تصاعدت المواجهة بين السلطة والمعارضة في اليمن واستخدمت فيها مختلف الأوراق من الطرفين، وزاد سخونتها العلماء وقبلهم مشائخ القبائل، فيما تواصلت الاستقالات من الحزب الحاكم، وانتهت الثلاثاء 1 مارس 2011، باستقالة محافظ الحديدة من منصبه لرفضه إخراج مظاهرات للمطالبين برحيل نظام الرئيس صالح. وبعد يوم على ظهور الداعية المعروف عبد المجيد الزنداني – رئيس هيئة العلماء- في اجتماع للعلماء مع الرئيس علي عبدالله صالح، ظهر الزنداني (اليوم) الثلاثاء، في منصة ساحة التغيير بجامعة صنعاء ليعلن دعمه للشباب المعتصمين معتبراً ما يقومون به "جهاداً في سبيل الله". وخاطب الزنداني المعتصمين بالقول ان "من اعتدى على المواطنين وأمر بقتل المتظاهرين لا طاعة له"، واعتبرها اختراعا لوسيلة "جديدة وفعالة وسريعة غير مدمرة في تغيير الأنظمة التي بحثنا عن هذه الطريقة منذ 50 عاماً"، وحثهم على الاستمرار في الاعتصام حتى تتحقق مطالبهم". وفوجئ الشباب المعتصمون مساء أمس الاثنين بظهور الداعية محمد المؤيد الذي اعتقلته الولاياتالمتحدة لأكثر من 6 سنوات بتهمة دعم حركة حماس الفلسطينية، ويعلن تأييده للشباب ومطالبهم المؤكدة على سقوط نظام الرئيس صالح ورحيله. وفي اتجاه آخر، تواصلت الاستقالات المعلنة لقيادات محلية ومركزية في الحزب الحاكم ومشائخ قبائل ومجموعات قبلية ونقابات مهنية ومنظمات حقوقية وجمعيات متنوعة وانضمامهم للاعتصام وتأييدهم لمطالب المعتصمين. واتخذت القضية تتجه نحو تهديد النظام من داخله، حيث أعلن عن تقديم محافظ محافظة الحديدة أحمد سالم الجبلي، من منصبه، على "خلفية رفضه الدفع ب(بلاطجة) لقمع المظاهرات السلمية" للمطالبين برحيل صالح ونظامه. وخرجت اليوم مسيرة حاشدة لم تشهدها محافظة الحديدة غربي اليمن، من قبل تطالب برحيل صالح، وهي المحافظة التي يعتبرها صالح مغلقة لحزبه في كل انتخابات ولا تحصد المعارضة أو المستقلين فيها أي مقاعد برلمانية أو محلية. وذكرت المصادر أن نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي التقى اليوم بمحافظ الحديدة لبحث موضوع الاستقالة، التي جاءت بناءاً على توجيهات من الرئيس صالح. وقالت المصادر ل (عناوين) ان الرئيس صالح سيعلن خلال الساعات القادمة عن تعيين 5 محافظين في 5 محافظات رئيسية بينها تعز وحضرموت والحديدة وإقالة المحافظين السابقين الذين تولوا مناصبهم في أول انتخابات أجرتها اليمن على منصب المحافظ رغم وجود تنافس فيها في كثير من المحافظات. إلى ذلك، دان مجلس النواب اليمني ما وصفه "أحداث العنف ضد المتظاهرين في عدن وتعز وصنعاء"، داعيا الحكومة إلى "سرعة التحقيق فيها وإحالة الجناة للقضاء لمحاكمتهم وإنزال العقوبات الرادعة بحقهم". ووجه المجلس، في بيانه (اليوم)، (تقاطع المعارضة جلساته منذ 3 أسابيع)، الحكومة باعتبار ضحايا التظاهرات المطالبة برحيل النظام شهداء واجب، والاستجابة للمطالب المشروعة للشباب المعتصمين في الساحات العامة في عدد من محافظات الجمهورية. ودعا المجلس "الشباب لرفع الاعتصامات "التي من شأنها تأجيج الاحتقانات"، داعياً الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك المعارض إلى "تحيكم العقل والبصيرة وتحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه الوطن والابتعاد عن التمرس وراء الرؤى الحزبية والعودة للحوار على ضوء مبادرة الرئيس صالح". وشكل المجلس لجنة لتقصي الحقائق حول الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة عدن الأيام الماضية.