يبدو أن إعلان الملتقى الثقافي عن ندوة في جامعة طيبة تتمحور حول الاختلاف واختيار الداعية السعودي عوض القرني ليكون محاضرا فيها أثار تندر مغردين في مواقع التواصل الاجتماعي، فعوض القرني عرف بمواقفه وأطروحاته القاسية تجاه المخالفين له، حتى أن مثقفين يتهمونه علانية بالتعريض بهم وتكفير بعضهم. الكاتب صالح الطريقي غرد مخاطبا القرني ب «إن لم تعتذر عن تكفيرك لمثقفين سعوديين أحدهم الدكتور الغذامي، لن تستطيع تعليم الناس ثقافة الاختلاف، فأنت لا تعرفها». فيما كتبت مغردة ساخرة «عوض القرني يتكلم عن ثقافة الاختلاف، كأنك تدعي ريتشارد دوكينز ليتكلم عن سماحة الإسلام»، في إشارة منها لعدم تطابق الشخوص والقيمة المراد الحديث عنها. فيما رأى الصحفي عبدالعزيز النبط في حسابه ب «تويتر» أن محاضرة فيحان شأن بسيط، والغريب أن يحاضر عوض القرني عن ثقافة الاختلاف، غرد الشاعر صالح الديواني أن من «مهازل ونكد الدنيا أن يحاضر عوض القرني (...) عن ثقافة الاختلاف!». وسخر المغرد وليد الماجد عقب إعلان المحاضرة ب «عوض القرني يحاضر عن ثقافة الاختلاف وحمود العمري يناصح الغلاة بالوتساب، فاقد الشيء لا يعطيه». وتشهد فضاءات التواصل الاجتماعي كثيرا من النقاشات الحادة بين عوض القرني ومخالفيه، وعرف القرني كوجه بارز وصاحب لهجة قوية قد يتعذر بعض الدعاة الظهور بها، ويتهمه مناوئيه بأنه أكثر الدعاة قربا من الإخوان المسلمين (الجماعة المصنفة إرهابيا في عدد من الدول العربية)، حتى أن موقعا إلكترونيا للجماعة يدعي عضويته فيها، بيد أنه ينكر ذلك في كل مناسبة، ليقول إنه تأثر كغيره بالحركة، وأنه ليس عضوا فيها. ولعل ظهور اسم القرني كشاب مندفع وطموح وقادر على أن يكون وجها صلبا لتيار ديني في تلك المرحلة أمام الحداثيين المسيطرين على الأندية الأدبية وخصوصا نادي جدة، واستطاع فعلا ذلك الشاب قريب عهد بالتخرج من الجامعة كتابة كتابه الأشهر «ميزان الحداثة في الإسلام» ما اعتبرته شخصيات دعوية ب «الفتح الكبير» لضرب موجة الحداثة في نهاية ثمانينات القرن الماضي.