طالب مجلس شورى تجمع الإصلاح (أكبر أحزاب المعارضة)، الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ب "التوقف عن الدعوة إلى الفتنة والتحريش بين أبناء الوطن"، في إشارة إلى اجتماعاته بالقبائل، فيما تستعد مدينة تعز، لما أطلق عليه جمعتا "البداية" لإسقاط صالح، و"المدد" له. ودعا شورى الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين) في ختام اجتماعه الخميس 17 فبراير 2011، "كافة الموطنين إلى توسيع النضال السلمي والاستمرار فيه حتى تلبية كافة المطالب"، ودان "استخدام العنف وإشاعة الفوضى والنعرات الطائفية والمناطقية التي يمارسها بلطجة الحزب الحاكم"، بحسب قولهم. وجدد في بيان صحفي -حصلت (عناوين) على نسخة منه- تضامنه مع "أبناء القوات المسلحة والأمن اللذين يتعرضون للظلم في الحقوق والرتب والرواتب"، و"مطالبة النظام بالكف عن إقحام هذه المؤسسة الوطنية في الحياة السياسية ومواجهة الفعاليات الجماهيرية السلمية". وفي الاتجاه ذاته، حيا الداعية عبدالمجيد الزنداني الثورتين المصرية والتونسية اللتين أطاحتا بنظامي البلدين، ووصفهما ب"شرف للأمة"، وأكد أنه "إذا لم يستجب الحزب الحاكم لإقامة وحدة وطنية والاتفاق على الضمانات، فعلى الشعب ان يخرج للتظاهر سلمياً للضغط عليه من أجل تقديم تلك الضمانات". وأوضح الزنداني في مؤتمر صحفي عقده اليوم أن "الشارع (اليمني) لم يعد يصدق ما يقوله الحزب الحاكم، إلا أن فرصة إعادة الثقة لا تزال مواتية إذا قام الحزب بإصلاحات حقيقية بشكل سريع". وأضاف "من واجب اليمنيين ان يخرجوا للشارع للتعبير عن آرائهم بمظاهرات سلمية دون عنف، ويجب على الأمن حماية هؤلاء المتظاهرين وعدم قمعهم ماداموا خرجوا لنصح الحاكم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وندد الشيخ الزنداني بقمع المتظاهرين المناهضين لنظام الرئيس صالح، وقال ان "القتل حرام على الجميع، ولا يجوز للحكومة ان تقتل الشعب وتستبده، والمتظاهرين لا يجوز لهم ان يقتلوا الجنود وينهبوا الممتلكات الخاصة والعامة". واتسعت اليوم مساحة الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاماً، واستمرت التظاهرات لليوم السابع منذ سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك في مدينتي صنعاء وتعز، وامتدت إلى مدن الجنوب والوسط والغرب في الحديدة على البحر الأحمر. ووقعت اشتباكات عنيفة بين مطالبين بسقوط النظام ورحيل صالح خرجوا من حرم جامعة صنعاء كانوا يحاولون الوصول إلى ميدان التحرير، ومؤيدين لصالح تصفهم المعارضة ب "بلاطجة الحزب الحاكم" وقالت مصادر ل (عناوين) ان عدد المصابين فاق 40 جريحاً أسعفتهم فرق طبية كانت ترافقهم وأعدتها المعارضة. وعلمت (عناوين) من مصادر موثوقة بمدينة تعز وسط اليمن، ان قيادات في الحزب الحاكم ونظام الرئيس صالح يحشدون المواطنين للمشاركة فيما أطلقوا عليه "جمعة المدد" وسيجتمعون غداً الجمعة في منطقة من القصر الرئاسي بمدينة تعز التي تتميز بكثافتها السكانية. ويأتي ذلك، في حين تحشد المعارضة في الطرف الآخر من المدينة ذاتها لإقامة جمعة البداية وصلاة الجمعة في منطقة صافر التي أطلق عليها ساحة التغيير منذ إجبار الشباب المطالبين بسقوط نظام صالح على إخلاء شارع التحرير ويرابطون فيها لليوم السابع على التوالي. يشار إلى أن أحزاب المعارضة وفي مقدمتها التجمع اليمني للإصلاح لم تخوض بصورة رسمية في الاحتجاجات المتسعة مساحتها حتى الآن ويشارك فيها منتسبو الأحزاب بصورة شخصية.