قررت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) المرتاحة لظروف السوق النفطية الحالية، امس المحافظة على حجم انتاجها الحالي، ولفتت في الوقت نفسه الى انها ستسهر على قطع الطريق امام كل تدهور للاسعار في نهاية فصل الشتاء. واوضحت اوبك في بيانها الختامي «ان حصص الانتاج البالغة 28 مليون برميل في اليوم التي تبنتها المنظمة في حزيران/يونيو 2005 ستكون مناسبة (..) لتوازن السوق في الفصل الاول من هذا العام». وهكذا ستواصل اوبك التي تزود السوق العالمية بنسبة 40٪ من كميات النفط الاسود، انتاج حوالى 30 مليون برميل في اليوم اذا ما احتسبنا انتاج العراق (خارج نظام الحصص) والتجاوز الطفيف للحصص من قبل دول اخرى اعضاء في الكارتل النفطي. ولم يشكل هذا القرار مفاجأة اذ ان الوزراء انفسهم اعلنوه مرات عدة اثناء يومين من المشاورات سبقت الاجتماع. والظروف السائدة حاليا شبه مثالية للدول الاعضاء في منظمة اوبك التي تستفيد من عائدات نفطية قياسية في حين تنتج بكامل طاقتها تقريبا الى مستويات لم تشهدها منذ 25 عاما. واكدت اوبك ان مستويات الاسعار الحالية - اكثر من 60 دولارا للبرميل الاثنين في نيويورك - لا تسيء الى سلامة الاقتصاد. لكن من وجهة نظر الدول المستهلكة، فانها لا تزال مرتفعة جدا على الرغم من تراجعها منذ بلغت 70,85 دولارا للبرميل في نهاية اب/اغسطس. ورد الشيخ احمد الفهد الصباح رئيس المنظمة ووزير الطاقة الكويتي في مؤتمر صحافي ان اوبك تقوم بكل ما في وسعها للاسهام في استقرار السوق. واعتبر ان المشكلة تكمن في ان الاسعار لا تتطور وفقا للعرض والطلب. وقال الشيخ احمد «لقد قررنا عدم تجديد (طرح) مليوني برميل يوميا وسنضع حدا لذلك في 31 كانون الاول/ديسمبر كما سبق وان قررنا في ايلول/سبتمبر وكالعادة فان اوبك ستكون سعيدة بالمساعدة (على توازن) الاسواق في حال حصول نقص». من جهة اخرى اعلنت اوبك انها قررت التخلي عن قرارها طرح مليوني برميل اضافي يوميا عند الضرورة والذي كانت اتخذته في اجتماعها في فيينا في ايلول/سبتمبر الماضي لمواجهة اثار الاعصاري كاترينا وريتا. واوضحت اوبك في بيانها الختامي ان هذا العرض «لم تستخدمه السوق لانها تتمتع بامدادات كافية»، مؤكدة مرة اخرى عزمها على «الاحتفاظ بالاسعار عند مستويات معقولة بواسطة عرض مناسب». وقال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي قبيل الاجتماع «لم يطلب احد برميلا واحدا من المليوني برميل المعروضين ما يثبت انه لا توجد حاجة حقيقية لهذا النفط». غير ان المنظمة ابدت بعض القلق بشأن الوضع على المدى المتوسط وفي فترة ما بعد موسم الشتاء ما جعلها تقرر عقد اجتماع استثنائي في 31 كانون الثاني/يناير المقبل في فيينا ما يتيح لها تعديل موقفها قبل الاجتماع الوزاري العادي المقبل في الثامن من اذار/مارس في فيينا. وقال وزير الطاقة القطري عبد الله العطية «اذا اقتضى الامر سنخفض» الانتاج خلال اجتماع كانون الثاني/يناير. واضاف «كل الخيارات مطروحة على الطاولة وسنبحث خلال الربعين الثاني والثالث. هناك فائض (من النفط) والسوق متخمة بسبب وجود كميات تزيد كثيرا عن الحاجة». وفي العادة يؤدي ارتفاع درجات الحرارة في النصف الشمالي من الكرة الارضية الى انخفاض كبير في الطلب على الرغم من ان حجم الاستهلاك الصيني غير بشكل كبير المعطيات في العامين الماضيين. من جهة اخرى، دعت فنزويلا العضو في اوبك امس اثناء اجتماع المنظمة في الكويت الى ان يتبنى الكارتل النفطي نطاقا سعرا جديدا مرنا لمواجهة تطورات السوق. وقال وزير الطاقة الفنزويلي رافائيل راميريز للصحافين على هامش الاجتماع «يمكن ان ندعم هذه الفكرة (النطاق السعري الجديد) ما ان تتوافر دراسة تسمح بتحديد العناصر الجديدة في السوق للعمل لكي تكون دائمة». وقال جون هول المحلل في شركة جون هول وشركاه والموجود في الكويت «ستكون فرصة للقول انه ينبغي تصحيح مستوى الحصص للمحافظة على الاسعار كما هي». وارتفعت اسعار النفط امس دولارا واحدا على رغم قرار اوبك المحافظة على حصص الانتاج المرتفعة.