بدأت الحكومة الافغانية حملة دعائية في وسائل الاعلام تهدف الى مواجهة ومعالجة المشكلة المتفاقمة في البلاد، والمتمثلة بحرق النفس. يشار الى ان مشكلة حرق النفس تحولت خلال السنوات الاخيرة الى ظاهرة متفاقمة في افغانستان، وفي غالب الاحيان تكون الضحية امرأة، اما تحرق نفسها او تُحرق عمدا. موضوعات ذات صلة أفغانستان ومعظم النساء الافغانيات المحترقات يحاولن احراق انفسهن انتحارا، او يكنَّ ضحية عنف منزلي، او اشكال اخرى من الاضطهاد. وحتى عهد قريب ظلت الظاهرة تدور في محيط ولاية هيرات، قرب الحدود مع ايران، حيث يعتبر حرق النفس من اكثر طرق الانتحار شيوعا هناك. ومعظم الحالات تكون الضحية شابة تموت، او تتعرض لحروق شديدة جراء اشعال نفسها بعد ان تدلق مادة حارقة عليها، مثل مادة وقود سريعة الاشتعال، او زيت الطبخ. والكثير من النساء اللواتي لا يمتن ينتهين الى تشويهات خلقية وما ينتج عنها من تعقيدات نفسية بليغة. شعور بالعار والمعتقد هناك ان الاسرة تشعر بالعار اذا حاولت امرأة من البيت الانتحار باحراق نفسها، وخصوصا اذا كان السبب سوء المعاملة او العنف المنزلي. وفي الكثير من الحالات تحاول الاسر اخفاء او كتمان هذه الحوادث، وبالتالي لا يعرف ان كان السبب انتحارا او حادثة عرضية او عنفا منزليا. الا ان ما هو واضح ان الظاهرة ازدادت وتضخمت في الفترة الاخيرة، وتحولت القضية الى امر مقلق في المنطقة، بل وحتى على صعيد البلاد كلها. وتقول وزيرة الصحة الافغانية بالوكالة الدكتورة سوراي دليل ان العام الماضي شهد نحو 22 ألف حالة حرق سجلت في مستشفيات افغانستان. وتقول الوزيرة الافغانية ان من بين هذا العدد هناك نحو ألفي حالة ادخلت المستشفى لتلقي العلاج اللازم. واضافت الدكتورة سوراي ان عدد حالات الوفاة التي سجلت في كابول وهيرات خلال العام الماضي بسبب الحرق بلغ 234 حالة، وان العام الحالي لم يشهد تراجعا يذكر في العدد. حملة توعية واضافت انه خلال الاشهر الخمسة الاولى من العام الحالي ادخل نحو 850 مريضا الى المستشفيات للعلاج من حروق. ويقول الدكتور عارف جليلي، رئيس مركز الحروق في مستشفى هيرات، انه شهد شخصيا على اكثر من 50 حالة حرق نفس خلال العام الحالي، ثلاثة منها لرجال والباقي لنساء. وتركز الحملة الاعلامية للحكومة الافغانية على عدد من القضايا ذات الصلة بهذه الظاهرة، منها مثلا توضيح اجراءات الحرص والسلامة اثناء العمل في المطبخ، التي يمكن تساعد في تقليص حالات الاحتراق العرضية، وليست المتعمدة. كما تركز الحملة على فظاعة الاصابات التي تتسبب بها الحروق، وتحاول رفع درجة الوعي حول كيفية مواجهة العنف المنزلي وسوء المعاملة، وكيفية تجنب اللجوء الى احراق النفس كوسيلة من وسائل الانتحار.