أفاد تقرير إسرائيلي بان مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية يعبرون عن غضبهم إزاء تعمد مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تأخير وعرقلة محادثات بشأن تسوية دفع تعويضات لناجين يهود من المحرقة وذلك بسبب رفض إسرائيل تجميد الاستيطان. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الثلاثاء 19 فبراير 2013 عن المسؤولين الإسرائيليين قولهم إن ألمانيا "تربط بشكل إجرامي ولا يقبله العقل بين معالجة قضية إنسانية تتعلق بضحايا الجرائم الألمانية في الحرب العالمية الثانية وبين قضية سياسية ما زالت عالقة بين إسرائيل وجيرانها" في إشارة إلى استمرار البناء في المستوطنات. واتهم المسؤولون الإسرائيليون موظفا رفيع المستوى في مكتب ميركل بأنه يعمل بصورة منهجية من أجل "هدم نسيج العلاقات اللينة والحساسة" بين ألمانيا وإسرائيل وأن "يلحق بأفعاله ضررا بالغا بالعلاقات بين الدولتين". وأضافوا أن "هذا الموظف الكبير يسعى بأفعاله إلى سلب حق ناجين من المحرقة حياة أفضل بقليل في السنوات المتبقية لهم وإلى إغلاق أبواب مكتب المستشارة أمام مندوبين إسرائيليين رسميين، يعملون من أجل دفع قضية التعويضات لعمال الغيتوات أو البحث مع الألمان في قضايا أخرى". وتابع المسؤولون الإسرائيليون أن الموظف الكبير في مكتب ميركل يمنع أيضا عقد لقاء بين المستشارة الألمانية والسفير الإسرائيلي في برلين يعقوب هداس منذ بداية ولاية الأخير قبل عام.
وكانت إسرائيل وألمانيا وقعتا على "اتفاق التعويضات" لليهود الناجين من المحرقة في العام 1952 ونص الاتفاق حينذاك على أن تدفع ألمانيا سنويا مبلغ 3 مليارات مارك لإسرائيل و450 مليون مارك لمنظمات يهودية. وفي أعقاب توحيد ألمانياالغربيةوألمانياالشرقية تم الاتفاق مع إسرائيل في العام 1991 على أن تدفع ألمانيا تعويضات بقيمة 5 آلاف مارك لكل واحد من 522 ألف ناجٍ من المحرقة وتعهدت بدفع 5000 مارك شهريا لحوالي 50 ألف ناجٍ من المحرقة. وأقامت الحكومة الألمانية في العام 2000 صندوقا لدفع تعويضات من قبل الصناعات الألمانية لعمال السخرة في معسكرات الغيتو إبان الحرب العالمية الثانية وبينهم يهود وغير يهود. كذلك أقامت الحكومة الألمانية صندوقا لتعويضات خاصة لعمال الغيتوات في العام 2007 بهدف دفع مبلغ 2000 يورو لكل واحد من عمال السخرة لمرة واحدة. وقالت "يديعوت أحرونوت" إن حكومة ألمانيا دفعت للناجين اليهود من المحرقة منذ توقيع اتفاق التعويضات وحتى اليوم مبلغ 70 مليار دولار. وتطالب إسرائيل حاليا بأن تدفع ألمانيا بأثر رجعي تقاعدا شهريا بمبلغ 300 يورو لعمال السخرة في الغيتوات.