جولة عربية مهمة يقوم بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بدأها بالحليف والشقيق الأقرب الإمارات، التي استقبلته استقبالا شعبيا ورسميا وكأنه يزورها للمرة الأولى، ومرت بالبحرين وهي من الأشقاء الأكثر حبا وإخلاصا للمملكة، حيث كان في مقدمة مستقبليه الملك حمد بن عيسى، وسط حفاوة رسمية وشعبية، وتلتها مصر العروبة، التي خرج شعبها في الميادين والشوارع مرحبا بالأمير الشاب ومهندس رؤية الإصلاح في بلاده، التي يرغب في تمريرها إلى كل الدول العربية ودول الشرق الأوسط، أملا في أن تسهم في تحقيق حلمه الذي كرره مرارا، ألا وهو جعل المنطقة "أوروبا جديدة"، وينتظر أن يكون ولي العهد قد وصل البارحة إلى تونس في محطته الرابعة في جولته العربية. الجولة العربية التي يقوم بها ولي العهد حاليا تعكس حرص السعودية على لم شمل العرب وتوحيد كلمتهم، وشد روابط التضامن بين الدول الشقيقة وتحقيق الآمال التي ترجوها الشعوب العربية والإسلامية أيضا، وتسعى إلى تطويق الخلافات التي تشق الصف العربي. والسعودية قادرة بلا شك على صناعة هذا الأمر، فهي عاصمة القرار العربي والدولة ذات التأثير الكبير على مستوى المنطقة والعالم أيضا. أيضا الزيارة تحمل أبعادا أشمل، فبعض محطاتها يسبق انطلاق قمة العشرين وهي القمة الأهم في العالم، حيث تجمع كبريات الدول التي تستحوذ على نحو 90 في المائة من حجم الاقتصاد العالمي، وينتظر أن تنقل السعودية هموم الدول العربية ونقل أصواتهم عبر منبرها، خاصة أن الأمير محمد بن سلمان هو من سيرأس وفد المملكة في القمة التي ستعقد في الأرجنتين في ال 30 من الشهر الجاري. الجولة العربية الحالية التي ينتظر أن تعقبها جولة أخرى تشمل عددا أكبر من الدول العربية، يتوقع أن تسفر عن عديد من الشراكات والتفاهمات، وأن تكون بداية لنواة صلبة لتحالف عربي اقتصادي وسياسي فعال، يقف سدا منيعا في وجه التحديات والمخاطر التي تهدد استقرار دول المنطقة وشعوبها، وهو الأمر الذي سعت وما زالت تسعى إليه الرياض، ولم تيأس من تحقيقه. سطام الثقيل نقلاً عن (الاقتصادية) الوسوم العرب توحيد جولة كلمة ولي العهد