توفي أمس رجل الأعمال السعودي الشهير، سليمان بن عبد المحسن أبانمي، عن عمر يناهز 87 عاما، حيث يعتبر أبانمي المولود عام 1926 من أهم المستثمرين في سوق الأسهم، وكذلك في السوق العقارية. ولد أبانمي لأسرة فقيرة في بلدة الرويضة، إحدى قرى محافظة المجمعة، شمال مدينة الرياض، عام 1346، حيث تربى في كنف والده، وقرأ القرآن كاملا في بلدته في الكتاب. وبعد أن شبّ، بدا فتى مكافحا، حيث بدأ حياته عاملا للبناء قبل أن ينتقل إلى العمل الحكومي، ومن بعدها دخل دهاليز التجارة والأعمال، في مجال تجارة الساعات، حيث بدأ مشواره في عالم المال والأعمال من العاصمة اللبنانية بيروت. والتحق بالمدرسة الحكومية في عام 1357 أو 1358 هجرية بالمجمعة، بعد أن انتقل إليها من الرويضة مع والده الذي كان قد نقل في ذلك الوقت زوجته الثانية إلى هناك، غير أنه لم يتمكن من إكمال دراسته، بسبب وفاة زوجة والده الثانية، فرجع بعدها إلى الرويضة، حيث تعيش والدته وإخوته الأشقاء. وذات يوم من الأيام، حركت مشاعره أخبار كان يسمعها في النشرة الإذاعية الصباحية، وذلك أن عددا من شباب قريته فضلوا الهجرة إلى الرياض، فقرر السفر فورا، وجاء على عكس رغبة أمه بالبقاء إلى حين حلول العام المقبل. ومع إصراره لم تجد أمه بدا من أن تطلق سراحه وتزوده بريالين كانا في خزنتها الخاصة تنتظر بهما الأيام الصعبة، وما إن وصل إلى الرياض حتى وعى حاجة أمه للريالين لتصرفهما على بقية إخوته الصغار. وفي الرياض عمل في مجال البناء، وبدأ في بناء سور في الشميسي، حصل منه على أجرة أربعة ريالات، كان يصرف منها ريالا واحدا، وبدأ بها مشواره للادخار من خلال صاحب دكان في ذلك الوقت. بعد ذلك التحق أبانمي بأعمال البناء بقطاع الدولة، وتحديدا في قصور أبناء الملك عبد العزيز، بعدها التحق بعمل في مستودع العمران، وذلك في عام 1359 هجرية، براتب شهري 9 ريالات، وبقي في هذا العمل كمساعد لمدير المستودع نحو خمس سنوات حتى وصل الراتب إلى 90 ريالا في الشهر. وانتقل بعد ذلك إلى العمل في مكتب محاسبة العمران في مالية الرياض، براتب قدره 150 ريالا، وذلك قبل أن يدخل مجال العمل الخاص، ويؤسس لأول مرة في حياته دكانا لبيع السكر والشاي والقهوة. ولما لم يجد فائدة تذكر في دكانه، عقد العزم على وجهة عمل جديدة، وصادف ذلك عرض وظيفة أمين صندوق بلدية الرياض عليه، فعمل في البلدية كأمين صندوق لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يترقى ويسافر إلى لبنان ليتلقى العلاج لمرض ألم به وقتذاك. وبعد عام من رحلته الاستشفائية عاد إلى الرياض، حيث كلف بتسلم أفواج الحرس الوطني، وبعد أن ترك العمل في الحرس الوطني، كان على موعد مع القدر بأن يدخل عالم المال والأعمال من أوسع أبوابه، فدخل صفقة تجارية أحدثت نقلة كبيرة في حياته العملية، حيث بدأ يمارس التجارة في مجال الساعات، وفيها حصل على أول مليون ريال. واستمر يتطور مع الزمن فأخذ يدخل مجال الصناعة، حيث أقام مصنع مراتب وآخر للأثاث المعدني المكتبي، وكذلك السرر الحديدية، قبل أن يصبح مستثمرا شهيرا في سوق الأسهم يشار إليه بالبنان. يعتبر أحد كبار المستثمرين السعوديين في البورصة المصرية ويمتلك حصصا في عدد من الشركات المصرية منها مجموعة القلعة للاستشارات المالية و"سوديك" و"بيلتون المالية القابضة".