الرياض – عناوين ، خاص: شن كتاب ومغردون سعوديون هجوما لاذعا على الدكتور عوض القرني ، متهمين إياه بالتشكيك فى حياد القضاة والزعم أن الموساد الإسرائيلي يخطط لاغتياله. وقال الكاتب عبده خال فى مقال له اليوم الخميس بصحيفة "عكاظ" بعنوان "عوض القرني يتحدى" :"لم أكن أتوقع أن دولة الاحتلال الصهيوني تعيش حالة فقر مدقع ومرد ذلك التوقع كون الموساد الإسرائيلي عرض مبلغ مليون دولار لمن يأتي برأس الدكتور عوض القرني.. هذا استنتاج أولي والآخر يؤسس ليقين أن المطلوب لا يساوي إلا هذا المبلغ الزهيد" ، مضيفا :"ويبدو أن الكيان الصهيوني لم يستطع بما أوتي من قوة وتقنية معلومات ورصد ودقة التصويب على الهدف اقتناص الدكتور عوض القرني عندما كان على أرض غزة يوجه أفراد حماس للمقاومة ولأنه جيفارا العصر الحديث تنقل بين دول عربية موزعا مخططات الثورات فكان على العرب أن يتكاتفوا لجمع مكافأة «محرزة» لمن يأتي بالدكتور عوض لأنه ساهم أو اشترك في تقويض أكثر من دولة عربية.. كان من المفترض أن يحدث هذا ليرتفع المبلغ قليلا!.". وتابع :"لنعد للخلف قليلا، في نهاية الثمانينات اعتبر كتاب الحداثة في ميزان الإسلام للدكتور عوض القرني من الكتب التي أحدثت هزة وفرقة اجتماعية بين أطياف المجتمع، إذ اتخذ المؤلف موقفا عدائيا من كتاب الحداثة وقام بتصنيف الكتاب تصنيفا عقائديا ولم يترك أحدا ممن اختلف معه إلا ووصمه بالكفر والزندقة وحرض عليه المنابر والدعاة.. ولم يكن كتابا يحمل أفكارا بل كان كتابا يحمل سيفا مزق به عرى التواصل بين المثقفين وأفراد المجتمع وقد لقي الكتاب العنت بسبب مقولات التحريض والفرقة التي أطلقها الدكتور عوض وكان ضحايا ذلك الكثير ممن أصاب سمعتهم بالتشويه الأخلاقي وتبرع بإخراجهم من الملة. ومنذ ارتفاع أسهم كتاب الحداثة في ميزان الإسلام بين أفراد التيارات الإسلامية الحركية سارعوا لإفساح المكان وإقعاد الدكتور عوض القرني على مقعد المفكر بينما هو رجل لم يكن يمتلك من صفة المفكر شيئا، إذ إن المفكر يستطيع استيعاب المغاير والمختلف ويستطيع سبر أغوار منشأ التأزمات بين النخب ويستطيع إيجاد الحلول للتقارب والتآلف كل صفات المفكر لم يكن يتمتع بها الدكتور عوض تمتع فقط بخصلة وحيدة ومفرداتها الإقصاء والنبذ! ولأن الإخوان المسلمين يعرفون عدائية الدكتور عوض لكل ما هو مخالف لرأيه فقد أطلقوا عليه لقب (أسد الإخوان)، لما للأسد من بطش ووحشية يتلاءمان مع بيئته. ولأن «أسد الإخوان» أحبط مثله مثل بقية قيادات الإخوان في العالم عاد إلى اللعبة القديمة المتبعة من قبل حزبه القائمة على عناصر: التخفي والتغلغل وصولا لمرحلة التمكن.. عاد أسد الإخوان بحثا عن مراكز القوى عله يلعب دورا جديدا" واختتم خال مقاله بالقول :"وبالأمس استغربت أن يكون للدكتور عوض القرني محاضرة في نادي المدينةالمنورة عن الاختلاف الذي يقضي أن تتعايش كل أطياف المجتمع في تسامح وسلام، ومصدر الاستغراب أن الدكتور عوض أبعد ما يكون أن يكون داعية للتعايش السلمي فشخصيته أو انتماؤه أو حزبه مكونات تقوم على النبذ والإقصاء فكيف تكون هذه الشخصية داعية أو موضحة لكيفية الاختلاف وليس الخلاف. أما عن الوسم الذي أطلقه الدكتور عوض تحت عنوان «#عوض_القرني_يتحدى_رموز_العلمانية» فهو يحدد رعونة الفكر الذي يضع كلمة «تحدى» في حوار ثقافي أو ديني، إذ إن كل حوار يحدث للتقارب وليس للتحدي.. والتحدي مفردة تسل من بين مفردات البطش والسفك والسحل.. نعم هي مفردة لا يمكن لها أن تكون حاضرة في مجتمع متسامح". أما الكاتب سعيد السريحي فقد شن هو الآخر هجوما على القرني فى مقاله ب "عكاظ" اليوم الذى عنونه ب "الموساد تخطط لاغتيال «الشيخ» حيث قال :"لو علم ذلك «الشيخ» الذي زعم أن الموساد تخطط لاغتياله بمقدار الفائدة التي يقدمها لإسرائيل لاطمأن قلبه وارتاحت نفسه وما ظن بالموساد الظنون. بل لأدرك أن لو كان بيد الموساد أن تحميه من داعش، التي قال إنها هي أيضا تسعى لاغتياله كذلك، لحمته الموساد، ولو بيدهم كذلك إسكات خصومه لفعلوا، فما من خدمة يمكن أن يخدم أحد بها إسرائيل وداعش والقاعدة وكل من ينوي بهذا الوطن ومثقفيه الشر مثل تلك الخدمة العظيمة التي يقدمها من توهم أن إسرائيل وموسادها يخططون لقتله، وهل هناك من خدمة لإسرائيل هي أجل وأعظم من الدعوة إلى الانغلاق وإثارة الشك والريبة في كل ما يمكن أن يكون انفتاحا على الشعوب والحضارات المختلفة والاستفادة منها؟ وهل هناك من خدمة يمكن لأحد أن يخدم بها إسرائيل أكثر من التشكيك في مثقفي الوطن وكتابه وتفسيقهم تارة وتكفيرهم تارة أخرى والتحذير من خطورة أفكارهم وإثارة الرأي العام ضدهم؟ وهل هناك من خدمة لإسرائيل أكثر من إظهار المسلمين بمظهر من يناصب الشعوب العداء ولا يرى فيهم غير خطر يتهدد الإسلام والمسلمين؟". وأضاف :"ولعل ذلك «الشيخ» الذي توهم أن الموساد تخطط لاغتياله توهم في نفسه عالما من علماء الذرة الذين خططت إسرائيل لاغتيالهم وفعلت ذلك، أو لعله توهم في نفسه القائد العظيم الذي من شأن كلمة منه أن تقلب الموازين وتدفع بملايين المسلمين في أقاصي الأرض للاحتشاد وتحرير القدس، أم أنه حين رأى أن الناس بدأت تفيق من غفوة كانوا يصدقونه فيها أراد أن يستجلب اهتمامهم ويستدر شفقتهم فتفتق ذهنه عن مؤامرة الموساد الذي لا هم ولا شغل له إلا التخطيط لاغتياله.بعض آراء ذلك «الشيخ» الذي توهم أن الموساد تخطط لاغتياله مثير للغضب، غير أن رأيه الأخير مثير للشفقة والحزن عليه". فى سياق متصل ، دشن مغردون (هاشتاق) بعنوان (#عوض_القرني_يشكك_بحياد_القضاة) تضمن انتقادات واسعة للقرني ، حيث علق الكاتب فهد الأحمري قائلا فى سخرية :"ياجماعة لاتكونوا عونا للموساد على أخيكم فوربي لو أنفقت الموساد لم تجد مثل هالعينةالظلامية تخدمها لتشويه الإسلام". فيما طالب الكاتب محمد آل الشيخ بمحاسبة القرني بتهمة التشكيك فى القضاة. فيما علق نايف العمري قائلا :"يجب على وزير العدل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال ذلك ولا يشكك في القضاء بدون أدلة لمجرد إثارة الفتنة". من جهته ، رد القرني على الاتهامات والهجوم عليه عبر (هاشتاق) بعنوان (#الليبراليون_يمتدحون_حسن_ويهاجمون_الدعاة) حيث قال :"الشيء من معدنه لا يستغرب لكننا حين نفعل طاقاتنا ونوحد جهودنا فسيصبح وجودهم منزوياً لا أثر له". وأضاف :"يا من اشتعلت غيرتهم على اتهامي لحبيبتهم "إسرائيل" بالسعي لقتلي أدلة إخراسكم كما سبق من حبيبة أخرى لكم"العربية". وتابع :"لقيت اليوم طلبةعلم نابهين من قضاة الإستئناف وغيرهم فقال أحدهم: أرجوك الاتضيع وقتك مع اللبروجامي فقلت: وقت الفراغ نلعب معهم قليلا فيزداد عريهم". يشار إلى أن المفكر عبدالله الغذامي قال فى ندوة مؤخرا إن القرني جاهل في الحداثة كجهلي بتفاصيل الشريعة وأصول الدين، واصفا كتابه «الحداثة في ميزان الإسلام» بالغش الثقافي، وقال «أنا سامحته لكن ما ذنب من صدّقه وأخذ بقوله». جاء ذلك ردا على سؤال أحد الحاضرين عن علاقته بعوض القرني وما إمكان أن تخلق هذه الشاشة توافقا وانسجاما بينهما؟". يذكر أن جامعة طيبة بالمدينةالمنورة كانت قد ألغت محاضرة ثقافة الاختلاف للدكتور عوض القرني ، والتي كان مقرر إقامتها أمس الأربعاء ، وذلك على خلفية الانتقادات التي طالته ، حيث اتهمه البعض بالعداء الشديد لجميع من يختلف معه من التيارات الأخرى .