قررت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) سحب 520برميلاً من النفط يوميا من الاسواق للحد من تراجع اسعار الخام التي انخفضت لفترة قصيرة الى اقل من مئة دولار للبرميل في خطوة تشكل انتصارا "لصقور" الكارتل وخصوصاً ايران وضربة للسعودية. وقالت المنظمة في بيان نشر بعد الاجتماع العادي ال 149في فيينا حيث مقرها انها "قررت العودة الى حصص ايلول - سبتمبر 2007" اي ما يعادل " 28.8مليون برميل يوميا وبدون اندونيسيا" التي غادرت الكارتل.واضاف البيان ان الدول اعضاء في المنظمة "تعهدت احترام الحصص بدقة". والابقاء على الحصص بدون تغيير لا يشكل مفاجأة لكن الدعوة الى احترامها بدقة هو مفاجأة. واعترف رئيس المنظمة وزير النفط الجزائري شكيب خليل بان القرار الذي يطبق فورا، يعني عمليا "خفضا في الانتاج يعادل 520الف برميل يوميا" لان المنظمة تنتج اكثر من حصصها الرسمية. من جهته قال المتحدث باسم اوبك عمر فاروق ابراهيم ان المنظمة قررت العودة "الى الحصص التي كانت معتمدة في ايلول - سبتمبر 2007" خلال مهلة "اربعين يوما"، اي " 28.8مليون برميل يوميا باستثناء اندونيسيا" التي انسحبت من المنظمة. واوضح ان هذه الارقام تشمل انغولا والاكوادور اللتين لم تكونا بعد عضوين في ذلك التاريخ، مشددا على ان اعضاء اوبك "تعهدوا ان يحترموا بدقة حصص" ايلول - سبتمبر 2007.وقد اثر انخفاض اسعار النفط الثلاثاء الى اقل من مئة دولار على الارجح على قرار الكارتل وعزز حجج "الصقور" الذين يريدون خفض الانتاج للحد من انخفاض الاسعار. وكان سعر برميل البرنت النفط المرجعي لبحر الشمال تراجع الى اقل من مئة دولار الثلاثاء في لندن للمرة الاولى منذ الثاني من نيسان - ابريل وبلغ 99.3دولارا خلال الجلسة قبل ان يغلق على 100.34دولار. كما تراجع سعر برميل النفط الخفيف في نيويورك الى 103.26دولار. وبذلك تراجع سعر برميل النفط ثلاثين بالمئة عن السعر القياسي الذي سجله في 11تموز - يوليو الماضي وبلغ 147.50دولارا. في المقابل، يشكل القرار انتصارا للكتلة "المتشددة" في الكارتل التي تقودها ايران وفنزويلا التي اعلنت في بداية الاجتماع ان اوبك ستطلب من الدول الاعضاء التي تتجاوز السقف الرسمي المحدد لانتاجها النفطي الالتزام بهذه الحصة، وحققت بذلك مطلبها. والمفاجىء اكثر من ذلك ان محمد العليم وزير النفط في الكويت اكد "ضرورة التزام الدول دائما بحصص الانتاج". ولم تثر المبادرة التي قامت بها السعودية في حزيران - يونيو بزيادة انتاجها نصف مليون برميل يوميا وكذلك دعوتها الى اجتماع دولي مع البلدان المستهلكة وخارج رعاية اوبك، في محاولة لخفض الاسعار، ارتياح "صقور" المنظمة. وفي مواجهة اقتصاد عالمي هش، تريد اوبك تجنب سيناريو كارثي يشبه ما حدث في 1998عندما تراجعت اسعار النفط الى اقل من عشرة دولارات للبرميل الواحد في اوج الازمة الآسيوية. وقالت اوبك في بيانها ان "اسعار النفط تراجعت بشكل كبير في الاسابيع الاخيرة" وسط تباطؤ اقتصادي "ترجم بانخفاض في الطلب (...) وزيادة مخاطر انخفاض" اسعار النفط.وذهب الامين العام للمنظمة عبد الله البدري الى حد القول ان الولاياتالمتحدة التي لم تكف عن طلب النفط من حليفتها السعودية "يمكنها ان تأمر شركاتها ولكن ليس اوبك". وبلغ انتاج الدول ال 12التي تخضع لنظام الحصص في المنظمة - يستثني العراق حاليا - 29.67مليون برميل يوميا في تموز - يوليو الماضي. ورأت اوبك التي باتت تضم 12دولة انه من غير الضروري عقد اجتماع خلال ستة اسابيع كما اقترح عدد من الوزراء لكنها ستعقد اجتماعا استثنائيا في 17كانون الأول - ديسمبر في مدينة وهران الجزائرية. كما ستعقد اجتماعها العادي ال 150في 15آذار - مارس المقبل في فيينا. واخيرا اقرت المنظمة رسميا رحيل اندونيسيا التي لم تعد دولة مصدرة للنفط بل مستودرة لها.كما اختارت رئيسا جديدا لها هو وزير النفط الانغولي ديزيديريو دي غراسا فيريسيمو اي كاستا الذي سيتولى مهامه في الأول من كانون الثاني - يناير المقبل، خلفا للجزائري شكيب خليل.