قررت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الابقاء على حصص الانتاج بدون تغيير خلال اجتماعها الخميس، 14 أكتوبر 2010، في فيينا الذي اعلنت بعده ان ايران ستتولى رئاسة الكارتل في 2011 للمرة الاولى منذ 36 عاما. وجاء في البيان الختامي للاجتماع ال157 لمنظمة اوبك ان "المؤتمر قرر الابقاء على حصص الانتاج الحالية" المحددة ب24,84 مليون برميل يوميا منذ الاول من كانون الثاني/يناير 2009. وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي ان لا تغيير في حصص الانتاج لان وضع السوق النفطية مرض. ولم يحمل هذا القرار الذي اتخذ للمرة السادسة على التوالي اي مفاجأة. فقد حصل شبه اجماع لدى الدول ال12 الاعضاء في المنظمة والتي تضخ نحو 40% من النفط العالمي على ان اسعار النفط الخام الحالية مناسبة. ويتراوح سعر برميل النفط منذ عام بين 70 و80 دولارا او اكثر بقليل كما حصل في الايام الماضية بفعل تراجع سعر صرف الدولار. ويتناسب هذا المستوى مع مصالح المنتجين والمستهلكين. وكان وزير النفط الاكوادوري ولسون باستور موريس اكد في افتتاح الاجتماع في مقر المنظمة في العاصمة النمساوية على وجوب "المحافظة" على هذا "الاستقرار النسبي". الا ان بعض الدول مثل ليبيا وفنزويلا، اعربت عن رغبتها في مزيد من الارتفاع لاسعار النفط. واعتبر رئيس الوفد الليبي الى اجتماع منظمة اوبك شكري غانم ان عوامل عدة باتت "اكثر فاكثر في غير صالح اوبك"، من بينها تراجع سعر صرف الدولار وارتفاع اسعار بعض المواد الاولية الغذائية. وقال ان "مردودنا الفعلي ينخفض لذا نرغب في سعر (للنفط) اكثر ارتفاعا الى حدود ال100 دولار". وستكون منظمة اوبك التي احتفلت لتوها بمرور خمسين عاما على تاسيسها وشددت الخميس على "المخاطر المستمرة" التي تتهدد الاقتصاد العالمي المتدهور، امام فرصة جديدة للبحث في هذا الملف في 11 كانون الاول/ديسمبر خلال اجتماع استثنائي في كيتو. والاكوادور التي تتولى رئاسة المنظمة هذا العام، ستسلم الرئاسة في 2011 الى ايران التي تواجه عقوبات دولية بسبب شكوك تحوم حول ملفها النووي المثير للجدل. وستكون هذه المرة الاولى التي تتراس فيها ايران الكارتل النفطي منذ 36 عاما. وكان الايرانيون طالبوا مرارا برئاسة المنظمة الا انهم لم ينجحوا في تحقيق غايتهم بسبب غياب التوافق على ذلك. كما حصل العراق على منصب نائب رئيس المنظمة. وسيراس هذان الجاران الكارتل النفطي في وقت يتنافس البلدان بشكل علني على المركز الثالث لجهة الانتاج النفطي في العالم في ظل اعادة تقييم لاحتياطات النفط الخام فيهما - وهي مسالة ستكون جوهرية عندما سيتوجب في المستقبل الطلب من العراق الذي تم اعفاؤها حتى اليوم من نظام الحصص، تقديم حصته في هذا المجال. مع ذلك، تعتبر رئاسة منظمة اوبك منصبا شرفيا لان القرارات تتخذ فيها بالاجماع برعاية شبه رسمية من السعودية، وهي الدولة الاولى في انتاج النفط ضمن هذه المنظمة وبفارق كبير عن باقي الدول. ولم يتطرق البيان الختامي للاجتماع الى الدعوات لاحترام الحصص التي اطلقها البعض في فيينا، خصوصا الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال الامين العام للمنظمة عبد الله البدري خلال مؤتمر صحافي "اننا لا نملك نسبة جيدة في ما يتعلق باحترام الحصص ونحاول معالجة ذلك". واضاف "يمكنني ان اؤكد لكم انه، في حال تدهور الوضع، ستتخذ منظمة اوبك قرارا ملموسا لاعادة استقرار السوق". وتراجع الالتزام بنظام الحصص تدريجيا، الى حد ان الدول ال11 التي تخضع لنظام الحصص لم تطبق الا بنسبة 54% في ايلول/سبتمبر التخفيضات على الانتاج الذي تعهدت به هي بالذات، بحسب وكالة الطاقة الدولية.