أثارت زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان، للقاهرة ردود أفعال عديدة داخل الشارع المصري، حتى أن صوره انتشرت في شوارع العاصمة المصرية هذا الأسبوع بصورة كبيرة. فقد وضعت صور رئيس الوزراء التركي، بدلا من صور المنتجات والسلع على لوحات الإعلانات الشهيرة في مصر، مكتوبا عليها "معا يد واحدة من أجل المستقبل،" وفي خلفيتها صورة للعلمين المصري والتركي، في إشارة واضحة لحالة الارتياح لزيارة إردوغان. ولعب الموقف التركي من إسرائيل مؤخرا بقطع العلاقات الدبلوماسية وتخفيضها لأدنى مستوياتها دورا كبيرا في حالة الارتياح المصرية، حيث رأي قطاع من المصريين أن إردوغان ، اتخذ موقفا قويا، على عكس الموقف المصري. وقال كريم عبد المنعم، وهو مهندس إلكترونيات، إن رئيس الوزراء التركي "أشعر العالم الإسلامي بالفخر بعد الموقف المشرف الذي اتخذه ضد إسرائيل مؤخرا، ووضع الكيان الصهيوني في موقف حرج، وأكد أن إسرائيل لا تعترف إلا بالقوة وأضعف من أن تواجه تركيا، بدليل أن إسرائيل لم تستطع أن ترد على موقف إردوغان معها." وترى ريم يوسف، وهي إعلامية مصرية، أن "الترحيب الذي قوبل به إردوغان ، في مصر نابع من أن المصريين وجدوا فيه الصورة التي تمنوها من الحكومة المصرية بعد مقتل عدد من المصريين على الحدود الإسرائيلية." وأضافت أن "إردوغان شفى غليل المجتمع المصري من التصرفات غير المسؤولة من إسرائيل، كما أن توقيت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي لعبت دورا في حالة الإعجاب به." وقال ماجد هاني، ويعمل في قطاع الإعلانات، إن "الأيام الأخيرة قبل زيارة إردوغان شهدت طلبا كبيرا لإخلاء عدة مواقع إعلانية مهمة في شوارع القاهرة، لوضع صور إردوغان عليها، وهو ما وافقت عليه العديد من الوكالات الإعلانية التي تمتلك حق استغلالها، نظرا للمقابل المادي الذي عرض عليها." وتمنى الطالب الجامعي هشام كمال أن يكون هناك زعيم مصري بشخصية إردوغان، قائلا "ماذا سيكون شكل العالم العربي لو أن مصر لديها إردوغان مصري، لاشك أنه كان سيعيد مصر لقيادة المنطقة العربية، حتى إني شعرت بالفخر للمواقف التي يتخذها إردوغان في الفترة الأخيرة." من جهته، يقول وقال المليجي، الذي يعمل في إحدى شركات سمسرة البورصة إن "النموذج التركي الذي فعله إردوغان في تركيا، أثار إعجاب المصريين به، وتمنى الشارع المصري أن يطبق النموذج ذلك في مصر.. ما فعله إردوغان في الاقتصاد التركي نموذج يحتذى به." أما إيهاب عبد الفتاح، الطالب بجامعة الأزهر، فيقول إن "النموذج التركي الذي يقوده إردوغان، أثبت أن الدين الإسلامي ليس متشددا كما تفعل بعض التيارات السياسية الإسلامية في مصر عقب ثورة يناير، بل أن إردوغان أعطى صورة حقيقية لما يجب أن يكون عليه الدين الإسلامي، ومن هنا جاء إعجاب الشارع المصري به."
غير أن خالد إسماعيل، وهو طبيب، يرى أن إردوغان لعب على مشاعر العرب في الفترة الأخيرة، قائلا "إردوغان عرف كيف يكتسب تعاطف العالم العربي معه بعد مواقفه الأخيرة، إلا أن ذلك لا يمنع أن إردوغان يسعى لقيادة المنطقة مستغلا حالة الإعجاب به، ولا أعرف كيف تناسى الشارع المصري أن تركيا احتلت مصر لمدة 120 عاما."