أصيب 25 شخصا على الأقل بجروح في اشتباكات اندلعت أمام جامعة صنعاء أمس، لليوم الخامس على التوالي بين متظاهرين مطالبين بسقوط النظام وآخرين مؤيدين للرئيس علي عبدالله صالح. وخرج حوالي ألفي متظاهر غالبيتهم من الطلاب من حرم الجامعة باتجاه ميدان التحرير القريب حيث مقر الحكومة، إلا أن مناصرين للنظام معتصمين أمام الجامعة قاموا بمهاجمتهم على الفور. وأفيد عن مقتل شخص في عدن خلال المواجهات. وحصلت مواجهات بالعصي والحجارة مما أسفر عن سقوط 25 جريحا على الأقل. وتدخلت القوى الأمنية المنتشرة في المكان مرارا وأطلقت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين. كما اتهم شهود عيان مناصري الرئيس باستخدام الرصاص الحي مع العلم أن السلاح منتشر بشكل كبير بين المواطنين اليمنيين. وردد الطلاب المتظاهرون بشكل مستمر "الشعب يريد إسقاط النظام". وما تزال المعارضة البرلمانية خارج التحركات الاحتجاجية منذ الثالث من فبراير تاريخ تنظيمها تظاهرة احتجاحية شارك فيها عشرات الآلاف. وقد وافقت المعارضة على استئناف الحوار مع الحزب الحاكم وتوقفت عن الدعوة للتظاهر، إلا أن معارضين من الطلاب وناشطي المجتمع المدني يستمرون في التظاهر بشكل يومي تقريبا. وفي مدينة تعز جنوب صنعاء، يعتصم الآلاف على تقاطع بين شارعين رئيسيين مطالبين "بإسقاط النظام". وكان المتظاهرون يعتصمون منذ أيام في ساحة بالمدينة، إلا أن قوات الأمن طردتهم منها فانتقلوا إلى التقاطع الذي باتوا يطلقون عليه اسم "ساحة الحرية". ودعا المتظاهرون إلى "يوم غضب" اليوم. وفي إب جنوب غرب صنعاء خرج مئات المتظاهرين مطالبين ب"اسقاط النظام"، بحسب شهود عيان. وفي جنوب البلاد، أعلن مسؤول أمني أن السلطات اعتقلت 20 شخصا على الأقل من المتظاهرين المطالبين بتغيير النظام الذين اشتبكوا مع القوى الأمنية في حي المنصورة بعدن مما أسفر عن سقوط قتيلين. ومن جانبه دعا رئيس جامعة الإيمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية متكافئة الحقائب السيادية تمهد خلال 6 أشهر لانتخابات نيابية ديموقراطية ونزيهة. كما دعا إلى سرعة اتفاق الحكم والمعارضة في هذا الوقت لتشكيل حكومة متكافئة الحقائب السيادية كأن تكون وزارة الدفاع للحزب الحاكم والداخلية للمعارضة حسب قوله. وأشار الزنداني في مؤتمر صحفي عقده بمنزله أمس إلى حق التعبير عن المطالب المشروعة، لكنه اشترط ضرورة أن يكون التعبير بعيدا عن الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة وعلى أرواح الناس. وقال "بدون الإخلال بالأمن فإن حق التعبير عن المطالب مكفول في الدستور الذي عده بمثابة عقد اجتماعي بين الشعب والسلطة". وقال إن الاعتصام والمظاهرات والمسيرات بمثابة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتكون واجبة إذا نادت بحقوق مشروعة وتلتزم السلمية ولا يجوز للشرطة أن تضرب من يعبر عن رأيه بالوسائل السلمية وعلى الحكومة أن تضمن حق عدم التعرض للمتظاهرين. وأوضح الزنداني أن "اليمن مخير بين أمرين أحدهما أن تفتح السجون وينتشر العنف باعتبار اليمن شعباً مسلحاً ناهيك عن أوضاعه المتدهورة في أنحاء متفرقة من الشرق والغرب، أو تشكيل حكومة وحدة وطنية سريعا".