من صافرة الحكم المجري فيكتور كاساي ستنطلق مسرحية كروية ملتهبة , السبت 28 مايو 2011 , على ملعب «ويمبلي» في لندن, ينتظرها الملايين من عشاق اللعبة في مختلف انحاء العالم, بين برشلونة الاسباني ومانشستر يونايتد الانجليزي, في نهائي دوري ابطال اوروبا لكرة القدم. ستجمع المواجهة بين فريقين سطع نجمهما محليا وقاريا هذا الموسم, اذ نجح برشلونة بالتفوق في الدوري الاسباني على غريمه التقليدي ريال مدريد محرزا لقب الليغا للموسم الثالث على التوالي, في حين أحرز يونايتد لقب ال»برميير ليغ» للمرة التاسعة عشرة في تاريخه لينفرد بالرقم قياسي الذي كان يتقاسمه مع ليفربول. وسيعود برشلونة الى الملعب الذي توج فيه بلقبه الاول في المسابقة الاوروبية العريقة الام عام 1992 (على حساب سمبدوريا الايطالي) لكن بحلته الجديدة, والامر ذاته ينطبق على مانشستر الذي احرز لقبه الاول في المسابقة على هذا الملعب ايضا العام 1968 (على حساب بنفيكا البرتغالي). تجدر الاشارة الى ان مباراة اليوم ستكون النهائي الثالث بين الفريقين على الصعيد الاوروبي بعدما تواجها في نهائي كأس الكؤوس الاوروبية العام 1991 وخرج مانشستر فائزا 2-1 بفضل هدفين من الويلزي مارك هيوز الذي منح فيرغوسون لقبه القاري الاول مع «الشياطين الحمر». وفي النهائي الثاني العام 2009 حسم برشلونة لقب دوري الابطال على الملعب الاولمبي في روما لمصلحته 2-صفر, بفضل هدفين من الكاميروني صامويل ايتو (انتر ميلان الايطالي حاليا) ورأسية الارجنتيني ليونيل ميسي. وبحال فوزه في مباراة اليوم, سيدخل برشلونة بين نخبة الاندية التي سيطرت على البطولة القارية في فترات معينة, على غرار ريال مدريد في خمسينات القرن الماضي, وأياكس امستردام الهولندي وبايرن ميوينخ الالماني في السبعينات, وميلان الايطالي في نهاية الثمانينيات, كونه احرز البطولة مرتين في الاعوام الستة الاخيرة. وعلى رغم الفارق الكبير في خبرة مدربي الفريقين, الا ان السير الاسكتلندي اليكس فيرغوسون (69 عاما) هو انجح مدرب في تاريخ الكرة الانجليزية, في حين قدم جوسيب غوادريولا (40 عاما) نجاحا منقطع النظير مع برشلونة في المواسم الثلاثة الماضية. ويأمل فيرغوسون ان يصبح ثاني مدرب يتوج باللقب في ثلاث مناسبات بعد الراحل بوب بايسلي الذي قاد ليفربول الى هذا الانجاز سابقا اعوام 1977 و1978 و,1981 علما بأن الاسكتلندي هو ثاني اكبر مدرب يتوج بلقب هذه المسابقة بعد البلجيكي ريمون غوتالس الذي قاد مارسيليا الفرنسي للقب على حساب ميلان الايطالي العام 1993 وهو يبلغ 71 عاما و232 يوما. أما غوارديولا, فرفع الكأس للمرة الثانية في مسيرته العام 2009 بعد ان توج بلقب هذه المسابقة العام 1992 كلاعب, ليصبح سادس من يفوز باللقب كلاعب وكمدرب, كما اصبح ثالث لاعب يحقق هذا الإنجاز مع نفس الفريق بعد الاسباني ميغيل مونوز (فاز كلاعب مع ريال مدريد عامي 1956 و1957 وكمدرب 1960 و1966), والايطالي كارلو انشيلوتي (فاز مع ميلان كلاعب عامي 1989 و1990 وكمدرب عامي 2003 و2007). واصبح غوارديولا العام 2009 عندما كان بعمر 38 عاما و129 يوما, اصغر مدرب يحرز لقب المسابقة منذ 49 عاما, وثالث اصغر مدرب في تاريخها, اذ سبقه ميغيل مونوز الذي كان عمره 38 عاما و121 يوما عندما قاد ريال مدريد للفوز بنسخة العام 1960 في حين أن اصغر مدرب فاز باللقب على الاطلاق كان خوسيه فيالونغا بعمر 36 عاما و185 يوما عندما فاز ريال مدريد بنسخة .1956 وقدم برشلونة رحلته الى العاصمة الانجليزية لندن الى مساء الثلاثاء بدلا من الخميس, بسبب سحابة الرماد المنبعثة من بركان غريمسفوتن الايسلندي. وقد يملك يونايتد افضلية نسبية كونه يخوض المباراة في بلاده, علما انه في المباريات النهائية الخمس التي اقيمت على ملعب ويمبلي القديم, فازت الاندية الانجليزية مرتين, مع يونايتد العام 1968 وليفربول العام 1978 على حساب بروج البلجيكي 1-صفر. وستكون الانظار شاخصة نحو العبقري الارجنتيني ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم عامي 2009 و,2010 وصاحب الهدف الثاني لبرشلونة منذ عامين في روما, الذي يعتبر من أنقى المواهب التي انجبتها ملاعب كرة القدم في التاريخ, وهو يتصدر ترتيب هدافي المسابقة حاليا مع 11 هدفا, وبحاجة لهدف واحد كي يعادل رقم الهولندي رود فان نيستلروي (12 هدفا). واعتبر ميسي (23 عاما) ان نهائي اليوم سيكون مختلفا عن نهائي 2009 وبأن المباراة ستكون اكثر تقاربا في الأداء مما كان عليه الوضع في مواجهة الملعب الاولمبي في روما, مضيفا «الذكريات الجميلة التي اختبرناها في روما اصبحت من التاريخ الآن ونهائي ويمبلي سيكون مختلفا تماما». وسيكون ميسي امام مهمة تخطي حائط مانشستر الدفاعي المكون من الصربي نيمانيا فيديتش وريو فرديناند, لكن الارجنتيني يملك العدة اللازمة للتفوق على أعتى المدافعين في العالم. لكن فيرغوسون أكد ان فريقه يملك الحل الذي يخوله التعامل مع ميسي وذلك بعدما عانى مانشستر الامرين للتعامل معه عندما تواجه الفريقان في روما، وشدد فيرغوسون على ان فريقه لن يسمح لنفسه بحصر اهتمامه بالدفاع على ميسي واهمال نجوم النادي الكاتالوني الاخرين, مضيفا «لعبنا ضد برشلونة في ثلاث مناسبات بوجود ميسي، هناك دائما حل لكل لاعب جيد، نأمل ان نجد حلا اليوم، لكنهم يملكون لاعبين جيدين اخرين, والأمر ذاته ينطبق علينا, ولهذا السبب ستكون المباراة مثيرة جدا، انا متأكد من ان برشلونة يعي هذا الامر ايضا». وسيتولى المدافع الدولي جيرار بيكيه (24 عاما) حماية المنطقة الخلفية لبرشلونة بعد ان لعب في صفوف مانشستر يونايتد عندما كان في السابعة عشرة من عمره, لكنه نجح منذ عودته الى برشلونة العام 2008 في فرض نفسه من الركائز الاساسية للنادي الكاتالوني والمنتخب الاسباني الذي توج الصيف بلقبه المونديالي الاول. ويبرز في خط الدفاع الكاتالوني ايضا البرازيلي دانييل الفيس و»الأسد» كارلوس بويول والحارس فيكتور فالديز, علما بأن الأخيرين كانا اساسيين في نهائي 2006 امام ارسنال. من جهة يونايتد, سيكون الاعتماد هجوميا على الدولي واين روني والمكسيكي الواعد خافيير هرنانديز «تشيتشاريتو» الذي كانت بصماته واضحة في ختام الدوري الانجليزي. وتحدث الارجنتيني خافيير ماسكيرانو الذي يعرف مانشستر جيدا كونه لعب في الدوري الانجليزي مع ليفربول, عن خطر ثنائي الهجوم روني-تشيتشاريتو في مانشستر, قائلا «يمنحهم تشيشاريتو العمق الهجومي وروني الاستحواذ على الكرة». وسيسدل الحارس الهولندي العملاق (40 عاما) الستار على مسيرة كروية بدأت قبل 20 عاما, وهو يمني النفس ب»احساس رائع اخير» من خلال رفع الكأس الاوروبية المرموقة للمرة الثالثة في مشواره والثانية مع «الشياطين الحمر» بعد 2008 عندما تغلب الأخير على مواطنه تشلسي بفضل فان در سار الذي صد الركلة الترجيحية الحاسمة. وسيخوض فان در سار النهائي الخامس له في المسابقة الاوروبية الام بعد ان توج باللقب عام 1995 مع اياكس امستردام على حساب ميلان الايطالي ثم خسر في الموسم التالي امام يوفنتوس الايطالي قبل ان يبلغ نهائي 2008 و2009 وهذه المرة مع مانشستر يونايتد فتوج بلقبه الثاني على حساب تشلسي قبل ان يخسر امام برشلونة بالذات. وتمحورت تصريحات لاعبي الفريقين حول قدرة برشلونة على ممارسة هوايته المعهودة بتمرير الكرة باستمرار والاستحواذ عليها بين لاعبي وسطه شافي واندريس اينييستا, والطريقة التي سيواجهه فيها يونايتد. وقال دافيد فيا مهاجم برشلونة «انهم فريق يحب الاستحواذ على الكرة ولن يسعى لتدمير طريقة لعبنا بل لفرض اسلوب لعبه،الفريق الذي سينجح في الاستحواذ على الكرة خلال النهائي سيكون الاقرب للفوز باللقب». فيما تطرق زميله سيرجيو بوسكيتس عن اسلوب لعب الطرفين, قائلا «نحن فريقان نتمتع باسلوب لعب محدد، نحب الاستحواذ على الكرة والفريقان سيسعان للحصول عليها وعندما نخسر الكرة نعمل بجهد كبير جدا لاستعادتها». ورأى بوسكيتس ان مدرب مانشستر الاسكتلندي اليكس فيرغوسون «يملك فريقا مهاجما لكنه قد يلجأ الى تشكيلة اكثر دفاعية».