قال المعارض المصري البارز سعد الدين ابراهيم انه يؤيد ترشح جمال الابن الاصغر للرئيس حسني مبارك لرئاسة البلاد بشرط أن تجرى انتخابات رئاسية نزيهة تحت اشراف دولي لكن خطوته أغضبت معارضين قالوا انها تقوض دعوتهم للتغيير السياسي. وتجرى انتخابات الرئاسة العام المقبل ولم يقل مبارك (82 عاما) الذي يحكم مصر منذ عام 1981 ان كان سيرشح نفسه لفترة رئاسة سادسة. وخلال الاسابيع الماضية أطلق مؤيدون لجمال مبارك (46 عاما) دعوات لترشحه اذا كان والده غير راغب في الترشح. ونقلت صحيفة المصري اليوم المستقلة يوم الاثنين عن ابراهيم الذي عاد من الخارج قبل أسابيع القول انه وقع على بيان وزعه أنصار جمال مبارك يؤيد ترشحه للرئاسة. وأضاف أنه مع حق كل مصري في الترشح للرئاسة وأنه لهذا السبب وقع من قبل على بيان الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يطالب باصلاح سياسي. وكان البرادعي (67 عاما) أصدر بعد عودته الى مصر في فبراير شباط بيانا تضمن سبعة مطالب قال انه سيرشح نفسه للمنصب اذا تحققت من بينها تعديلات دستورية تلغي قيودا على ترشح المستقلين للمنصب وتتيح رقابة قضائية كاملة على الاقتراع وفرز الاصوات. ويعارض ابراهيم بشدة "توريث" الحكم لجمال الذي يشغل منصب الامين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. لكن توقيع ابراهيم الذي سجن من قبل ثلاث سنوات على بيان يؤيد ترشح جمال مبارك يبرز انقسامات المعارضة التي يقول محللون ان وحدتها ضرورية لاقناع الجماهير بالوقوف الى جانب مطالب التغيير قبل انتخابات الرئاسة المقبلة. كما ان ابراهيم شدد على "حق كل شخص يرغب في الترشح للرئاسة وفقا لانتخابات حرة نزيهة تحت اشراف دولي ومحلي." ونقلت قوله "في حال انتخاب جمال مبارك رئيسا للجمهورية في انتخابات نزيهة وحرة لن يكون هذا توريثا." لكن المعارض البارز حسن نافعة قال لرويترز "اما أنه تعب من سنوات النفى في الخارج بعد قمع الدولة له أو أن هناك صفقة مع الحكومة قبلها ليتجنب المزيد من المضايقات." وقالت المعارضة البارزة كريمة الحفناوي "لو كان معارضا حقيقيا ما أيد جمال أبدا... جمال من الحزب الحاكم وليس هناك انتخابات نزيهة في مصر وبالتالي فان الكفة تميل لمصلحة جمال." ويقول معارضون ومحللون ان الرئيس المصري أجرى تعديلات دستورية عامي 2005 و2007 أتاحت للحزب الوطني الفرصة لشغل منصب رئيس الدولة في الوقت الذي لا يوجد فيه منافسون أقوياء محتملون من الاحزاب الاخرى. وفرضت التعديلات قيودا تجعل من الصعب ترشح مستقلين مثل البرادعي وأعضاء جماعة الاخوان المسلمين المعارضة. وقالت جماعة الاخوان انها لم تطالع البيان الذي وقع عليه ابراهيم مضيفة أن من حق الجميع الترشح في انتخابات حرة. لكن عضو الجماعة محمد البلتاجي قال "تأييد ترشح جمال يعني القبول بالعيوب الموجودة في الدستور." وينفي الحزب الوطني أنه وراء حملة جمع التوقيعات المؤيدة لترشح جمال مبارك الذي انتشرت صوره على الجدران في الاحياء الفقيرة في القاهرة ومدن مصرية أخرى. وقالت باربره زوجة ابراهيم انه وقع على بيان تأييد لترشح جمال مبارك يوم الاحد قبل أن يسافر الى الولاياتالمتحدة. وقال أحمد شقيق ابراهيم "منطقه أنه أيد حق البرادعي و(المعارض البارز) أيمن نور في خوض الانتخابات ما دامت حرة ونزيهة. وهو الان يؤيد جمال ما دام يخوض الانتخابات عبر القنوات الصحيحة." لكن صحيفة المصري اليوم وصفت توقيع ابراهيم بأنه "مفاجأة". وعاش ابراهيم الذي يحمل الجنسية الامريكية أيضا في الخارج منذ عام 2007 لتجنب احتمال سجنه في مصر. وصدر عليه عام 2008 حكم غيابي بالسجن لمدة عامين في قضية أقامها محاميان مؤيدان للحزب الوطني اتهماه فيها بالاضرار بسمعة مصر وهو حكم ألغته محكمة استئنافية قالت ان هذه التهم يمكن أن توجهها النيابة العامة وليس الافراد. وكانت تلك القضية واحدة من عدة قضايا أقامها ضده ساسة وغيرهم بعضهم مقربون من السلطات المصرية.