شهد السوق الشعبي المصاحب لفعاليات مهرجان جائرة الملك عبد العزيز لمزاين الإبل الذي يقام هذه الأيام في أم رقيبة حضورا كثيفا من الزوار وهواة التصوير الذين توافدوا لمشاهدة واقتناء البضائع التراثية والبيع والشراء في "الإبل ".ويحتوى السوق الشعبي الذي يبلغ طوله حوالي 8 كيلو متر وبعرض 60 متر وتشرف عليه بلدية محافظة حفر الباطن على أكثر من 500 محلا تجاريا متنوع الأغراض , حيث يوجد به أماكن مخصصة لبيع الإبل ومحلات لبيع المواد الغذائية ومحلات لبيع الخيام وإيجارها , ومطاعم ومغاسل وأماكن حلاقة ومحلات خاصة بالملابس الشتوية والمفارش , بالإضافة إلى محلات لبيع الأواني المنزلية والتراثية المستوحاة من البيئة الصحراوية .ولم يقتصر السوق على المحلات التي تقدم حاجيات الإنسان بل توسع ليقدم حاجيات الإبل , حيث تم توفير محلات لبيع مكائن الحلاقة الخاصة بالإبل , وأدوات زينتها , ومحلات خاصة لبيع أعلافها . وتقوم بلدية محافظة حفر الباطن بجهود كبيرة من أجل الوقوف على تنظيم وتنسيق المحلات منذ بداية العمل في السوق الذي سبق موعد بداية المهرجان بشهرين , كما تقوم بالإشراف والمتابعة على المحلات التي وضعت للبائعين مجانا وبدون مقابل .ومنحت إدارة المهرجان البائعات من النساء مساحات مخصصة في السوق ليعرضن منتجاتهن من الصوف والأواني المنزلية والمأكولات الشعبية .تقول أم تركي "بائعة في السوق " ننتظر كل عام قدوم المهرجان بفارغ الصبر لنعرض منتجاتنا من الأقط والسمن والزبد والأكلات الشعبية التي نصنعها بمنازلنا ", مشيرة إلى أن المهرجان فرصة للنساء اللواتي يجيدن عمل الأكلات الشعبية والمنسوجات اليدوية لتسويق بضاعتهن فيه و لعرضها لرواد السوق .وبينت أن إقبال الزبائن للسوق هذا العام أكثر من الأعوام الماضية حيث جال الآف الزبائن من جميع مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي بين جنبات السوق خلال الأيام القليلة الماضية , مرجعة ذلك إلى مايضمه السوق من معروضات تراثية , ومنتجات مستخلصة من البيئة الصحراوية, والسمعة الحسنة التي نالها السوق خلال السنوات القليلة الماضية .في حين قال هادي الشبعان " أحد رواد السوق " أنه يأتي إلى السوق كل عام ليقتني المشغولات اليدوية المستوحاة من حياة البادية , مشيرا إلى أن تحول صحراء أم رقيبة إلى مدينة تراثية بكل المقاييس خلال فترة وجيزة , يدل على الجهود الكبيرة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة مؤسس مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل في المحافظة على هذا التراث الأصيل وسعيه الدائم إلى تطوير المهرجان بكل المقاييس .فيما قال عثمان محمد "بائع في السوق " " رواد السوق من كل الجنسيات ويأتون إلينا في كل عام , ويتواجدون بأعداد كبيرة يومي الأربعاء والخميس أما الأيام الباقية يكون تواجدهم بصورة أقل " , مشيرا إلى أن السوق الشعبي هذا العام حظي بجهود كبيرة في عملية التنظيم الذي يعكس المستوى الكبير للسياحة الصحراوية بحفر الباطن. ويرى فرحان بن محمد العايد " بائع في السوق "أن السوق الشعبي هذا العام شهد روادا كبيرا من الزوار وحركة البيع والشراء مستمره، وشملت جميع السلع بمختلف أنواعها وبأسعار مناسبة.فيما قال زميله خالد الباشا "إن السوق بدأ بحركة البيع والشراء منذ أيام عيد الأضحى بشكل طبيعي، وبما أن الطلبات ازدادت على المخيمات الصغيرة مع بدء المهرجان نقوم بزيادة السلع اليومية التي يحتاجها زوار المهرجان" . فيما أكد رئيس اللجان المنظمة لمهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل في أم رقيبة سلطان الرشيد أن القيمة الإجمالية للإبل المشاركة في المهرجان التي ستعرض في الحفل الختامي تقدر بمليار ونصف المليار ريال تقريبا , مشيراً إلى أن سعر الناقة الواحدة يتراوح بين 300 ألف إلى 400 ألف ريال . وقال انه سيتم عرض أكثر من 2700 ناقة وجمل في اليوم الأخير من المهرجان في ساحة العرض , مبينا أن مهرجان أم رقيبة أصبح أشهر مهرجان تجمع للإبل في العالم , كما اكد على القيمة الاقتصادية التي يوفرها المهرجان .وأوضح الرشيد أن حركة بيع وشراء الإبل في أم رقيبة دؤبة , والأسعار مختلفة بين فئة وأخرى , مفيدا أن ملاك الإبل المشاركين في الجائزة متجددين , وأن الجائزة مهيأة لمن ترشحه لجان التحكيم لنيلها , مؤكدا أنه لاوجود للنمطية في المهرجان .وعن الجهات الحكومية المشاركة في المهرجان قال الرشيد " إن هناك 17 جهة حكومية مشاركة في المهرجان , منذ بدايته، معبرا عن شكره لبلدية حفر الباطن على مساهمتها في تقديم خدماتها على مدار الساعة وتوفير الإمكانيات لإتمام المهرجان على أكمل وجه. المصدر - واس