من قرية صغيرة، وبعدد محدود من السكان، ولكن بقيمة سياسية عالية، وتاريخ بهي، أصبحت مدينة الرياض إحدى أكبر العواصم العربية مساحة وسكاناً، وأجملها عمراناً ونمط حياة، وجاءت المشروعات الأخيرة لتتزين ويكتمل جمالها بها، في تغيير متسارع، وتجديد في نمط الحياة. * * وكل الذين كانوا يراهنون، على أن الرياض ستبقى سجينة ومكبلة بكل عوامل الإحباط، وعدم القدرة على التغيير، خسروا الرهان، ووجدوا أنفسهم أمام تطورات متسارعة وغير مسبوقة في أي من عواصم العالم، من حيث التجديد، والإضافات، والابتكارات، والتخطيط المدروس لجعل الرياض العاصمة الأكثر إثارة في تطورها، والأميز في التحسينات التي تلامس كل مرافق الحياة فيها. * * وعند النظر إلى الصور والفيديوهات القديمة لمباني الرياض، وأسواقها وشوارعها، وحركة الحياة فيها، نجد أنها لا توحي بأن الرياض في وضعها الحالي المتطور كانت هكذا قبل بضع سنوات، فقد تحولت إلى مدينة لا تنام، وحركة نشاط لا يتوقف، وتنمية لا حدود لها، واقتصاد قوي، وسعة في مساحتها، وزيادة في عدد سكانها، بأكثر مما كان يقدره الخبراء. * * والذين يعتقدون أنها بلغت المنتهى في كل برامج التطوير والتحسين، وأن العمل سوف يتوقف في إحداث المزيد من البناء، فإن هؤلاء ينسون أو لا يحسنون الأخذ بمعادلة المقارنة بين ما كانت عليه، وما هي عليه الآن، وبالتالي لن يقودهم تفكيرهم إلى قراءة المستقبل بعيده وقريبه بشكل صحيح، لتكون المفاجأة المتكررة أمامهم حاضرة مع كل لمسة جمال تخترق أحياء وشوارع المدينة، وتغير من معالمها وشخصيتها. * * لاحظوا أن المشروعات الجديدة بتكاليف قُدرت بأكثر من ثمانين مليار ريال ركزت على ما كانت تفتقده عاصمة المملكة، وعلى ما كان ضمن متطلبات سكانها، فكان الاهتمام بالبيئة، والثقافة، والرياضة، والفن، وغيرها، ضمن منظومة الأفكار الخلاقة التي تتحدث هذه المنجزات الجديدة عنها، بتفاصيل جذابة، ومغرية، ومحفزة، للعمل والسكن بالرياض، دون أن يشعر المواطن والمقيم بالملل، أو الفراغ القاتل. * * وبهذه المشروعات تكون الرياض قد جددت حيويتها ونشاطها وشبابها، وزاوجت بين الترفيه والعمل، وبما تحتاجه المدينة وسكانها في كل منها، ضمن سياسة التطوير التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بتوجيه ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ما يعني أننا أمام مستقبل مزهر لعاصمتنا، وأن هناك أفكارا أخرى قادمة، ستجعل من الرياض عاصمة مكتملة النمو بكل مقومات الحياة. * * إذًا لا تستغربوا، عندما نقول إن الرياض أصبحت على أبواب منظومة المدن المصنفة مدنًا جميلة ومريحة وجاذبة، مع تنفيذ هذه المشروعات، وإن هذه المليارات حين تنفق على إتمام منجز باذخ كهذا، فما ذلك إلا لأن القيادة تريد أن تكون عاصمة البلاد درة بين العواصم العالمية. خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة)