ابتداءً لاأظن أنني سأضيف شيئاً إلى ماكتبه ويكتبه الأدباء والمثقفون والإعلاميون عن علاقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالرياض ،هذه العلاقة التي يصعب وربما يستحيل وصفها أو اختزالها بكلمات إنشائية ، فسيرة الرياضالمدينة هي جزء من سيرة الأمير سلمان الإنسان والقائد والإداري ، وقد لا اتجاوز الحقيقة إذا قلت بأن طريقة وأسلوب الأمير سلمان في الإدارة والتنمية هي نمط متميز يصلح أن يكون نظرية مستقلة بذاتها في الإدارة المحلية ، وكم تساءلت بيني وبين نفسي عن دور أقسام الإدارة العامة في جامعاتنا في العمل على تدوين ودراسة وتقصي جوانب هذه التجربة الإدارية التنموية الثرية التي قادها ويقودها الأمير سلمان باقتدار وتميز منذ خمسين عاماً ..هذه التجربة الإدارية التي تتجاوز قيود البيروقراطية ورتابة الروتين إلى آفاق الإبداع والانجاز والتنمية ، فالرياض الذي يسجل ارشفيها المصور بتاريخه القريب نموذجاً للتجمعات السكنية النجدية البسيطة والصغيرة أصبحت الآن نموذجاً للمدن العصرية الراقية ، ورغم أن الرياض تحولت إلى مركز جذب واستقطاب للكثير من أبناء المملكة ما جعلها تسجل نموا سكانياً عالياً شكل ضغطا على بنيتها التحتية إلا أنها حافظت على طريقتها في النمو والبناء والتطوير ، ولم يعد من باب التباهي أو التفاخر القول بأن الرياض أصبحت الآن مجالاً للمقارنة بعواصم عالمية عريقة ، وإذا أضفنا إلى المنجزات القائمة في الرياض الآن الإنشاءات الجديدة من نوع مركز الملك عبدالله المالي وأوقاف جامعة الملك سعود وجامعة الأميرة نورة وعشرات من المباني التابعة للقطاع الخاص أدركنا أن وجه الرياض سيزداد جمالاً ورونقاً وجاذبية في السنوات القليلة القادمة ، ناهيك عن التطوير والتغيير والتجديد الذي تشهده المدينة في منظومة بنيتها التحتية من الجسور والأنفاق والطرقات ، والذي يُقدّر له ويطلع على المشاريع والمخططات المستقبلية التي تدور أضابيرها مابين مكتب الأمير سلمان والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض يدرك كم هي موعودة هذه المدينة بالمزيد من التنمية والنماء والبناء ، والجميل أن هذه الانجازات الفريدة لم تقتصر على البنية التحتية من الإنشاءات المعمارية فحسب وإنما امتدت لتشمل البنية التحتية في شبكة الاتصالات والشبكة الالكترونية ومواقع المعرفة ، ما يرشح أحياء الرياض إلى استحقاق صفة المدن الذكية ومناطق التقنية والمعرفة بكل جدارة . إن تفضل وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بافتتاح مبنى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الجديد في قلب الرياض إنما هو جزء من تلك العلاقة التي تربط سلمان بالرياض ، أو هو جزء من رؤية وتخطيط الأمير سلمان لهذه المدينة النابضة بالحركة والبناء والحياة ، كما أن هذا المبنى الذي تفتخر المؤسسة بمنسوبيها بإنجازه يضاف إلى عشرات وربما مئات المباني التي افتتحها الأمير سلمان بن عبدالعزيز في هذه المدينة مُدوناً بذلك ملحمة أو قصة من العطاء والتمازج بين الإنسان والمكان ، إن فرحنا نحن منسوبي المؤسسة بافتتاح هذا المبنى إنما هو امتداد لأفراحنا وبهجتنا في التطور والنمو الذي تشهده الرياض وهو أيضا فرح يشاركنا فيه كافة أبناء هذا الوطن الذين يعتبرون الرياض مدينتهم ومركز تجمعهم . إن فرادة تجربة الأمير سلمان بن عبدالعزيز في الإدارة المحلية والتنموية بتقاطعاتها المختلفة وجوانبها المتعددة الإنسانية والإدارية والتنموية لا تحتمل التأخير في التسجيل والتوثيق فهذا النوع من التجارب ينبغي أن يكون مطروحاً للشباب والقيادات الناشئة للإفادة من أبعاده المختلفة .. فهل يحق لي التساؤل والقول : من يكتب تجربة الأمير سلمان في الإدارة التنموية ؟ * نائب محافظ المؤسسة للخدمات المساندة