تفاوتت التقديرات حول إمكانية حصول تحول في الميدان الجوي للصراع في سوريا بين المعارضة المسلحة والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد، مع ظهور صواريخ أرض - جو مضادة للطائرات بيد الثوار، استخدمت لإسقاط طائرتين خلال أسبوع، وسط تضارب في التحليلات حول مصدرها وصلاحيتها ومستوى توفرها. وقد زارت مراسلة CNN أروى دايمون، منطقة كان الثوار قد أعلنوا فيها إسقاط طائرة مقاتلة بصاروخ مضاد، وشاهدت بقايا معدنية، في حين عرض ناشطون عبر موقع "يوتيوب" صوراً لطيار مصاب قالوا إنه تمكن من النجاة مستخدما مظلته. وتظهر هذه اللقطات لصواريخ أرض - جو مضادة للطائرات أن الثوار قاد باشروا استخدام مجموعة من الأسلحة التي قالوا خلال الأسابيع الماضية إنهم غنموها من معسكرات الجيش التي سيطروا عليها، الأمر الذي يعني أن قدرتهم على مواجهة سيطرة القوات النظامية على الأجواء تتزايد. وتمكنت دايمون من التنقل في مناطق واسعة من محافظة حلب تخضع لسيطرة "الجيش السوري الحر" الذي نشر عدة نقاط تفتيش وحواجز في مناطق كانت خاضعة لسيطرة القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، وأكد الثوار لها أنهم سيطروا مؤخراً على مقر الكتيبة 46 غربي حلب، وغنموا منه أكثر من 300 صاروخ مضاد للطائرات. ولا يمكن تأكيد صحة هذه الأرقام، غير أن تسجيلات الفيديو أظهرت عدة مرات وجود صناديق كبيرة لصواريخ مضادة للطائرات بحوزة الثوار، علماً أن الغنائم من مقر الكتيبة 46 شملت دبابات ومدافع وراجمات صينية الصنع. كما توجد تسجيلات تشرح للثوار كيفية استخدام الصواريخ، وبينها فيديو مخصص لتوضيح كيفية إعداد صاروخ من نوع "سام 7" وإطلاقه نحو الهدف، غير أن مشكلة تلك الصواريخ تتمثل في قدمها، إذ أنها تعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي السابق. ورغم أن بعض الصور تُظهر قاذفات أحدث، من طراز "سام 16" إلا أن خبراء يرجحون إمكانية وجود خلل في أجهزة تبريد البطاريات لدى بعضها، بسبب طول فترة التخزين، ما يجعلها غير فعالة. وقد نشرت صحيفة "واشنطن بوست" قبل أيام ما يشير إلى تسلم المجموعات المناهضة للنظام السوري قرابة 50 صاروخاً مضادا للطائرات، قدمتها قطر، ولم تتمكن CNN من تأكيد تلك المعلومات بشكل مستقل. إلا أن مصدرا دبلوماسياً أشار لCNN في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى وجود "عدد محدود" من الصواريخ الغربية المضادة الطائرات بحوزة الثوار، موضوعة تحت "رقابة مشددة."