ظلت السعودية طوال تاريخها منذ أيام المؤسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- واقفة إلى جانب الحق الفلسطيني وهي اليوم أيضا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تكرس جهودها لنصرة القضية الفلسطينية واستعادة الشعب الفلسطيني كامل حقوقه وتطبيق القرارات الدولية التي صدرت لمطالبه بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وقد عبرت السعودية عن شديد أسفها عن قرار رئيس الولاياتالمتحدة ترمب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، الأمر الذي حذرت السعودية ومعظم دول العالم من تداعياته الخطيرة على الأمن والسلام في المنطقة. لقد شهدت مدينة القدس بشكل خاص وجميع الأراضي الفلسطينية منذ إعلان الرئيس الأمريكي قراره بنقل سفارة بلاده إلى القدس احتجاجات عارمة تنبئ بانتفاضة فلسطينية دفع لها الشعب الفلسطيني دفعا من خلال الغطرسة والعدوان وحركة الاستيطان التي لم تتوقف من قبل حكومة الكيان الصهيوني على مدى فترات، وها هي الجماهير الفلسطينية اليوم منذ ذلك الإعلان تواجه بالقمع والاعتقال، ما دعا خادم الحرمين إلى أن يسمي مؤتمر القمة العربية الأخير الذي عقد في الظهران في السعودية باسم "مؤتمر القدس" تضامنا وتأكيدا لحق فلسطيني لا سبيل للتنازل عنه سيما وقد أقرته هيئة الأممالمتحدة بقرارها القاضي بوجود دولتين إسرائيلية وفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. الصلف الإسرائيلي لم يتوقف عن المجازر والتدمير والاعتقال ولعل ما يشهده قطاع غزة من عدوان همجي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل الذي كان يعبر عن إحيائه للذكرى ال70 للنكبة مثل ما كان يعبر عن رفضه للاحتلال الصهيوني والاستيلاء على الأراضي والممتلكات وبناء مستوطنات عليها لمستوطنين جلبوا من أصقاع العالم حتى لم يعد للسلطة الفلسطينية من حول وقوة سوى مناداة الأممالمتحدة والدول التي وقعت على القرار باعتراف بالسلطة الفلسطينية وبالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967. الدوائر السياسية في الغرب والشرق أكدت حق الفلسطينيين في دولة خاصة بهم، ودعت إسرائيل إلى الرضوخ لمقررات هيئة الأممالمتحدة، مثلما أن هذه الدول أيضا قد عبرت عن شديد استنكارها وشجبها لوحشية العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في القدسوغزة وإدانتها بإدانات صريحة عالية الصوت مطالبة الكيان الصهيوني بالكف عن همجيته ووحشيته. وفي هذا الإطار بادرت السعودية بالدعوة إلى عقد مؤتمر لوزراء الخارجية العرب بغرض تحديد الآليات التي ينبغي على أساسها مواجهة هذه الغطرسة الصهيونية ووحشية الجيش الإسرائيلي ضد سكان غزة الذين سقط منهم بالرصاص الحي نحو 62 شهيدا ومئات الجرحى بعضهم بجراح خطيرة، ومما لا شك فيه أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إذ بادرت بالدعوة إلى هذا المؤتمر إنما تنطلق من موقفها الواضح والصريح والمبدئي تجاه الحق الفلسطيني ونصرته، ومن المتوقع أن يخرج هذا المؤتمر بموقف عربي تجاه هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم على المحتل والعدو الصهيوني وتغوله الدموي المستمر على الشعب الفلسطيني. فالسعودية عندما تدعو شقيقاتها العربية بهذا المؤتمر إنما تسعى إلى هدف يضع حدا لسياسة المحتل الصهيوني واستيلائه على الأراضي الفلسطينية وتمزيقه لجغرافيا السلطة وتشريده وتهجيره للقرى والمدن الفلسطينية، فضلا عن توجيهه للدبابات والمدافع والبنادق إلى الصدور الفلسطينية العارية دون أدنى اعتبار لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية. إن السعودية بدعوتها لهذا المؤتمر الخاص بوزراء الخارجية العرب لتعبر عن موقفها الاستراتيجي والمبدئي في أن يستعيد الشعب الفلسطيني كامل حقوقه في أرضه وأن يتمتع كبقية الشعوب في العالم بالأمن والسلام، مؤكدة بذلك نهجها الذي كرسته على مدى العقود السبعة الماضية دعما سياسيا ودبلوماسيا وإنسانيا وماديا. فالسعودية تفعل ذلك إيمانا منها بأنها إنما تقف إلى جانب الشقيق في العروبة والإسلام. الوسوم السعودية الشعب الفلسطيني