تُعد جولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان العربية تأكيداً للمسار الذي اتخذته المملكة منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله من خلال توحيد الرؤى وتوطيد العلاقات العربية - العربية، حيث تعتبر العلاقات السعودية - التونسية علاقات استثنائية بدأت منذ عام 1926م منذ زيارة الشيخ التونسي عبدالعزيز الثعالبي ولقاءه بالملك عبدالعزيز في منطقة الحجاز. وقد لعبت الرياض دوراً بارزاً خلال التاريخ العربي، ويتجلى ذلك خلال عمليات السلام التي دارت بين العرب من ناحية وإسرائيل من ناحية أخرى، وتجلت أبهى صورها في الدعم الذي وجده العرب من الملك فيصل عندما أمر بقطع النفط على الغرب في السبعينات رداً على العدوان على جمهورية مصر العربية. وتعد محطة محادثات مدريد بين العرب وإسرائيل في العام 1991م محطة لعبت الرياض دوراً بارزاً بقيادة الملك فهد رحمه الله وذلك لمواجهة سياسات تل أبيي التوسعية، ورجحت المملكة كفة العرب من خلال الضغط على كل من أمريكا والاتحاد السوفيتي لمنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وأثنى في حينها جورج بوش الأب على الخطوات التي قام بها الملك فهد رحمه الله في حماية الحقوق العربية وخصوصاً الحقوق الفلسطينية. ومنذ تولي الملك سلمان الحكم في السعودية عمل على عقد القمم العربية - العربية، والعربية - الإسلامية، والعربية-الأمريكية، وذلك إيماناً منه بأهمية العلاقات بين الدول العربية في توحيد الرؤى، وما جلبه الربيع العربي المشؤوم من تغيير في التوازنات ونشر الإرهاب والتطرف الذي لعب مال تنظيم الحمدبن القطري دوراً في انتشاره. ويزور ولي العهد عدداً من الدول العربية منها الجمهورية التونسية التي تكتسب أهمية بالغة نظراً للظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية، والدور الذي يقوم به الأمير محمد بن سلمان في تنسيق جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة من جانب، والتكامل مع الدول العربية من الجانب الآخر. ويقول مسؤولون إن زيارة محمد بن سلمان لتونس امتداد للعلاقات السعودية - التونسية، حيث زار أحد قيادات تونس المملكة في 1926م والتقى بالملك المؤسس (أي قبل استقلال تونس وتوحيد المملكة)، ثم تعاظمت العلاقات في عهد بورقيبة وزين العابدين بن علي، واستمر التعاون بين الجانبين فيما بعد الربيع العربي، وينتظر أن تؤدي زيارة ولي العهد إلى تحسين وتطوير العلاقات بين الشعبين الشقيقين.