انتقل امس الى رحمة الله رجل الأعمال السعودي سليمان بن عبدالمحسن ابانمي، وتمت الصلاة عليه امس في مسجد الملك خالد بعد صلاة العصر. ويعد أبانمي المولود عام 1926 أحد أهم المستثمرين في سوق الأسهم المحلية و العربية وكذلك في السوق العقاري، ويملك حصصًا رئيسة في العديد من الشركات المساهمة والبنوك، وله حضورٌ فاعلٌ في النشاط الاقتصادي والاجتماعي والخيري. وكان دائما يردد بان أهم السلوكيات والصفات التي يجب على رجل الأعمال التقيد والالتزام بها هي الصدق في القول والعمل والالتزام بالكلمة. ومن مساهماته في العمل الخيري تبرعه قبل سنوات، لعشرة آلاف يتيم ويتيمة باسهم من شركة ينساب بإشراف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وكان الفقيد قد روى ل "الرياض" قبل سنوات في حوار صحفي جزءا من تجاربه الثرية، حيث بدأ حياته عاملا للبناء براتب ضئيل لا يتجاوز عدة قروش وانتقل إلى العمل الحكومي واستغنى عنه في إحدى الفترات ثم كلف للمساهمة في تأسيس أفواج الحرس الوطني واستقال منها بعد ستة شهور دون استلام أي راتب لعدم وجود ميزانية للحرس في ذلك الوقت، وانتقل إلى التجارة والأعمال الخاصة وعاصر العديد من انهيارات أسواق الأسهم والعقار وتغلب عليها. ويعتبره الكثيرون احد أهم الأشخاص الذين عملوا سابقا في سوق الأسهم المحلية وكذلك في السوق العقاري وكان يركز على الاستثمارات الطويلة. وقال في الحوار الذي اجراه الزميل خالد العويد انه ولد في بلدة الرويضة من قرى المجمعة الواقعة في احد فروع المشقر وادي منيخ تبعد عن المجمعة حوالي 22 كيلو مترا وذلك في عام 1346ه حسب رواية والدته رحمها الله تعالى حيث لا يوجد سجل في ذلك الوقت وتربى في سنواته الأولى في كنف والده في احوال مادية دون المتوسطة. واضاف مكثت في الرويضة فترة قليلة، وفي صباح أحد الأيام خرجت من البيت إلى المجلس الذي يجتمع فيه الجماعة في أوقات فراغهم وكانت نشرة أخبار ذلك الصباح عن سفر عدد من شباب القرية إلى الرياض، وجميعهم يكبرونني سناً عند سماعي للخبر رجعت فوراً وبدون تردد إلى البيت حيث والدتي هناك مقرراً السفر إلى الرياض للبحث عن عمل وعندما اخبرتها برغبتي حاولت ثنيي عنها وتأجيل السفر للعام القادم على الأقل فأصررت على تنفيذ رغبتي. واضاف عند وصولنا للرياض كان ذلك اليوم جمعة وفي ليلة السبت بت في بيت أحد اقاربي عبدالعزيز بن عبدالمحسن أبانمي يرحمه الله ورجوته ان يسدد الأجرة لصاحب السيارة وفي الصباح الباكر ليوم السبت التالي، وقفت في المقيبرة طالباً العمل مع زوج خالتي المرحوم يوسف بن محمد بن سالم وخرجنا لتونا للعمل مع عثمان بن عثمان بأجرة ثلثي ريال، وعملنا في بناء سور له في الشميسي إلى يوم الخميس وحصلت بذلك على أجرة أربعة ريالات سلمتها لقريبي وهو صاحب دكان في ذلك الوقت ثلاثة منها أجرة السيارة والرابع أمانة لديه. بعد ذلك التحقت في أعمال البناء الخاصة بالدولة أي قصور أولاد الملك عبدالعزيز بأجر يومي خمسي ريال أي تسعة قروش الريال 22 قرشاً بعد فترة قصيرة التحقت بالعمل في مستودع العمران (حوش الجص) مع المرحوم محمد بن سعد المقري من اهل الدوادمي وذلك في عام 1359ه بأجر يومي مقداره 9 قروش (أي بخمسي ريال) ومجموع الراتب في الشهر تسعة ريالات تقريباً. وحول البدايات التجارية لرجل الأعمال سليمان أبانمي، قال في لبنان عندما كنت بجانب والدتي المريضة لعلاجها حيث قمت ابحث عما يساعدني على المصاريف فاتصلت بحسن تميم وكيل ساعات ميدو في لبنان وطلبت بيعي عدد 200ساعة من المنطقة الحرة لإرسالها للرياض فرفض قائلاً ابيعك داخل بيروت ومعني ذلك أنه صرف عليها رسوما جمركية بنسبة 30% وهذا لا يناسبني. بعد ذلك عرفني على مندوب شركة المانية تصنع اسورة الساعات (فيكسو مليكس) وبما انني لا اعرف التجارة اتصلت بصديقي إبراهيم المحمد اليحيى وهو صاحب خبرة لأنه يتعاطى بيع الساعات وذهبنا سوياً إلى الألماني في الفندق واطلعنا على الأساور التي يعرضها واشترينا منه عدد الفي حبة بمبلغ الف وثمانمائة دولار دفعناها مناصفة وأرسلت للرياض لمحلهم وبيعت بضعف القيمة وهذه بدايتي في مجال التجارة وبعد تطور عملي في تجارة الساعات حتى عام 1963.