أجمع مراقبون بالقاهرة السبت 20 /2 /2010 أن عودة المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، للمرة الأولى بعد انتهاء مهمته الدولية، لم تكن فرصة لجمع المعارضة المصرية بقدر ما كان اختباراً أظهر انقسامها.. فقد غاب تيار (الإخوان المسلمين) ، وزعيم حزب الغد أيمن نور، ومجموعات أخرى عن الاستقبال الذي جرى مساء الجمعة 19 /2 /2010 في مطار القاهرة الدولي. وقال أحمد عبدالجواد، المنسق الإعلامي لرئيس حزب الغد المعارض، أيمن نور، ل (CNN العربية)، إن غياب الأخير عن الحدث جاء بسبب "انشغاله في مؤتمر معد سلفاً". وقال عبد الجواد إن نور كان صاحب أول تعليق يرحب بترشيح البرادعي للرئاسة، وإن كان قد لفت إلى صعوبة نجاحه في المعركة الانتخابية. وقال إنه "مع اعتبار البرادعي المرشح المتفق عليه للمعارضة عارضاً الانسحاب لمصلحته إن ترشح عن حزب الغد". وذكر عبد الجواد أن نور واصل الترحيب بالبرادعي حتى بعد رفضه الترشح عن (الغد) واتخاذه قرار السير بالترشيح المنفرد، وذلك من باب تأكيد حق كل مصري في خوض معركة الرئاسة، "ولكن ذلك لا يعني أننا نؤيده، خاصة بعد أن أعلن الحزب دعم نور لخوض الانتخابات". ورفض عبد الجواد القول بانقسام المعارضة المصرية بعد عودة البرادعي، مشيراً إلى أن غياب أيمن نور عن المطار عوّضه حضور كثير من مناصري "حزب الغد". وفي الوقت الذي أفردت فيه الصحف ووسائل الإعلام الخاصة والمستقلة صدر صفحاتها لتغطية عودة البرادعي، اكتفت وكالة (الشرق الأوسط) الرسمية المصرية بتغطية الخبر عبر القول إن المسؤول الدولي السابق "وصل إلى القاهرة قادماً من فيينا بعد انتهاء فترة عمله بالوكالة التي استمرت 12 عاما". وأضافت الوكالة أن البرادعي "حاصل على نوبل للسلام عام 2005، وقد كان الرئيس حسني مبارك قد منحه (قلادة النيل) تقديرا لجهوده خلال فترة عمله بالوكالة الدولية للطاقة الذرية". وشهدت أروقة المطار حصول وفود من تيارات سياسية متعددة، أبرزها (شباب 6 أبريل) و(الحملة المستقلة لدعم البرادعي) و(وفديون ضد التوريث) و(الحزب الدستوري الحر). من جانبها، أصدرت حركة (كفاية) بياناً يتعلق بعودة البرادعي، طلبت عبره من المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية "الاستقرار في مصر والبدء بكفاح جدي من أجل كسب حرية مصر والمصريين". ولم تتخل الحركة بشكل كامل عن تشكيكها بالبرادعي، فقالت إنها "ترحب بالتطور الراديكالي في موقفه وتبنيه المطالب الديمقراطية للشعب المصري، وإعلانه أنه مستعد للتحرك مع الناس لتغيير الدستور، وتتطلع لإدارة حوار صريح معه لاستيضاح موقفه من قضايا وطنية واجتماعية جوهرية تتصل بأولويات التغيير، وبيان مدى استعداده للتفاعل مع خطة (كفاية) لإنهاء النظام غير الشرعي القائم بأساليب المقاومة المدنية والعصيان السلمي". أما الإخوان، فاكتفى موقعهم الرسمي بالإشارة المقتضبة لعودة البرادعي، في حين قال النائب محمد البلتاجي، أمين العلاقات بالكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، إن ما قام به البرادعي بإلقاء حجر في المياه الراكدة في الحياة السياسية "هو فرصة نادرة في التوحد بين الجميع". وقال البلتاجي، وهو مشارك في الحملة المصرية ضد التوريث، المعارضة لوصول جمال مبارك، نجل الرئيس المصري إلى السلطة: "إن الحملة قد نسقت لاستقبال البرادعي بمجموعة شخصيات رمزية موفدة منها، ليس لتأييده أو دعمه، ولكن لأنه قامة مصرية يجب احترامها". وكانت أجهزة الأمن في المطار قد قامت بتأجيل خروج البرادعي حتى يتم تنظيم مستقبليه، وذلك بعدما هبطت طائرته إلى مطار القاهرة في الساعة الخامسة والنصف بعد تأخرها عن ميعاد وصولها لما يزيد على ساعتين بينما احتشد ما يزيد على ألفي مواطن وناشط سياسي ومثقف وفنان في مطار القاهرة بانتظار خروج الدكتور محمد البرادعي من صالة الوصول. وظهر بين المستقبلين كل من: الإعلامي حمدي قنديل، والكاتب والروائي د. علاء الأسواني، والفنان خالد أبو النجا، ومعهم جورج إسحق القيادي في حركة كفاية ود. عبد الجليل مصطفى المنسق العام السابق لحركة كفاية، والشاعر عبد الرحمن يوسف المنسق العام لحملة تأييد البرادعي، إضافة إلى د. حسن نافعة ود. محمد أبو الغار ود. سالم سلام والسفير ناجي الغطريفي، وممدوح قناوي رئيس حزب الدستوري الحر، وعضو نقابة الصحفيين محمد عبد القدوس. وقد وصلت وفود من المحافظات، مثل البحيرة والدقهلية.