أسبوع أبوظبي للاستدامة: منصة عالمية لبناء مستقبل أكثر استدامة    إستراتيجي مصري ل«عكاظ»: اقتحامات «بن غفير» للأقصى رسالة رفض لجهود السلام    خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من الرئيس الروسي    «الإحصاء»: إيرادات «غير الربحي» بلغت 54.4 مليار ريال ل 2023    مدرب قطر يُبرر الاعتماد على الشباب    مجلس التعاون الخليجي يدعو لاحترام سيادة سوريا واستقرار لبنان    المملكة رئيساً للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة «الأرابوساي»    وفد عراقي في دمشق.. وعملية عسكرية في طرطوس لملاحقة فلول الأسد    الجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي تعتمد استضافة السعودية لخليجي27    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    تدخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً من شلل دائم في عنيزة    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    الزبيدي يسجل هدفاً تاريخياً    المملكة ترحب بالعالم    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    حلاوةُ ولاةِ الأمر    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    الصادرات غير النفطية للمملكة ترتفع بنسبة 12.7 % في أكتوبر    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد تحريفه وتشويهه من لدن (الشرق الأوسط) \" أزد \" تنفرد بنشر اللقاء الذي أجرته(الشرق) مع الدكتور عوض القرني كما صدر منه .
نشر في أزد يوم 04 - 06 - 2010

لم يكن غريباً أن يتعرض كلام واحد من الأبرزين في محاربة الحداثة ونتاجها الذي يتقيأه اليوم بعضاً من المفتونين بالتغريب وعرابيه ؟وفي إطار لقاءٍ صحفي تحتم المهنة وأمانتها على الصحيفة المستضيفة النقل الأمين.. أن تخرج باللقاء وقد تعرض للتشويه والبتر والتمحيص بعين الباحث عن ما يخدم رؤاه وايدلوجيته بعيداً عن الأمانة والنقل الصادق ؟ هذا ماحدث في الأيام الفارطات مع الشيخ الدكتور / عوض القرني . حينما استظافه محرر الشرق الأوسط في لقاءٍ فكريٍ من الطراز الذي يتناسب مع حجم الضيف المتمرّس إلا أن يد الأيدلوجيا العابثة قد شوهت بعض بوحة الساطع كب نشرف هنا في ((أزد)) بنشر اللقاء كماصدر على لسان الضيف القرني ودون ابتسار وتمريط ؟؟
1. بداية مع (الحداثة في ميزان الإسلام) كانت هناك توقعات بعد انفتاحك على بعض التيارات أن تتراجع عن الكتاب إلا أنك قلت مؤخراً أنك لو تريثت في كتابته للفترة الحالية لكان أكثر عمقاً ولكان نخبوياً؟ هل ترى أن بأنه كان سطحياً؟
كتاب (الحداثة في ميزان الإسلام) لا بد أن يؤخذ في سياقه التاريخي الذي صدر فيه، حينها كانت الحداثة تطرح شعبوياً بشكل يومي في الجرائد والصحف ومنابر الأندية الأدبية، وكان تناولها بهذه الصورة وبهذه الكيفية، هذا الأمر الأول، أما ألأمر الثاني، أنا لم أتطرق للحداثة من الناحية الأدبية على الإطلاق، وكتبت ذلك في مقدمة الكتاب، ومازلت أؤكد اليوم وغداً ومستقبلاً، أن الجانب الأدبي في الحداثة لا يعنيني كثيرا وأن كان لي في ذلك خياراتي، لكنها ليست بذات الأهمية التي تدعوني إلى تأليف كتاب وإقامة معركة أن صحت التسمية، الذي يعنيني في أمر الحداثة هو الجانب الفكري والجانب الفلسفي، وهو أمر مفصلي بالنسبة لنا كمسلمين، وكان تطرقي لها من الجانب الفكري بالدرجة الأولى وقد أكدت على ذلك.
2. منتقدي الكتاب يعتبرونه تناول قضايا أدبية وثقافية بسطحية؟
لا اعتقد أن الكتاب سطحيا، لكنه كان تناولاً سهلاً ميسراً بحيث أي مسلم عربي يسمع ما تقول وتدلل عليه يفهمه بسرعة، لم أحاول أن أغوص في الجذور الفلسفية التي لا يفقهها إلا بعض المتخصصين، مع أنني في تلك الفترة كنت قادراً بالتأكيد على ذلك وإن لم يكن بمستوى قدرتي الآن ولكنني كنت قادراً على ذلك فأنا خريج كلية الشريعة وأحمل الماجستير في الشريعة وكنت متميزاً في دراستي، ربما لو جعلته أكثر عمقاً لكان أكثر نخبوية، وهذا لا يعني أنني أفضل الآن أن يكون أكثر عمقا وأكثر نخبوية،
ما زلت أقول أن الكتاب مطروح على الساحة عبر تلك السنين، والنقد الذي تعرض له من مناوئه استطيع أن أقول أنه كان نقداً سطحياً، يلقون التهم ولا يدللون عليها والكتاب بين أيديهم، قولوا قال في الصفحة الفلانية (كذا) والرد عليها (كذا)، والدليل على عدم صحته (كذا)، وهذا لم يحدث من منتقديه على الإطلاق.
3. هل تنوي أن تعيد بعض المراجعات عليه؟
لن أعيد عليه أية مراجعات وسابقيه شاهداً على مرحلته، ويتناوله الناس في سياقه الذي ورد فيه الثقافي والتاريخي والاجتماعي، ولكن قد تكون هناك كتب جديدة.
4. الشاعر والأديب والمثقف محمد العلي قال أن الكتاب عرض المثقفين في السعودية على وجه الخصوص لمحرقة حقيقية؟
هم أحرار في أن يسموا ما تعرضوا له من قبل الناس بسبب الكتاب، أي شيء ولكني أذكر الماركسي سابقا والحداثي لاحقا محمد العلي بما قلته قريبا في نادي جدة الأدبي، لمن قال في مداخلة له في أحدى الندوات (الحمد لله أنني أصبحت قادراً على مناقشة عوض القرني، بينما كنت غير قادر على ذلك عندما صدر كتابه الحداثة في ميزان الإسلام) فعقبت عليه وقلت (الفترة التي يتكلم عنها الأستاذ والتي يزعم أنه كان غير قادر على مناقشتي فيها بعد صدور الكتاب، كان في تلك الفترة نائب رئيس تحرير أكبر صحيفة في البلد في ذلك اليوم، كان يتقاضى مرتباً شهرياً قرابة 40000 ريال، ويكتب يومياً ويقرأه عشرات الآلاف، ويجيز من المقالات ما يريد ويشطب ما يريد، في تلك الفترة التي يزعم أنه أقصى فيها وهذا حاله، كنت ممنوعاً من الخطابة ومن الكتابة ومن السفر ومن المحاضرة ومن الندوة فمن أقصى من).
عندما تلقى التهم جزافاً سهل أن يتهم أي شخص، لكن عندما نطالب بالحقائق والوقائع حينئذ ٍ ينكشف الصدق من الكذب في هذا المقام، ثم أنه لم يكن بأيدينا أية سلطة في تلك الفترة، وقد يكون أحد أسباب خروج الكتاب، أننا كنا نتوسل محمد العلي وغيره ليسمحوا لنا ببضع دقائق نداخلهم بها في منبر، أو ببضعة أسطر نداخلهم بها في جريدة، ولا يمنون علينا بذلك، ومحمد العلي كان يكتب في عدد من الصحف لحظة صدور الكتاب واستمر يكتب ولا زال يكتب إلى الآن، غاية ما كان أننا خاطبنا الجماهير فاستجابة لنا وهم يرون أن هذه جريمة، مع أنهم يزعمون الاحتكام إلى الشعوب والجماهير وإلى ذائقتها وإلى رأيها، فإذا اختارت رفضوا اختيارها إلا إذا كانوا هم الاختيار.
5. يلاحظ عليك يا شيخ (النرجسية الطافحة) فأنت تعد كتابك الحداثة في ميزان الإسلام من أهم الكتب الفكرية في القرن العشرين، رغم أن خصومك وحتى بعض الإسلاميين يرون الكتاب شديد السطحية؟
أولاً هذه تهمة تحتاج إلى دليل، وإذا كان دليلها اعتدادي بالكتاب، فلماذا الكتاب منذ 24سنة لا زال شغلهم الشاغل إلى الآن، رغم أنهم يرونه سطحياً وهامشياً، فلماذا أشغلهم كل هذا الوقت، بحيث لا يمر أسبوع دون أن يكتبوا عنه أو يتحدثوا عنه
ثانياً لست أنا من عد الكتاب أحد أهم الكتب الفكرية في القرن العشرين، بل إذاعة ال بي بي سي القسم العربي في العام 2000 أو 2001 عملت استبيان وأذاعوه على العالم، عن أهم 10 كتب صدرت باللغة العربية في القرن العشرين، فذكروا أن كتابي أحد هذه العشرة، ما هي المعايير التي وضع على أساسها الاستبيان بمن اتصلوا، من قيم الكتب... لا أعلم عن ذلك شيئا، وعرفت بالخبر من الصحف والمواقع الالكترونية، ولم أتصل بعدها ب بي بي سي.
فشاعت هذه المقولة بعد الاستبيان ، وأنا أقول برغم ما قالته إذاعة بي بي سي، وبرغم ما يقوله عوض القرني، دعوا الكتاب يموت ولا تبعثوه من مرقده خلال 24 سنة أحياناً بشكل يومي إن كان لا يعني لكم شيئا.
6. هل لا زلت ترى أن هناك منظومة دولية هدفها النيل منك وأن الكاتب (السيد ولد أباه) حلقة ضمن هذه المنظومة؟
سيد ولد أباه أجير دفع له ليكتب في صحيفة (الشرق الأوسط) نصف صفحة ربعها صورة لكتابي وربعها الأخر صورة لي وله، ثم كتب هذه المقالة التي دفع لها أجرها من (الشرق الأوسط)أومن غيرها، فهللوا لها بعد 20 عاماً من صدور الكتاب واعتبروها نصراً مؤزراً، و لا أعلم عن هؤلاء المفكرين والمثقفين الذين انتظروا 20 سنة ليكتب لهم ربع صفحة عن الكتاب، ولم يورد كاتبها نصاً واحداً من الكتاب أو حقيقة من الحقائق التي تناولها الكتاب، إنما أعاد اجترار بعض التهم العامة، وهللوا له واعتبروه النصر الذي انتظروه، ثم رد عليهم البعض في منتدى دار الندوة الليبرالي،وقال: أنه من العار أن نحتفل هذه الاحتفالية بهذا المقال، ونحن نعلم أنها مقالة مدفوعة الأجر.
7. بمناسبة وفاة محمد عابد الجابري (رحمه الله) هل لازلت ترى أنه شيوعياً؟ مع أنه لم يقل بذلك إلا أنت، فالجميع يعرفه بأنه اشتراكي؟
محمد عابد الجابري من يقرأ سيرته يجد أنه من مؤسسي الحزب الاشتراكي، والحزب الاشتراكي المغربي تكون من عدة أجنحة، كانت فروعاً لعدد من الأحزاب الفرنسية قبل الاستقلال، تجمعهم الفرانكفونية، وكان بعضهم فروع للحزب الشيوعي الفرنسي، وبعضهم كان فروعاً للحزب الاشتراكي الفرنسي، وبعد الاستقلال تجمعوا في حزب واحد وكان الجابري عضواً في المكتب السياسي للحزب، من كتب من الكتاب المغاربة عن تلك الفترة قالوا أن بداية تكون الحزب كان من الجناح الشيوعي، وبلا شك أن محمد عابد الجابري بعد ذلك حاول أن يتجذر في التراث العربي، وإن كان تجذراً انتقائياً، ولم يعلن في يوم من الأيام تخليه عن الحزب الاشتراكي،
8. هل لا ترى أن، هناك فرقا بين الاشتراكية والشيوعية؟
الاشتراكية والشيوعية بينهما قواسم مشتركة كثيرة، وبينهما بعض الاختلافات، لكن لا يوجد شيوعي غير اشتراكي، بينما يوجد اشتراكي غير شيوعي، ومحمد عابد الجابري اشتراكياً بمسمى الحزب الذي انتمى له، لكن الناس لا تبحث عن جذور تكون هذا الحزب، من يبحث في ذلك يجد كما ذكرت أن مكوناته كانت فروع لأحزاب فرنسية، وحقيقة الآن لا أعلم الآن هل كتبت في كتابي الحداثة في ميزان الإسلام هل هو شيوعي أم اشتراكي، لكن هذه المعلومة لدي عندما تكون الحزب الاشتراكي المغربي، وقطعاً أن محمد الجابري في آخر حياته لم يعد ينادي بالشيوعية لأن الشيوعية سقطت أصلاً في العالم كله وتخلى الجميع عنها، بل بعض اللذين كانوا من رموزها في البلاد العربية أصبحوا يعرفون بالليبراليين الجدد، وأنظر أين الشيوعية من الليبرالية، وبعض رموز الليبراليون أصدروا ما يسمى ب ( مانفستوا الليبراليين الجدد) وانتقلوا نقلة بعيدة جداً، وأنا في كاتبي كنت أتحدث عن فترة تاريخية أي قبل 24 سنة فترة صدور الكتاب، ومن يتحدث عن محمد عابد الجابري الآن غير من يتحدث عن محمد عابد الجابري السابق.
9. تيار الصحوة في السعودية وأنت أحد صقوره يرى بأنه يتعرض للإقصاء من وسائل الإعلام، رغم أنه بحسب حوار أجريته مؤخراً يمتلك 100 قناة فضائية؟ كيف يكون ذلك؟
أولاً أنا تحدثت عن القنوات على امتداد العالم الإسلامي، باللغة العربية وبغيرها، وعندما أتحدث عن الإقصاء أتحدث عنه في الصحف السعودية، وهذه لا ينكرها أحد، ومن يحاول أن يدافع عن إقصاء الصحف السعودية للتيار الديني سيجلب لنفسه تكذيب الجماهير كلها، وهذا أمر مشاهد، والذي يتفضل من الصحف بمنح فرصة للتيار الديني تعطيه صفحة أسبوعية، والواقع هذا معاش من قبل كتاب الحداثة ومن بعده وإلى الآن، وأنا لم أتحدث في هذا الأمر وحدي بل الكثير وحتى من كبار المسئولين، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين عندما استقبل رؤساء تحرير الصحف كان يتحدث عن إقصائها للإسلام وليس فقط للإسلاميين، والنائب الثاني ذكر ذلك أكثر من مرة، والقضية محل اتفاق، فلو كان الوجود الفكري الإسلامي في الصحف السعودية، بحجم وجوده في المجتمع، لكان أمر الصحف مقلوبا بنسبة 90 في المائة.
10. لماذا تستدعى كل عبارات التخوين والعمالة عندما يطرح مشروع التغيير من قبل أشخاص لا ينتمون إلى ا لتيار الصحوي بينما لا ينظر لها تلك النظرة إذا طرحت من قبل شخصيات التيار (بمعنى آخر التغيير هو ما نقرره وما نباركه هذا ما تريدون قوله)؟
أي تغيير أما أن يستند إلى مرجعية الشريعة والى هوية هذه الأمة وخصوصيتها وثوابتها، بمعنى أن يحافظ هذا التغيير على مرجعيتها ويكون التغيير نمواً طبيعياً، وإما أن يكون التغيير تغييراً جذرياً مستورداً، ويكون نموذجاً مختلفاً تماماً، وكمثال في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كان هناك من يسعى للتغيير تحت لا فتة الماركسية، ولا يستطيع أحد أن يقول أن التغيير الماركسي تغييراً يمثل الأمة وهو نابع من داخلها، كل ما في الأمر أن مجموعة من أبناء الأمة اعتنقوا الفكر الماركسي، ثم سعوا للتغيير إما من خلال الوسائل الإعلامية والثقافية والفكرية والعمل السياسي، أو من خلال الانقلابات العسكرية وهذا تغيير فهل نقبل به، المحك ليس التغيير فقط بل ما هو التغيير وما هي أهدافه وهل هو ما يطالب به أبناء الأمة تيار الصحوة أو غيره وما يحتاجونه، هل هذا التغيير ينطلق من الإسلام كمرجعية ومن ثوابته، وهوية الأمة وخصوصيتها، هل هذا التغيير كما في النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية، أن الكتاب والسنة (الشريعة) هي المصدر لكل التنظيمات والتشريعات والقوانين، أم أن التغيير يأتي متدثراً بعباءة الليبرالية، أو كما كان سابقاً تحت لا فتة الماركسية، أو الاشتراكية، فحينئذ نقول أن هذا التغيير لا يمثلنا، بل يمثل أناس آخرين لهم وكلاء تجاريون لدينا، يحاولون أن يسوقوا ويروجوا بضاعتهم.
11. حركة الأخوان المسلمين في السعودية حركة حقيقية والشيخ يوسف القرضاوي قال أن (مناع القطان) مسئول الأخوان في السعودية، كيف ترى ذلك؟ أين تلتقي معهم؟
كل من كتب عن الإخوان في السعودية من الأخوان أنفسهم، ومن بينهم الشيخ يوسف القرضاوي، يؤكدون فيما كتبوه أن الإخوان في مصر عندما جاءوا إلى السعودية في الخمسينات والستينات من القرن العشرين كان لهم تنظيمهم من المصريين، كان لهم تنظيمهم الخاص، وأن مناع القطاع كان على رأس هذا التنظيم، بل أكد بعضهم في كتاباتهم أن قيادات التنظيم عندما جاءوا إلى السعودية اتخذوا قراراً وكانوا متمسكين به، بعدم العمل التنظيمي بين السعوديين على الإطلاق، وذكر بعضهم أن دواعي العمل التنظيمي في مصر لم تكن قائمة في السعودية ولا حاجة لها، وأن ما أقيم من أجل تحقيقه التنظيم في مصر قائم ومتحقق في السعودية، والملك فيصل رحمه الله كان معهم قلباً وقالباً، والسعودية قامت على الشريعة الإسلامية وتطبيقها قائم وما زال، والتنظيم قام في مصر من أجل ذلك، يبقى بعد ذلك التأثر الفكري وهذا أمر طبيعي، فحركة بحجم الأخوان منتشرة في المنطقة وكتبها موجودة، وشخصياتها منتشرة وإعلامها منتشر، وأيضاً هي ضمن التيار الإسلامي الذي رأسه وقلبه السعودية بحكومتها وجميع مؤسساتها، إضافة إلى المكانة الدينية للسعودية عبر الحرمين الشريفين، فمن الطبيعي أن يحصل هناك تأثير وتأثر، حتى الكتابات المنصفة تؤكد أن الثقافة الدينية المحلية في السعودية بعد اتصالها بالإخوان أنها أثرت فيهم، في مصر وغير مصر، وحدث على ضوء ذلك عدد من المراجعات في فكر الأخوان.
هذا أمر طبيعي، فإذا وجد في أرض الحرمين من اعتنق الفكر الماركسي، ووجد من اعتنق الفكر القومي، وكذلك الفكر الليبرالي والفكر الحداثي، أفلا يمكن أن يوجد من يعتنق الفكر الإسلامي أياً كان هذا الفكر، لكنني أؤكد أن وجود الأخوان في السعودية والجهات الرسمية تعلم ذلك، بين السعوديين هو تيار فكري يؤثر ويتأثر، ولا يستطيع أحد أن يقدم دليلاً على أنه نشأ تنظيم خاص بالسعوديين على شاكلة التنظيمات للإخوان في الدول الأخرى ومرتبطة بها تنظيميا، لا لعدم جواز قيام التنظيمات، بل لعدم الحاجة لقيامه، والدليل أن الماركسيين في الخمسينات والستينيات عندما رأوا الحاجة إلى قيام تنظيمات أقاموا تنظيمات لهم لدينا، وهذه التنظيمات كشفت وأعتقل أفرادها واعترفوا بذلك في مذكراتهم وكذلك حدث مع البعثيين والناصريين، أما المتأثرون بفكر الأخوان فكانوا يرون أن الحاجة منتفية لقيام تنظيم وحركة وفق المفاهيم التنظيمية في العالم.
12. هل هناك ضير أو عيب في الاعتراف بوجود الحركة في السعودية وأنت أحد قياداتها كما تشير الأنباء وأنت ذكرت في أحد حواراتك أن تيار الصحوة هم (سلفيو الأخوان)؟
لا ضير في ذلك ولا عيب ولكننا نقرر الواقع كما هو، فنقول أن الحاجة منتفية والواقع يؤكد عدم وجود ذلك، فنشوء وقيام التنظيمات في العالم يقوم بناء على الحاجة والتحديات،التي يراها معتنقوا فكر معين، فعند انتفائها لا يسعون إلى قيام التنظيم، ثم أيضاً جانب آخر هو أن المجتمع السعودي والأنظمة في السعودية، سمحت بقيام الجمعيات (مؤسسات المجتمع المدني) ولم تسمح بقيام التنظيمات، فإذا لم تكن هناك حاجة ولم يكن هناك تأطير رسمي والواقع لا يقول بوجود ذلك، فأين هي.
أما الذين يقولون بذلك في الفترة الأخيرة فهم أوردوها على سبيل التهمة التي تفتقر إلى الدليل والمصداقية، فعلى سبيل المثال قالوا أن (عوض القرني يقود التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، فتصور رجل في قرية في جبال عسير يقود تنظيماً دولياً في 90 دولة في العالم، ويمر عليه 6 أشهر لا يسافر من هذه القرية)، وهذه أضحوكة.
13. أنت أول شيخ صحوي يحرم الانتماء للتنظيمات والجماعات، (قلت في حوار تلفزيوني أن الانتماء للتنظيمات والجماعات أمر لا يجوز شرعاً)، كيف تريد أن يقرأ جيل الصحوة ذلك؟
لم أقل ذلك ولم أتلفظ به على الإطلاق، ومن نقل ذلك على لساني فقد كذب، أنا لا أحرم العمل التنظيمي، والعمل التنظيمي في الأصل قضية إدارية وقضية فطرية، ولكنني أقول أن قيام أي تنظيم وليس بالضرورة أن يكون تنظيماً دينياً أو سياسياً على أرض الواقع مرهون بمدى الحاجة إليه، وأنا أشفق على من يقول بأن التنظيمات والعمل التنظيمي محرم، هم بهذا الحكم يحرمون الدول والوزارات والشركات ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية وكل عمل مؤسسي سيكون محرما إذا كان حكمهم صحيحاً، ولكني أقول ( سبحانك هذا بهتان عظيم).
14. أثيرت سجالات بشان الخلافات بين التيارين السروري والإخواني في السعودية على خلفية نتائج الانتخابات البلدية في الدمام وجدة؟ كيف ترى هذه السجالات؟
لم يكن هناك خلاف أو اختلاف بين الإسلاميين في جدة وكان هناك شبه اتفاق ضمني بين الإسلاميين بحيث إذا ترشح أحد في دائرة ألا يترشح فيها الآخر بل يبحث عن دائرة أخرى يترشح من خلالها ، وأتحدى أن يثبت أنه كان بين الإسلاميين خلاف في تلك الانتخابات في جدة.
وما ترتيب على الخلاف الذي حدث في الدمام ألحقت الصحف به جدة لتسريبها إلى القراء وإيهامهم بالحقيقة، وخلاف الدمام لم أكن قريباً منه وتابعته من خلال المنتديات وتحديداً عبر ما كتبه الكاتب (فارس بن حزام) في أحد المنتديات، وتحليلي أن هناك مجموعتين من المتدينين ذوي التوجه الإسلامي، كانت لهم برامج مختلفة أو رؤى مختلفة، فخاضوا الانتخابات بقائمتين مختلفتين، والذي جرى بعد ذلك أن المراقبين صوروه على أنه صراع، وبعد أن فتشت القائمتين وجدت في كل منهما من يصنف على أنه أخواني ومن يصنف على أنه سروري، والذي يظهر لي أن الفرز لم يكن قائما على تصنيف فكري بل كان على تصنيف برامجي أو على أساس العلاقات الشخصية، أو على أساس تصنيف مناطقي، والانتخابات البلدية لا تحتمل أن يكون الخلاف فيها خلافاً فكرياً أو سياسياً، فهي انتخابات خدمية والدليل أن ثلاثة من السبعة كانوا في القائمتين التي روجت بالجوالات والنت.
لذلك الانتخابات في جدة لم يكن فيها خلاف الذي كان في الدمام، وكذلك الذي كان في الرياض كان الاختلاف فيها بين الإسلاميين كبيراً، كانت المسافة بين بعض حملات الإسلاميين لا تتجاوز 200 متر، كلهم إسلاميون، كلهم دكاترة في جامعة واحدة محسوبون على التيار الإسلامي، وحتى من رجال الأعمال هذا رجل أعمال إسلامي وذاك رجل أعمال إسلامي، وتنافسوا تنافسا مفتوحا تماماً وكان الخلاف بينهم أكثر مما هو في الدمام، لكن لأن أحد الكتاب أتى هنا وصنف فمضى الإعلام خلفه بينما لم يصنف احد هناك
15. عندما وقعت الحرب على غزة ناديت باستهداف المصالح الإسرائيلية في العالم ما الفرق بين ما دعوت له وما تنادي به القاعدة؟
اللذين أخذوا كلامي أخذوه مجتزأ، ولو أخذوه كاملاً لم يكن هناك أية إشكال، لأنه كان مفصلاً، أنا قلت استهداف المصالح الإسرائيلية، كل مصلحة في سياقها بما يناسبها، وقلت حينها في الميادين العسكرية نواجههم عسكرياً، في الميادين الاقتصادية نقاطعهم اقتصادياً وفي الإعلام نفضح جرائمهم، وعلى المستوى الثقافي نتواصل مع مثقفي العالم وأحراره، فجاء الإعلام المضلل مرة أخرى وأخذ العنوان وقال أن عوض القرني يدعوا إلى القتل والتفجير.
بل قالوا أنني أدعوا لذلك ضد اليهود، وأنا لم أتحدث عن اليهود وإنما عن الإسرائيليين، بل أن حماس التي ناصرناها لا ترى مصلحة للشعب الفلسطيني في نقل المعركة العسكرية إلى خارج فلسطين، والإعلام المضلل الذي يصطاد في الماء العكر كذب علي، وشرف لي أن أقف ضد هذا الإعلام الذي أنبرى للدفاع عن إسرائيل وتبرير جرائمها.
أما القاعدة فقد حولت شوارع الرياض لا تل أبيب ولا عكا إلى ميادين قتال
16. كيف ترى علاقة جماعة الأخوان المسلمين بالحكومة المصرية؟
هذه يسأل عنها الأخوان والحكومة المصرية، لست ناطقاً رسمياً باسم الأخوان ولست أيضاً ناطقاً باسم الحكومة المصرية.
17. نشرت أحدى الصحف المصرية بعد انتهاء الحرب على غزة بأنك أحد القيادات الدولية للإخوان المسلمين وأنك المسئول الدولي للجماعة في السعودية، قلت حينها أن مصر تدار من قبل الموساد الإسرائيلي (أشد خصوم مصر لم يقل بذلك) ألان شخصكم الكريم أطلقتم هذه التهمة؟ وهذا يعيدنا إلى النرجسية!
أنا قلت أن أصابع الموساد القذرة تغلغلت في مفاصل الأجهزة الأمنية و وبعض المؤسسات السياسية في النظام المصري، وأظن أي منصف ينتمي إلى أمتنا انتماء حقيقياً يدرك حقيقة ما أقول، ودعني أعطي أمثلة، فمثلاً الحدود المصرية لم نسمع في يوم من الأيام أية عملية إطلاق نار على مجتاز لها من أية جهة من الجهات، بينما أجهزة الأمن المصرية تقتل كل أسبوع بدم بارد عددا من الأفارقة الذين يحاولون اجتياز الحدود إلى إسرائيل،ولم تذكر وسائل الإعلام يوما من الأيام أن الجيش الإسرائيلي قتل أي أفريقي حاول دخول إسرائيل، إلا يعني ذلك أن جيش مصر العظيم حول مع الأسف إلى كلب حراسة للحدود الإسرائيلية.
مثال آخر قبل أيام 16 فلسطينياً من جرحى حرب غزة الذين خرجوا من القطاع للعلاج عندما عادوا أعتقلهم الأمن المصري.
الم يقم رئيس الدولة العربية الأولى قبل ثلاثة أسابيع بإرسال رسالة حميمية تناقلتها وسائل الإعلام العالمية، إلى المجرم شمعون بيريز يهنئه فيها بمرور 62 عاماً على قيام إسرائيل، التي قامت على تشريد ملايين من الشعب الفلسطيني، والتي قتل جيشها مئات الآلاف من العرب.وبالذات المصريين
الجيش الإسرائيلي جرح وقتل مئات الآلاف من الشعب المصري، بل قتل وجرح من قبيلتي وقبيلتك 52 في حرب عام 48 ونحن في أقصى جنوب الجزيرة العربية.
18. الم يكن بسبب ورود أسمك ضمن قيادات الإخوان؟
دعني أعدل الصورة الأجهزة ألأمنية المصرية أوردت أسمي ضمن قوائم قيادات الأخوان لأنني قلت أنها تدار من قبل الموساد الإسرائيلي، وتحدثت عنها أيام الحرب على غزة وقبل الحرب، وقبل أشهر قلت أن الموساد الإسرائيلي طلب ذلك من الأجهزة المصرية، ثم قبل أقل من أسبوعين تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية بأن الموساد والشاباك أنها تلاحق المناصرين والمتعاطفين مع الشعب الفلسطيني في المنطقة العربية وأن بعض الأجهزة الأمنية العربية تتعاون معها في ذلك، وهذا نشر، فهل تريدون أن نكذب كل هذه الحقائق.
19. لماذا أحيلت أوراقك إلى محكمة أمن الدولة في مصر ؟ هل يعقل أن الحكومة المصرية أحالت قضيتك إلى محكمة أمن الدولة دون أدلة كافية؟
لماذا أحرار مصر ورجالاتها يحالون على محكمة أمن الدولة طوارئ، من عشرات السنين وتصدر من المحكمة ومن غيرها أحكام بالبراءة ثم يبقون رهن السجون والمعتقلات، هل تعلم أن بعضهم صدر له 16 حكم براءة ولم يخرج من السجن حتى الآن، إذا كان ذلك حال أبناء مصر فما بالك بالإنسان القصي البعيد.
دعني أذكر لك بعض ما نشرته وسائل الإعلام عن التهمة وتستشف الإجابة، في البداية قالوا أن التهمة دعم حماس ثم عادوا فقالوا أن التهمة غسيل أموال، ثم قالوا خيراً أن التهمة دعم جماعة محظورة في مصر، قبل بضعة أشهر عندما قالوا التنظيم الدولي خرجت التهمة باسم عايض بن محمد، وتقديري أن الإيعاز والطلب من إسرائيل جاء باسم عوض بن محمد لأن في وسائل الإعلام الإسرائيلية نشروا أن عوض بن محمد المسؤول في الأجهزة الأمنية المصرية يعرف عايض ولا يعرف عوض، فظن أنه خطأ إسرائيلي فشطب عوض ووضع عايض، وعندما خرجت لوسائل الإعلام اكتشفوا أنه لا يوجد عايض بن محمد وإنما عايض بن عبد الله، فراجعوا المصدر فعدلوها، بعدها بأسبوعين أعلنوا سقوط التهمة لعدم وجود الأدلة.
عادة التهمة بالتخبطات ذاتها وقيل أيضا في صحيفة الإدعاء إنني في بريطانيا وجمعت من خلال عديد من المؤتمرات والمراكز الإسلامية جمعت حوالي 6.5 مليون جنيه إسترليني أي حوالي 40 مليون ريال، وحولتها إلى مصر تحت لا فتة الاستثمار والغرض منها التمويل، هل تعلم أنني لم أدخل بريطانيا في حياتي وأتحدى جميع أجهزة الحكومة المصرية أن تثبت أنني حولت هللة واحدة إلى مصر بأي عملة ومن أي بلد، والثلاثة الذين ذكروا معي في التهمة لم أسمع بهم في حياتي الخمسة كلهم لم التقي بهم ولم أتحادث معهم لا من قريب ولا من بعيد، أنا أضع هذه المعلومات بين أيدي القراء للحكم عليها.
أقول عندما تأتي التهمة من جهة ويوكل التنفيذ إلى ممثلين قليلي الموهبة تكون النتيجة مضحكة هكذا، كان يمكن أن يرسم سيناريو من الكذب والافتراء أكثر إقناعاً للناس.
20. هل لا زلت عند رأيك في محاضرة القوى الضالعة ( كان لك رأي في مسألة الاستعانة بالقوات الأجنبية في أزمة احتلال الكويت)؟
أنا تحدثت عند حرب الكويت عن القوى الضالعة أهدافها ودوافعها، وعدت إلى ذلك عند بداية احتلال العراق، والقضية لم تعد بحاجة إلى دليل، أمريكا كانت تحلم بأن يكون لها بارجة واحدة في الخليج وكيسنجر أعلن بعد حرب ال 73 أن القدر جعل هذه الثروة الضرورية للغرب بالخطأ بين أيدي ناس ليسوا أهلاً لها ولا بد أن توجد بين أيدينا، ثم حدث إحلال الكويت عام 1991، التي رسمت وفبركت خارج المنطقة وكانت الجسر الذي عبرت بواسطته القوات الأميركية إلى الخليج واليوم نرى القوات والبوارج تتحكم في المنطقة.
الم يستخدم الملك فيصل النفط في الحرب عام 1973 باقتدار،و لم يقل الحكام العرب في حينها أن استخدام النفط كسلاح في قضيتهم جنون، لما لم يكن في السابق جنونا والآن عاد كذلك، في السابق لم يكن هناك جندي أمريكي في المنطقة واليوم القوة الأميركية مهيمنة في المنطقة لذلك أصبح استخدام النفط كسلاح جنونا.
والقضية لم تزدني بها الأيام إلا قناعة،الولايات المتحدة الأميركية تستخدم الحصار الاقتصادي مع إيران الآن واستخدمته مع ليبيا ومع السودان وغيرها سابقاً لماذا النفط وحده لا علاقة له بالسياسة، أما قضية أنها حرب صليبية فالذي أعلنها بوش نفسه، وأتى مروجو ومسوقو المشروع الأميركي في المنطقة ليقولوا لنا أنها زلة لسان.
21. ما هو رأيك في محمد سرور ؟ أين تختلف معه وأين تتفق معه؟ ولماذا؟
من خلال متابعاتي القليلة لكتبه لا أراه عالماً شرعياً، وبعد بحثي اكتشفت أنه لم يتم دراسته في كلية الشريعة بمعنى أنه لم يتخرج منها، وما أراه أنه مهتم بالسيرة النبوية من خلال قراءتي لبعض كتاباته.
طبعاً وسائل الإعلام الليبرالية تنسب له كثيرا من الأدوار في السعودية وأرى أنها نوع من المكايدات، فالرجل مر على السعودية في شبابه قبل أكثر من ثلاثين عاما، لبضع سنوات وحدث بعد ذلك تقلبات وتطورات، ويزعمون أن هذا الرجل محركاً رئيسياً للأحداث وهو لم يكن كذلك في بلده سوريا، ولا في البلدان التي أقام فيها عمره كله، واعتقد أن هذا نوع من الابتسار للحقائق.
22. أين تختلف وأين تتفق معه؟
ما كنت معنياُ بذلك، له مجلة سمعت بها اسمها السنة لم أطلع عليها، وبعض كتبه وزعت في السعودية، من الكتب التي نسبت له كتاب (وجاء دور المجوس)، وإن لم يكتب أسمه عليه وهو كتاب كان يوزع بشكل رسمي في السعودية عند بداية الثورة الإيرانية، وهو كتاب جيد وأن كان فيه بعض المبالغات والتضخيم للخطر الشيعي والإيراني، وهي هواجس مبالغ فيها، وله كتاب آخر بعنوان (منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله).
23. ما هي مؤاخذاتك على التيار المتشدد في السعودية ( قلت أنك تتعرض لأذاهم)؟
الغلو والتشدد في كل ديانة وفي كل شعب وفي كل فكر، أنا مؤاخذاتي على هذا التيار ضحالة وسطحية فقههم الشرعي وثانياً النظر إلى الأمور بسطحية، ثالثاً ما يمكن أن نسميه افتقاد منهج التراحم بين الأمة، رابعاً عدم إعذار المخالف من أهل الإسلام الذي يخالف خلافاً سائغاً، خامساً اتهام النيات التي لا يعلم بها إلا الله.
24. هل ترى أن فتوى الشيخ عبد الرحمن البراك التي قال فيها ( أن مستبيح الاختلاط مرتد) فتوى متشددة؟
لم اسمعها من الشيخ البراك ولم أتصل به بل حتى لم أقرأها وإنما سمعت عنها والذي يظهر لي أن الإعلام أخذ العنوان ولم يأخذ التفاصيل ولم يأخذ الإيضاح الذي جاء بعد ذلك، فهو في الفتوى والإيضاح (نص على الاختلاط المحرم )، وأقول أن كان ما تحدث عنه الشيخ من استحلال المحرم قطعي الحرمة فسيوافقه العلماء في ذلك، وإن كان ما تحدث عنه الشيخ من المسائل الخلافية هل هو محرم أو غير محرم فالفتوى في غير محلها.
وبصراحة كنت أتمنى أن الفتوى لم تصدر من الشيخ بهذه الصورة وبهذه الكيفية، وبخاصة في ظل التوظيف الإعلامي المتربص.
25. أين ترى نفسك اقرب للشيخ (محمد الغزالي) الذي حارب الفتاوى المتشددة ضد المرأة والموسيقى أم للشيخ (عبد الرحمن البراك) الذي صدرت له فتوى وصفت بالمتشددة مؤخراً؟
أرى نفسي في منطقة وسط بين الطرفين مع احترامي وحبي للشيخين فأنا مزيج من الشيخين والمدرستين وغيرهم وغيرها
26. هل ترى أن هناك قصورا في كتابة تاريخ الصحوة وأنت أحد أبرز رموزها في السعودية؟ هل هو خوف من الجماهير أم من الحكومة؟
لا يمكن كتابة تاريخ الأحداث الكبرى في حياة الأمم والشعوب إلا بعد فترة من الزمن، نحن لا زلنا نعيش مرحلة الصحوة وتفاعلاتها وما زالت ملء السمع والبصر، ربما يكتب عن بدايات الصحوة، ما زال أمامنا وقت حتى تنضج التجربة وتكتب بإنصاف وهناك بعض البدايات مثل كتابة عبد العزيز الخضر.
أما الخوف فلا أرى مبررا له، إذا كان من الحكومة فلأن الصحوة ترى أنها هي والحكومة تمثل مشروعاً واحداً، وتنطلق من مرجعية واحدة وتتحرك في إطار واحد، وكما في المشاريع الكبرى والتيارات الكبرى تحدث اختلافات في التفاصيل، أما الجماهير فلها سطوة لكن العاقل لا تهمه الجماهير فليس من الإنصاف أننا نرفض الخضوع للحكومات والأنظمة إذا أخطأت ثم نخضع لأهواء الجماهير.
كما يجب أن تراعى المصالح الشرعية عند الحديث مع الحكومات أو مع الجماهير، وإلا يقفز الإنسان في الهواء، أو المجهول، لكن يجب في النهاية أن الرائد لا يكذب أهله.
27. هل تركتم هذا الدور لأعداء الصحوة؟ خصوصاً إذا عرفنا أن دول أصغر وشهدت أدواراً أقل للحركات الإسلامية دونت هذا التاريخ؟
أعداء الصحوة لم يتحدثوا عنها بتقويم موضوعي تحدثوا عنها بحقد، وبعدائية ونحن نرى السم الذي ينفث ويفتقد إلى الإنصاف وشرف الخصومة، كنت أتمنى أن تهدى إلينا عيوبنا، لكنها قطرة تأتي في خضم بحر من الحقد والافتراء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.