أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في بيان له أمس هوية الانتحاري الذي نفذ محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، وهو عبدالله حسن طالع عسيري المطلوب رقم 40 من قائمة ال 85. ووصف البيان الذي نشره المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإلكترونية الإسلامية منفذ العملية ب «البطل»، فيما عرضت السلطات العراقية أمس تسجيلاً لقيادي سعودي دخل العراق بعد تلقيه تدريبات قتالية في سورية، وتلقى الدعم المالي من سورية ومن السعودية. ولم يؤكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، حقيقة بيان «القاعدة» أو ينفيه، وقال ل «الحياة»: «ان وزارة الداخلية ستصدر بياناً مفصلاً عن تفاصيل الحادثة بالصور الفوتوغرافية، يشرح حقيقة الحادثة». وقدم الانتحاري عسيري (23 عاماً) جواً إلى جدة من نجران بالقرب من الحدود اليمنية، بعدما دخل من اليمن ليسلم نفسه لوزارة الداخلية، بعد أن زعم رغبته في تسليم نفسه للأمير محمد بن نايف، وتمكن من الدخول بعدما أُذن له، في أسلوب تميزت به وزارة الداخلية في استقبالها كل من أبدى رغبته في تسليم نفسه للسلطات الأمنية سواء من داخل أو خارج المملكة. وأوضح البيان الثاني منذ محاولة الاغتيال لتنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه أبو بصير اليمني ناصر الوحيشي ونائبه السعودي سعيد الشهري المكنى «أبو سفيان الأزدي»، أن الانتحاري عبدالله عسيري وكنيته «أبو الخير»، تمكن من الدخول إلى قصر الأمير محمد بن نايف، وتجاوز حراسه قبل أن يفجر العبوة. وانضم الانتحاري المطلوب رقم 40 مع عدد من المطلوبين ينتمون إلى تنظيم «القاعدة» من بينهم شقيقه المطلوب رقم 1 في القائمة نفسها إبراهيم عسيري، إلى خلية إرهابية تهدف إلى الاغتيالات واستهداف المنشآت النفطية في المملكة وتلقى تدريباته على فنون الدفاع عن النفس بواسطة شقيقه إبراهيم. كما تدرب عسيري في اليمن على الأسلحة سام 7، صاروخ ميلان، الهاون، بيكا، أر بي جي، صاروخ B10، المواد المتفجرة، السموم. وانضم عسيري الذي تسلل من المملكة للانضمام لتنظيم «القاعدة»، وإلى عناصر منهم عمار الوائلي وحمزة القعيطي الذي قتل أثناء مواجهة قوات الأمن اليمنية لمجموعة إرهابية في تريم. وتهدف خليتا «الاغتيالات» و «المنشآت النفطية» التي انضم إليهما الانتحاري عسيري وشقيقه إبراهيم، واستطاع بعد ذلك رجال الأمن السيطرة عليها منذ بداية الحرب على الارهاب في المملكة وكشف نواياها قبل أن تبدأ في تنفيذ أعمالها الى التمويل والسطو المسلح. ويتلقى تنظيم «القاعدة» في اليمن دعمه المالي من إيران ودولة عربية، هدفها من العمليات التي يخططون لها «ليس دينياً، وإنما سياسي»، كما اعترف في وقت سابق القائد الميداني في تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية سابقاً، والمطلوب رقم 73 في قائمة ال85 (سلم نفسه) السعودي محمد العوفي في التلفزيون السعودي، بأن استخبارات دولتين تدعمان الخلايا النائمة في اليمن. وأدى انتعاش التنظيم في اليمن خلال الفترة الأخيرة إلى ضعف نشاط «القاعدة» في العراق، وذلك لسببين أحدهما ان السلطة المركزية في اليمن ضعيفة، والثاني قربها من المملكة، بحسب محللين. يذكر أن ستة مواطنين بادروا إلى تسليم أنفسهم للسلطات الأمنية العليا، لرغبتهم بالعدول عن فكرهم التكفيري، والعودة إلى جادة الصواب، من بينهم اثنان من قائمة ال 85، وهما: المطلوب رقم 73 محمد العوفي، و «أمير» الحدود بين سورية والعراق في تنظيم «القاعدة» المطلوب رقم 61 فهد الرويلي، إضافة إلى ثلاثة آخرين من خارج القائمة كانوا في مناطق مضطربة على فترات مختلفة. من جهة أخرى، شددت السعودية اجراءات الامن في منشآتها النفطية بعد نجاة مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز من محاولة اغتياله داخل قصره في جدة قبل أيام عبر قنبلة زرعها عبدالله حسن عسيري (أحد المدونين على قائمة ال 85 المطلوبين أمنياً) داخل جسده، في عملية انتحارية تبناها تنظيم القاعدة. وكانت بقيق أول منشأة نفطية سعودية يستهدفها المتشددون منذ أن بدأ تنظيم القاعدة هجمات تهدف لزعزعة استقرار البلاد في عام 2003. وقال حراس في بقيق (وهي أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم) في تصريحات لوكالة رويترز: «تلقينا مساء الخميس الماضي تعليمات بتشديد اجراءات الامن وتفتيش السيارات عند كل البوابات». واضاف أحدهم: «حتى موظفو شركة ارامكو يخضعون للتفتيش. هناك شعور بعدم الثقة حيث هاجم متشددون المنشأة في عام 2006 متخفين في عربات ارامكو». ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من متحدث باسم ارامكو. ودعا زعماء القاعدة مراراً الى شن هجمات على منشآت النفط والمصالح الغربية في الخليج. وقال موظف في ارامكو: «بقيق منطقة صناعية حساسة... وتشديد الاجراءات الامنية ضروري». وأحبطت قوات الامن السعودية الهجوم على بقيق في عام 2006. ويصدّر معظم النفط السعودي من الخليج عبر منشأة الضخ والمعالجة الضخمة في بقيق في المنطقة الشرقية. وتعالج منشأة بقيق الخام المستخرج من حقل الغوار الضخم وتنقله الى ميناءي رأس تنورة أكبر منشأة بحرية لتحميل النفط في العالم والجعيمة. كما تضخ غرباً عبر أراضي المملكة الى منافذ تصدير على البحر الاحمر. وقال متعاقد مقيم بالسعودية يعمل مع ارامكو: «عندما تحدث مثل هذه الاشياء تفرض الشرطة والحرس الوطني وارامكو اجراءات أشد في المنشآت... ويعني ذلك بالتالي مزيداً من الامان».