لتفتيش دقيق سواء كان شخصياً أو عن طريق الاجهزة. وقال: إن الارهابيين يطورون أدواتهم، وهم في سباق دائم مع أجهزة الأمن، ضارباً المثل بما حدث أيام الرئيس عبدالناصر عندما حاول بعض أفراد الاخوان المسلمين تفجير الرئيس فوضعوا له مواد متفجرة تنفجر من على بعد 5 كيلومترات، وتم كشفهم. ومن جهة أخرى، كشف اللواء السابق بجهاز مباحث أمن الدولة في مصر محمد عبدالفتاح عمر أن التفجير الذي حدث في السعودية باستخدام مواد متفجرة موضوعة في فتحة الشرج تؤكد أن الارهابيين توصلوا لأجهزة تفجير عن بُعد دقيقة يتم زرعها داخل أنبوب، وهي عملية ليست سهلة ولابد من التعامل جيداً يستقبل رئيس جهاز الأمن الوطني بدولة الكويت (واس) معها، وإلا سيصبح أي مسؤول هدفاً سهلاً للارهابيين الذين يفخخون مؤخراتهم.. من جهة اخرى تبنى تنظيم القاعدة العملية الانتحارية الفاشلة التي استهدفت مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف في جدة قبل أيام. الإرهابي عبدالله حسن عسيري وكشف بيان للتنظيم، بأن منفذ العملية هو عبدالله حسن عسيري، المسجل على قائمة المطلوبين ال85 في المملكة. وكان التحق بعناصر التنظيم في اليمن، ضمن خلية هدفها الاغتيالات واستهداف المنشآت النفطية في السعودية. والعسيري في الثالثة والعشرين من العمر، وله شقيق اسمه ابراهيم، يكبره بأربع سنوات مقيد على قائمة المطلوبين أمنياً أيضاً. وأشار البيان، الذي نُشر على الانترنت يوم امس الأحد 30-8-2009، إلى ان عسيري سافر جواً إلى جدة من نجران قرب الحدود اليمنية بعدما دخل من اليمن ليفجر نفسه في وزارة الداخلية. وكان وزير الخارجية اليمني أبو بكر عبد الله القربي قال إن الانتحاري، الذي حاول يوم الخميس الماضي اغتيال مساعد وزير الداخلية في جدة كان موجودا في الإرهابي عبدالله العسيري اليمن. وأشار القربي إلى أن الانتحاري كان يعيش في مأرب شرق العاصمة اليمنية، وإنه ينتمي للقاعدة، وإنه ذهب للسعودية بحجة أنه يريد تسليم نفسه للسلطات السعودية، لتشجيع العديد من زملائه على الاقتداء به والتخلي عن القاعدة. الجدير ذكره ان فرعا القاعدة في السعودية واليمن اندمجا في وقت سابق من العام ليكونا تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب واعادت القاعدة تنظيم صفوفها في اليمن بعد حملة قوية لمكافحة الارهاب قادها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية، والتي اثرت بشدة على المتشددين في المملكة وخارجها.