قال الأمير الدكتور المهندس فيصل بن عبد الله المشاري آل سعود مدير عام المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي: إن 2 في المائة فقط من كافة المتقدمين لاختبارات المركز حصلوا على نسب فاقت 90 في المائة، وأن 80 في المائة من هؤلاء هم غير سعوديين. وأضاف أن هذه النسبة تضع أمامنا أكثر من علامة استفهام، منها أن كل كل هؤلاء الطلبة، سعوديين وغير سعوديين، يدرسون المناهج نفسها ويتعلمون في المدارس نفسها، فلماذا حقق غير السعوديين نسبا عالية في اختبارات المركز لم يحققها السعوديون؟ وشرح الأمير فيصل المشاري، الذي كان يتحدث في (منتدى الجمعة) مساء الجمعة 8 أكتوبر 2010 في الرياض، أسباب ذلك بالقول: إن الطلبة غير السعوديين يشعرون بقدر عالٍ من التحدي يدفعهم إلى الجد والمثابرة، وبالتالي التفوق، فيما لا يستشعر الطالب السعودي بشيء من التحدي، لأن كل شيء مهيّأ له، يضاف إلى ذلك التقصير في المتابعة من المنزل وأولياء الأمور. وأضاف أن المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي أنشئ قبل قرابة تسع سنوات، ولديه اليوم 150 مركز اختبار على مستوى السعودية، كما يتعاون معه آلاف المراقبين والمشرفين. وأبان أن المركز أنشئ في الأصل لقياس وتقويم مستوى طلبة الثانوية الذين يرغبون في الالتحاق بالجامعات، غير أن مهمته لم تعد مقتصرة على هذا النوع من الاختبارات، بل صار يجري اختبارات للمعلمين الجدد، والطلبة الراغبين في الالتحاق بالكليات العسكرية والراغبين في الابتعاث، كما صارت كبريات الشركات مثل (سابك) و(أرامكو) تطلب اختبارات للطلبة الذين تستقطبهم للابتعاث على حسابها، وفي المستقبل القريب سيكون هناك اختبارات للمرشدين السياحيين، وأخرى لغير الناطقين باللغة العربية. وأفاد بأن المركز أجرى استبيانا لمستوى رضا المتعاملين معه، فوجد أن 71 في المائة من المعلمين اتخذوا موقفا إيجابيا من اختبارات المركز، فيما حمل 57 في المائة من الطلبة مواقف إيجابية عن المركز واختباراته. وقال إن المركز صار يقدم اختبارات قياس وتقويم في جامعة البحرين. وأضاف أن الجامعات في السعودية تقبل 80 في المائة من خريجي الثانوية العامة، مؤكدا أنه لا يوجد في العالم جامعات تقبل مثل هذه النسبة من خريجي الثانوية، بل إن في دول مثل بريطانيا لا يقبل في الجامعات سوى 15 إلى 20 في المائة من خريجي الثانوية العامة. وبشأن عدم سعي المركز إلى تحديد ميول الطالب في أي تخصص يصلح له، أفاد بأنه على المستوى العالمي مقاييس الميول ليست دقيقة، بل هي استرشادية، مشيرا إلى أن المركز يعمل في هذا الاتجاه بهدف مساعدة الطالب على تحديد ميوله، لكن في كل الأحوال لا يمكن الاعتماد على مقاييس تحديد الميول، مؤكدا أن الأهم أن ينجح الطالب في التخصص الذي اختاره. وتابع أن المركز كان ولا يزال يوصي بإلغاء مساري التعليم في الثانوية العامة (علمي، وأدبي)، وجعله مسارا واحدا. وبشأن المقابل المالي الذي يتقاضاه المركز من كل متقدم للاختبارات، أفاد الأمير فيصل المشاري بأنه ليس هناك رابط بين مجانية التعليم والمقابل الذي يأخذه المركز، مؤكدا أن المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي هيئة مستقلة لا تتبع أي جهة يرأس مجلس إدارتها وزير التعليم العالي وتقوم على إيراداتها المستقلة، كما أن المركز ليس له ميزانية ولا وظائف خدمة مدنية. وبشأن مستوى المعلمين وأثره في مستويات الطلبة، أعطى الأمير فيصل المشاري نموذجا على اختبارات المركز للمعلمين، مبينا أن 10 في المائة من معلمي الرياضيات لم يجيبوا عن أسئلة بسيطة جدا في التفاضل والتكامل، متسائلا: كيف سيدِّرس هؤلاء مادة التفاضل والتكامل للطلبة!؟ ونفى الأمير الدكتور فيصل المشاري وجود تباين أو اختلاف في اختبارات المراكز، مبينا أن الفرق في النتائج يأتي من أشياء أخرى، مثل أن يدخل الطالب الاختبارات للمرة الأولى، أو لم يكن قد درب نفسه على مثل هذا النوع من الاختبارات. وقال: "نحن ضد إنشاء مراكز خاصة للتدريب على اختبارات المركز"، مشيرا إلى أن المركز يتفاوض حاليا مع شركات لإيجاد تدريب ذاتي على اختبارات المركز عبر موقعه الإلكتروني. وبشأن (رخصة المعلم) أفاد بأنها تدخل ضمن اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم، متمنيا أن ترى هذه الرخصة الضوء قريبا، مفيدا بأن الرخصة ستكون بنظام التجديد كل فترة يتم الاتفاق عليه فيما بعد، كما أن اختبارات الحصول على رخصة معلم لن تقتصر على الجانب التعليمي، بل ستشمل مهارات كثيرة لا بد من أن تتوافر لدى المعلم حتى يحصل عليها، مؤكدا أن المركز من جانبه مستعد من الآن لإجراء اختبارات (رخصة المعلم).