لا يتحمل كثير من الابناء مشاهدة والدتهم وهي تضرب من والدهم أمام أعينهم أو إهانتها بكلام قاسي او شتيمة غير لائقة .. فبعضهم يقف في وجه أبيه رادعا لتجاوزاته على أمه الضعيفة صارخا على والده بقوله : لقد كبرنا .. استحي منا واستحي من ربك كيف تلاقيه ؟ .. وبعضهم يرد ضرب الأب للأم بضرب والده في محاولة لدفعه عنها أو انتقاما لها ولدمعها وألمها . (عناوين) في هذا التحقيق رصدت عدد من الحالات واستعانت بالراي الشرعي لايضاح حكم الابن الراد عن أمه والمعاقب لأبيه .. فهل يعتبر الابن في هذه الحالة عاقا لأبيه .. هذا ماستجدوه داخل التقرير . قالت أم عبد الوهاب التي تفاجأت بتصرف زوجها مع ابيه : أنا زوجة الابن الأكبر في بيت أهل زوجي ولدى زوجي 6 أشقاء شباب جميعهم مفتولي العضلات وأقوياء البنية كأبيهم .. ألا أن الاخير عصبي المزاج وشديد اللهجة وقاسي المعاملة خاصة مع زوجته .. وذات يوم وفي حضورنا جميعا اشتاظ والد زوجي غضبا من زوجته فرمى عليها ألفاظا غير لائقة وهم لضربها إلا أن زوجي تدخل في الوقت المناسب ومسك بوالده ورفعه للأعلى لقوة جسده وبنرة حادة قال له : لم نعد صغارا .. أمامك سبعة سباع ألا يملئون عينيك إياك أن تكررها ثانية , أما أخيه الأصغر فلما شاهد جرأة أخيه ورفعة لأبيه سارع بضرب أبية بكلتا يديه وكأنه يخرج شحنات مكبوتة في داخله مخزنة من سنين . الشاب ( سامي , ف ) ذو 23 ربيعا له رايا لايحتمل انصاف الحلول فهو يرفض تمادي والده في معاملة أمه وتخطيئه لها في كل أمور المنزل ومنعه لها من زيارة أقاربها وقال : حطم والدي سيارة أخي عندما علم بأنه سيصطحب أمي إلى مدينة أخرى لزيارة أقاربها , وهذا الأمر اصابني بالجنون ورأيت أمي في حالة هستيرية خوفا من ضربها أو ضرب أخي لعصيانه أوامره , فلم أتمالك نفسي وكسرت باب غرفتة والدي ولم أشعر بنفسي إلا وبيدي مطرقة ولولا رحمة الله تعالى لكان والدي بين يدي الرحمن , فقد أوقفني أخي وهو يخوفني من عقاب الله وجرمي لو حدث شيء لأبي . وبعد تلك القصتين عبرت شقيقتان عن ظلم والدهما بلغة خاصة حيث قالت زهور ونور ل (عناوين) عن استيائهما من سلوكيات والدهم المزعجة واوضحتا انه كلما عنف والدهم والدتهم يزددن تمردا وطغيانا فهو كما تقول والدتهما لا يستحي من الله ولن يستحي من الناس . وتعبر الفتاتان على رفضهما ضرب والدتهما اما برفع صوت التلفاز الذي يكرهه هو او تكسير الاشياء وتقطيع اسلاك التلفون . من جانبه نفى الدكتور محمد النجيمي عضو المجمع الفقهي الإسلامي ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فهد الأمنية أن يوصف الابن الرادع لأبيه عن التجاوز على أمه بالعاق لوالده لأنه يعتبر من باب رفع التعدي والظلم سواء كان هذا التعدي شتما أو تجاوزا بالضرب , أخذا من قول نبي الأمة محمد عليه الصلاة والسلام " انصر أخاك ظالما أو مظلوما" فمنع الابن أبية من الضرب هو منع له من الظلم وهنا يتجلى معنى انصر الحديث الشريف .
وأوضح النجيمي أنه لا يجوز للابن ضرب أبيه أو الاعتداء عليه إلا إذا كان في حالة دفاع عن نفسه عند الخلاص والهروب , ودون قصد الإصابة كأن يحاول إبعاده أو وكزه عمن يحاول ضربه .. وأكد أن الضرب المبرح محرم شرعا وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية الضرب كما ورد بأن يضرب بالسواك لأجل التأديب , أما الذي يفعله الرجال في نسائهم من الضرب الذي يحدث في الجسم أثرا أو يسيل دما فهذا ضرب محرم شرعا ولا يجوز في أي حال , منوها إلى أن النبي وصف مثل هؤلاء الرجال بأنهم " ليس أولئك بخياركم " فهذا الفعل منهيا عنه لدى الحبيب عليه الصلاة والسلام حيث قال " لا يضرب أحدكم امرأته ضرب العبد ثم يضاجعها ولا يستحي" وأشار النجيمي إلى أنه المفترض في حال كان الأب كبير السن ولم يفد معه النصح والإرشاد ممن هم من أقرباءه وكبار عائلته أن يطلب الأبناء من الجهات المسؤولة إيقافه وردعه , وفي حال لم يتمكنوا من ذلك فليسكنوا في بيت آخر يستقلوا فيه عن والدهم . ودعا النجيمي المرأة والأبناء الذين يعانون من ظلم ابيهم عدم السكوت عن ذلك ونصحهم باللجوء الى السلطات المختصه كالشرطة أو الهيئة وغيرها . واشار عضو المجمع الفقهي الإسلامي ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فهد الأمنية ل (عناوين) أنه قبل 4 أيام سجن رجل ضرب ابنه ولم يخرج من سجنه إلا بتعهد شديد اللهجة .