ذكر ناطق باسم وزارة حقوق الإنسان العراقية، أن الوثائق التي كشفها موقع (ويكيليكس) الإلكتروني لم تشكل أي مفاجأة. وقال كامل الأمين المتحدث باسم الوزارة "إن التقرير لم يشكل أي مفاجأة، لأننا أشرنا إلى أمور كثيرة حدثت في العراق بينها ما وقع في سجن أبي غريب (...) وكثير من الحالات التي قامت بها القوات الأمريكية.. وبالنسبة لنا لم نفاجأ بمعلومات جديدة". وتابع "إن عدد القتلى الذي كشفت عنه الوثائق بلغ 109 آلاف منذ بداية الغزو في 2003 كان قريبا من الأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة العراقية". وأكد أن (حقوق الإنسان) لديها تثبيت لكثير من حالات القتل العمد في العراق، بينها حادثة بلاك ووتر، ومجزرة اغتيال العائلات في منطقة حديثة. وكان موقع ويكيليكس الإلكتروني wikileaks قد نشر، الجمعة 22 أكتوبر، نحو 400 ألف وثيقة أمريكية سرية عن حرب العراق بعضها يذكر بالتفصيل حالات بشعة من إساءة معاملة القوات العراقية لسجناء كانت الولاياتالمتحدة على علم بها، لكنها لم تجر تحقيقا فيها. وانتقدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) نشر الموقع للوثائق السرية، والذي يمثل أكبر خرق أمني من نوعه في التاريخ العسكري الأمريكي، والذي فاق بكثير نشر الموقع لأكثر من 70 ألفا من ملفات الحرب الأفغانية في يوليو الماضي. وقال مسؤولون أمريكيون إن تسريب الوثائق يعرِّض الجنود الأمريكيين للخطر، وحددت نحو 300 متعاون عراقي أصبحوا الآن في خطر. وقال جوليان أسانج مؤسس (ويكيليكس) إن الوثائق أظهرت أدلة على ارتكاب جرائم حرب، لكن البنتاجون رفض هذه الملفات بوصفها تقارير ميدانية "بمستوى الأرض" من حرب مؤرخة بشكل جيد ليس بها مفاجآت كبيرة. وقال جيف موريل المتحدث باسم البنتاجون "نشجب ويكيليكس لحضه الناس على خرق القانون وتسريب وثائق سرية واقتسام تلك المعلومات السرية مع العالم بشكل متعجرف". وتناولت ملفات الحرب العراقية أيضا أمورا أخرى من بينها المخاوف الأمريكية المعروفة بشكل جيد بشأن التدريب والدعم الإيراني لميليشيات عراقية. وقال (ويكيليكس) إن الوثائق التي تمتد من عام 2003 حتى عام 2009 عرضت بالتفصيل أيضا مقتل 66081 مدنيا في الحرب العراقية. وقال أسانج لقناة (الجزيرة) في التقرير الذي بثته الجمعة 22 أكتوبر: إن الوثائق قدمت مادة تكفي لإقامة 40 دعوى قضائية لجرائم قتل غير مشروع. وذكر (ويكيليكس) في بيان "توجد تقارير عن قتل مدنيين بشكل عشوائي عند نقاط تفتيش.. ولمعتقلين عراقيين يعذبون على يد قوات الائتلاف.. وعن جنود أمريكيين يفجرون مباني مدنية بالكامل بسبب وجود متمرد واحد مشتبه به على السطح". وعلى الرغم من أن المناقشات العامة الأمريكية لم تعد تتناول الصراع العراقي خلال السنوات الأخيرة، فإن الوثائق التي كشف عنها تهدِّد بإحياء ذكريات أصعب الأوقات في الحرب، ومن بينها فضيحة إساءة معاملة سجناء أبو غريب.