بعد ثلاثة عقود على زواج الأميرين تشارلز وديانا، يعيد زواج ابنهما البكر الأمير وليامز وخطيبته كيتي الأذهان إلى ذلك الزواج الملكي المشهور في عام 1981م، يوم الزفاف اليوم الجمعة، 28 أبريل 2011، سيكون عطلة رسمية للمواطنين البريطانيين الذين ينقسمون ما بين من يريد إحياء ذكرى الليدي ديانا وتقديم حماسه وولائه للعائلة الملكية وبين من قطع أشواطا في إطلاق النكت كعادة إنكليزية خالصة. أما الحكومة البريطانية بمصاريفها الباهضة على الزواج التي تقدر بأكثر من مائة مليون جنيه (بالرغم من الأزمة المالية والعجز المالي) ومن خلال اهتمامها وتحضيراتها الكبيرة فإنها تحاول إيجاد روابط عاطفية ما بين الشعب والعائلة الملكية، وتقديم صورة جديدة من الدعم والدعاية، فمظاهر الحماس وحتى الاحترام للعائلة الملكية ومنذ عدة سنوات بدأت فعليا تفقد بريقها ومساندتها الشعبية في أوساط الأجيال الجديدة التي لا ترى في الأسرة الملكية سوى إضاعة للمال العام وتقليد قديم لا مكان له وقد عفا عليه الزمن. عالميا، الزواج الملكي جذب المئات من الصحفيين ومراسلي القنوات التلفزيونية ومواقع الإنترنت من جميع أنحاء العالم، وفي جولة ل (عناوين) في وسط لندن أمس الأربعاء، كان هناك الكثير من القنوات الأوروبية والأميركية والروسية والاسترالية والأسيوية تجوب شوارع لندن ما بين تصوير الاستعدادات ومقابلة آلاف السياح القادمين لمشاهدة الزواج، والأهم هو المحاولة غير المباشرة لكشف مدى تعلق الإنجليز أنفسهم بالزواج الملكي ومدى مساندتهم للملكية، حيث قدم عشرات الإنجليز من مختلف مدن بريطانيا ونصبوا خيامهم الصغيرة وفرشوا أكياس نومهم لمشاهدة مراسم الزواج. الحكومة البريطانية صنعت العديد من الرافعات الكبيرة الخاصة بوقوف مئات المصورين أمام كنيسة ويست منيستر آبي وأمام قصر باكنغهام الملكي، ويوجد الكثير من حاملات الكاميرات منتشرة على طول خط سير مراسم الزواج من الكنيسة إلى القصر. الأرصفة المقابلة لكنيسة ويست منيستر آبي حيث مكان عقد القران، والشوارع والحدائق المحيطة بقصر باكنغهام الملكي امتلئت بعشرات الخيام الملونة المخصصة للرحلات حيث لا يقطنها سوى كبار السن المتقاعدين والمتحمسين لحضور الزواج، منهم من يلبس قمصانا تحمل صور العريسين أو صورة الأميرة ديانا، ومنهم من يرفع لافتات دعم مدينته البعيدة للملكية، والبعض الآخر يرتدي قبعات العلم البريطاني وقد أعياهم التعب والابتسامات من كثرة الحديث مع القنوات العالمية التي لم تترك أي مسافة خالية حول أماكن مراسم الزواج. الأعلام معلقة في شوارع لندن، وفي المحلات ومحطات القطارات والباصات، محلات الهدايا في جميع مدن بريطانيا امتلئت ومنذ عدة أشهر بأشكال متنوعة من الهدايا والتحف التي تحمل صور العريسين من صحون وأكواب وميداليات واكسسوارات وصور تذكارية وألعاب والكثير من المنتجات الأخرى، وقد لقيت رواجا لا بأس به. يقول أحد القادمين من شمال بريطانيا والذي أمضى ليلتين في خيمته البلاستيكية ل (عناوين): "ما زلت مثل أبي وجدي وجد جدي من محبي العائلة الملكية وسوف أناصرها ما بقيت حيا، وأنا وفيٌّ لها وجئت هنا لأثبت ولائي وحبي"، مشيرا بسبابته إلى صورة العروسين على صدره، بينما كتبت سائحة أخرى على السياج التي تنام تحته أنها مجنونة من كندا، لأنها تقطن الشارع المقابل للكنيسة بدون خيمة، وليس لديها سوى كيس نوم وبعض الكتب لقراءتها لحين موعد الزفاف. وقالت سائحة أميركية لصحيفة ايفنينغ ستاندارد اللندنية بأنها حجزت رحلتها الطويلة من وسط أميركا منذ اليوم الأول لإعلان الزواج، وقد وصلت هنا لوحدها حيث تركت زوجها وأولادها الثلاثة في أميركا، الكل يعتقد أنها مجنونة لسفرها وإقامتها في هذه الخيمة الصغيرة، إلا أنها سعيدة، وقالت أخرى قادمة من نيويورك بأنها تنام حاليا في خيمتها أمام الكنيسة وسوف تنتقل إلى الفندق يوم الزفاف. كثير من السياح القادمين لحضور الزواج رفعوا الأعلام الأمريكة والاسترالية والنيوزلندية بالرغم من أن هذه الدول غير ملكية إلا أنهم ما زالوا يرتبطون بعلاقة عاطفية وولاء لغوي وتاريخي لبريطانيا الامبراطورية.