قالت مصادر أمريكية إن الولاياتالمتحدة تدرس مع ليبيا خطة تقضي بتوفير برنامج مخصص لشراء الأسلحة، وتحديداً الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات، من المجموعات المسلحة التي وضعت يدها عليها خلال المواجهات مع نظام العقيد معمر القذافي طوال الأشهر الماضية. وأشارت المصادر في تقرير بثته شبكة ( سي ان ان ) السبت 24 ديسمبر 2011 إلى أن الخطة تندرج في إطار حرص الولاياتالمتحدة على جمع أكبر كمية ممكنة من هذه الأسلحة وتأمينها، خشية أن يصار إلى بيعها في السوق السوداء، ما قد يفتح الباب أمام تهديد الأمن الملاحي في حال وصولها إلى تنظيمات متشددة مثل القاعدة. وقد رفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، التعليق على تفاصيل ما قال إنها "برامج سرية،" ولكنه قال إن بلاده "تبحث عن الطريقة الأكثر فاعلية" لتدمير ترسانة النظام السابق من الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات، والتي يقدر عددها بعشرين ألف صاروخ. وأضاف تونر، تعليقاً على هذه المعلومات التي كانت صحيفة نيويورك تايمز أول من أشار إليها: "نحن ندرس مجموعة من الخيارات والبرامج المختلفة." ولفت المتحدث باسم الخارجية إلى وجود الكثير من الأسلحة المنتشرة على الأراضي الليبية، مضيفاً أن الجهود تنصب حالياً على إحصائها وجمعها. وبحسب تونر، فإن وجود هذه الأسلحة حالياً بحوزة ميليشيات ليبية لا يعني بالضرورة أن تلك المجموعات تعتزم استخدامها، ولكنه أكد وجود حاجة ماسة لجمعها، معتبراً أن الأمر يقع ضمن إطار الخطط الأمريكية لدعم الحكومة الليبية الجديدة ونزع سلاح المليشيات الموجودة ودمج عناصرها في الجيش الوطني. وكانت الولاياتالمتحدة قد نفت قبل أسبوع وجود "أدلة قاطعة" تشير إلى تسرب أسلحة إلى خارج الحدود الليبية، وخاصة الصواريخ المضادة للطائرات. ولكن أندرو شابيرو، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية، على هامش مؤتمر يهدف لتسليط الضوء على تقرير حول الدور الأمريكي للتخلص من الألغام وفائض الذخائر والأسلحة حول العالم، أكد استمرار الجهود لتقييم عدد قطع الأسلحة التي ما زالت مفقودة. وقال شابيرو، الذي زار ليبيا مؤخراً، إنه قد جرى تأمين خمسة آلاف صاروخ تقريباً، وأعرب عن اعتقاده بأن آلاف الصواريخ قد تكون دمرت بفعل غارات حلف شمال الأطلسي على قواعد قوات القذافي، كما وضعت الفصائل المسلحة المختلفة يدها على عدد آخر مما تبقى منها بعدما قامت بالسيطرة على مخازن أسلحة النظام السابق.