كشف الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري مدير المركز الوطني للقياس والتقويم أن المركز رصد 50 حالة انتحال عن شخصية خلال العام الماضي من بين المتقدمين لاختبارات قياس بعد أن كانت حالات الانتحال تبلغ 200 حالة فيما سبق من أعوام. وأكد الأمير المشاري في منتدى معتوق شلبي الأسبوعي البارحة الأولى في الرياض أن المركز ليس لديه توجه لمنح تراخيص للمراكز الأهلية لتقديم الاختبارات، مبينا أن 2 في المائة فقط من المتقدمين حصلوا على درجة 90 من 100، نسبة السعوديين منهم 20 في المائة فقط. واعتبر مدير المركز الوطني للقياس والتقويم أمام حضور المنتدى في الرياض أن 35 في المائة من موارد الجامعات تهدر بسبب تسرب الطلاب ورسوبهم خصوصا في السنة الأولى وهي نسبة كبيرة جدا مقارنة بالنسبة العالمية. وكشف الأمير المشاري عن أن المركز الوطني للقياس والتقويم يعمل مع مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهبة والإبداع بغية إعداد اختبارات لقياس قدرات طلاب الصف الثالث والسادس الابتدائي والثالث المتوسط الإبداعية، كما يعمل المركز على إعداد اختبارات لمعرفة الميول المهنية لخريجي المرحلة المتوسطة والثانوية لتقديمه لصندوق تنمية الموارد البشرية. وأكد مدير المركز الوطني للقياس والتقويم أن اختبارات القياس كشفت عن تدني مستوى الطلاب بسبب المعلمين والطلاب أنفسهم وليس بسبب المناهج أوالمباني والتجهيزات المدرسية، مبينا أن بعض المدارس التقليدية في المملكة حصد طلابها درجات عالية في اختبار القدرات. وشن المشاري هجوما على بعض المدارس التي تختصر المقررات الدراسية وإعادتها الاختبار أكثر من مرة رغبة منها في حصول الطالب على الدرجة التي يريد، مستشهدا بإخفاق طالب في اختبار القياس مرتين وهو الذي حصل على نسبة 97 في المائة في الثانوية العامة وعندما لم يتمكن من تجاوزه تقدم لي بخطاب لاستثنائه ومنحه فرصة جديدة لإعادة الاختبار كتب فيه البسملة خطأ بالإضافة لاحتواء خطابه المقدم على أخطاء إملائية. وأبدى مدير المركز الوطني للقياس والتقويم استغرابه من مستويات الطلاب مستدلا بأن مسألة بسيطة في التكامل في الرياضيات وإحدى الأساسيات لم يجاوب عليها إلا 10 في المائة من الطلاب، مؤكدا أن اختبارات قياس وضعت علامة استفهام أمام تعليمنا خصوصا أن متوسط الدرجات للجميع 65 من 100. ودافع مدير المركز الوطني للقياس والتقويم عن المركز وعالمية أسئلته وأنه يحظى باهتمام عالمي وإشادة دولية ما جعل بعض الدول إلى استنساخ الفكرة وتطبيقها على طلابها. وذكر المشاري أن 29 في المائة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات موقفهم سلبي من اختبار القدرات بالإضافة إلى أن 43 في المائة من الطلاب لهم نفس الموقف. وأوضح مدير المركز الوطني للقياس والتقويم أن المركز توصل لقناعة بضرورة إلغاء القسم الأدبي من المرحلة الثانوية نظرا لتدني مستوى خريجيه. وقال في رده على إحدى المداخلات حول قبول طالب متفوق بقسم النحو، إننا اليوم نحتاج طلابا وخريجين متفوقين في النحو والرياضيات والتربية والعلوم. وأكد المشاري أكثر من مرة خلال المنتدى أن المركز يقيس القدرات الآن وسيعمل على قياس الميول مستقبلا. وحول الرسوم المفروضة على الطلاب الخاضعين للاختبارات البالغة 100 ريال أوضح مدير المركز الوطني للقياس والتقويم أن المبلغ ليس رسوما وإنما هو مقابل خدمة تقدم. مشيرا إلى أن المركز ليس له ميزانية مخصصة بل يعتمد على موارده الذاتية بالإضافة إلى الدعم الذي يلقاه من وزارة التعليم العالي وهي لا تتجاوز 3 في المائة من ميزانيته كما أن المركز ليس له وظائف حكومية ويعتمد على المتعاونين في تسيير أموره. حذف عبارات التحيز المناطقية من الاختبار وأبان المشاري أن أسئلة الاختبارات تعد بطريقة عادلة وتحذف منها أية فقرة تدل على التحيز لمنطقة دون أخرى. وعن موعد تقديم اختبارات رخصة مزاولة مهنة التعليم قال المشاري ل «عكاظ»، نحن مستعدون وننتظر وزارة التربية والتعليم، موضحا أن الدرجة المحددة لاجتياز المعلمين هي 50 من 100 وسيعقد اختبار للمتقدمين من خريجي كليات المعلمين في شهر ذي الحجة المقبل ممن لم يتم تعيينهم خلال الفترة الماضية ومن لم يجتز الاختبار فسيفقد التعيين المباشر المتاح لهم الآن.