طلب غريب قد يتلقاه ساحر أو لاعب خفة "إخفاء بشار الأسد"، طلبات عديدة تلقاها لاعب الخفة الإماراتي معين البستكي بهذا الخصوص. إلا أن هذه الطلبات صعبة التحقيق لعدم قدرته على انجاز هذه المهمة. ووصفت البستكي الشعب السوري بالعزيز على قلبه، وسورية بالبلد الجميل المعروف بطيبة اهله وكرمهم. البستكي ألمح إلى أنه كان قد استخدم هذه الألعاب بالامتحانات، أيام الدراسة، حيث كان يستعين بها ليخرج "البراشيم" وليخفيها بحركات خفة لا يلاحظها المراقبون، ونفى أن يكون قد ساعد احد من زملائه أثناء الامتحان ليغش بدوره أثناء الاختبار، مكتفيا بمساعدة نفسه، وأضاف:"استخدمتها أيضا لتلافي المخالفات المرورية، عندما كنت أخالف بالسرعة أو بعدم وضع الحزام، وتوقفني دورية المرور، كنت أبادر بإخراج رخصة القيادة، من ثم إخفائها وإظهارها من جديد، لأضفي جوا من المرح على الموقف الذي وضعت نفسي به، ولينقلب الجد إلى مزاح فمسامحة وطلب بعدم تكرار فعتلي". تهديد على سبيل المزاح يتلقاه البستكي من المسؤولين في المصرف الذي يعمل فيه، مهددينه بسجنه في حال اختفاء مبلغ مالي، مهددين باتهامه باستخدام ألعاب الخفة أو الحيل التي يتقنها، ويقول:"وبالرغم من محاولتي أن لا أقوم بأية ألعاب خفة في المصرف، إلا أنني أخضع لرغبات أصدقائي بتقديم بعض العروض أحيانا". وعن التفريق بين عمله وألعا الخفة قال:"لو أن ألعاب الخفة تخرب على شغلي، أو أن شغلي سيغطي على ألعاب الخفة، لاخترت ألعاب الخفة، لكنني أعطي وقتي للمصرف ولألعاب الخفة، لكل أعطيه حقه"ن وأضاف:"ألعاب الخفة عندي تقريبا 11 شخص يعملون معي بالتسويق وما شابه، لذا ما علي سوى تقديم العرض فقط". من ناحية أخرى، أشار البستكي إلى أن من يريد أن يكون محترفا في عالم السحر وألعاب الخفة قد ينجح في غضون خمس أو ست سنوات، وقال:"شخصيا أقوم بتدريب 11 شخصا، بشكل خصوصي بسبب الوقت، بودي أن أفتتح معهدا خاصا للتدريب على فنون ألعاب الخفة، لكن الوقت لا يسمح لي"، وتابع:"عندي تلميذان مميزان، يريدان التعلم، من الألف إلى الأياء، لكن البعض الآخر يرغب بتعلم حركات قليلة فقط". وأشار إلى أن بعض السحرة من الوطن العربي، يلومونه على تعليم أسرار السحر وقال:"لكن هذا ليس بمشكلة بالنسبة لي، فعالم السحر مفتوح للجميع، وقدرة الساحر على الابداع لا تتوقف على المحافظة على الأسرار القديمة، بل باكتشاف أخرى جديدة". البستكي تأثر ب "Under Taker" لذلك فغالبا ما يظهر بملابس باللون الأسود، لكن قدوته في عالم السحر، هو ديفيد كوبر فيلد، ووصفه ب "أبو ألعاب الخفة في العالم". معين لطالما تابع كوبر فيلد من خلال أشرطة الفيديو التي كان والده يتاجر بها، فيجلبها للمنزل لينسخ منها، ويؤجرها أو يبيعها، فكان هو يستغل الموقف لمتابعة أخر عروض كوبر فيلد، ويقول:"كانت تأتينا أفلام ديفيد، كنت أنا وأهلي نتفرج عليه، كنت أنبهر به وأتساءل عما كان يفلعه، هذا كان يحرك ما بداخلي ويدفعني للتعلم للوصول إلى مستواه. تعلمت أن المستحيل لا يوجد، وبألعاب الخفة كل شيء ممكن لا مستحيل، في حال أردت أن تخفي أو تحرك يمكنك أن تفعل". وعن سبب حبه لألعاب الخفة قال:"أحيانا تحقق ما في البال وتحوله إلى واقع، وهذا ما احببته بها". ورفض البستكي أن يضع حدا لما يريد أن يتعلمه، أو ما يمكن أن يفعله، فما تمكن غيره من عمله، سيستطيع هو نفسه أن يقوم به، مهما عظم هذا الشيء، ويقول:"هنالك مثلا شخص أخفى الأهرامات، ارتبطت معه وحاولت التعلم منه، كما ارتبطت مع غيره للتعلم منه، أحاول التواصل دائما مع الخبراء للتعلم منهم، والموضوع أن هنالك سر موجود، وهنالك شخص يعرف هذا السر، وكل ما علي هو الوصول إلى صاحب هذا السر للتعلم منه". وعن اللقب الذي يحب أن ينادى به"ساحر أم لاعب خفة" قال:"لا مشكلة لدي بتسميتي ساحر أو لاعب خفة، لكن نحن كمسلمين كلمة سحر ثقيلة علينا، لكن لو رجعنا عند الأجانب لا مشكلة لديه أن يذكر ألعاب الخفة على أنها سحر، فهم يعرفون الفرق بين السحر وألعاب الخفة، فكلمة سحر أو ساحر فيها مغزى أو مضمون سلبي، لذا نتغاضى أن نذكرها بالرغم من أننا لا نتعامل مع الجن أو الشياطين، لكن في الحقيقة نحن لا نتعامل معهم". وتابع:"ذكرت في مقابلاتي بأن الناس قد يرون من قوة الحركة، لدرجة أن المشاهد قد يعتقد أننا نتعامل مع الجن، مع أننا نتعامل مع أسرار نمكننا من القيام بحركات مختلفة". البستكي تعلم هذه الأسرار، منذ السادسة من عمره، حيث بدأ بكسر درهم في فمه، وعندما أخرجه وجده مكسور، فاعتقد أن أسنانه قوية، لكن بعدها أعاده بحركات بسيطة بيديه، فاعتقد أن لديه قوى خارقة، خرج إلى الشارع وجمع الدراهم المكسورة من أصدقائه لاصلاحها، بغية شراء دراجة، أعطاها لجده، لكنه في هذه اللحظة أخبرنه بالسر. في المدرسة كان يعرض تعليم زملائه لقاء تعليمهم له.بعدها كان يستعين ببعض الكتب في مكتبة المدرسة لتعلم حركات أكثر. إلى أن تعلم في هذه الأيام إخفاء أشياء كبيرة وحتى أناس أيضا. ردود الفعل السلبية استمرت حتى قبل ظهوره في التلفزيون، بعد الثانوية واجه والده برغبته بأن يصبح لاعب خفة محترم، لكنه واجهنع ب "صفعة" قوية مؤكدا على ضرورة اكمال دراسته، وهو ما دفعنه إلى الاستمرار بدراستهحتى حصل على الماجستير، لكنه صمم على تنمية موهبته، فبرأي البستكي أن كل من لديه موهبة عليه أن صقلها ويطورها. ويقول:"كنت أحاول تحريك الأشياء دون لمسها، في محاولة لفت الإنتباه وتصليط الضوء علي، أهلي كانوا رافضين هذه الأمور كأكل زجاج أو إشعال النار بنفسي، بحجة ماذا ستفعل بهذه الحرفة". وأضاف:"أهالينا أحيانا يرفضون حتى لاعبي الكرة، لكن نحن بحاجة إلى هؤلاء، فهم يرفعون رأس الوطن عاليا، لذا أقول للأهالي والناس خلي أولادكم ينجحون بدراستهم وبما يحبونه أيضا". وختم معي البستكي:"ما عندي قوة خارقة، لكن انا متخصص فن، مثل الموسيقي، من يعزف غيتار يحترف العزف عليه، لكن مهما تحاول إقناع الناس بانها ألعاب خفة لكن عند تقديم حركات صعبة سيتهمونك بالتعامل مع الجن".