تناقلت وكالات الأنباء خبرا يعكس بإيجاز الانتكاسة الحضارية التي يعاني منها الغرب ، حيث احتفل مركز شرطة في لندن بدخوله ضمن "أفضل" 100 مؤسسة حكومية توظف الشواذ والسحاقيات في بريطانيا ليدخل بذلك في قائمة سنوية تنشرها مؤسسة تعنى بحماية حقوق الشواذ، ومن المقرر أن تصدر هذا الأسبوع. وسعى مركز "ثيمس فالي" منذ سنين لدخول تلك القائمة، حيث سبقه إلى ذلك 17 مركزا للشرطة في أنحاء متفرقة من بريطانيا، فيما تحدثت تقارير بريطانية عن وجود ما يشبه الحمى بين مراكز الشرطة لتوظيف الشواذ والسحاقيات من أجل الدخول لتلك القائمة. وقال رئيس اتحاد الشواذ بشرطة "ثيمس فالي" إنه سعيد بان مركزه دخل القائمة هذا العام، "رغم أن المنافسة تزيد كل عام". ! من جانبها قالت رئيسة المركز سارة ثورنتون : أنا فخورة بأننا في القائمة وعملنا بجد حتى نوصل رسالة بأننا ندعم الشواذ والسحاقيات ومتحولي الجنس. ويعتقد أن هناك ما لا يقل عن 3.5 مليون شاذ في بريطانيا، غير أنه لاتوجد إحصائية عن عددهم الفعلي بالشرطة، فيما يقدر عدد "اتحاد الشواذ بشرطة بريطانيا" بالآلاف. وكانت سارة، زوجة رئيس وزراء بريطانيا جوردون براون، قد قامت في سابقة من نوعها بتقدم مسيرة جماهيرية لنصرة حقوق الشواذ جنسيا، في يوليو الماضي، وضمت تلك المسيرة الآلاف الذين جابوا شوارع لندن. وقبل تلك المسيرة بيوم، أعلن حينها متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني أن "براون" أبدى تأييده الكامل للمسيرة، ولكن الأسباب الأمنية ستمنعه من المشاركة فيها"، كما بعث براون برسالة إلى منظمي المسيرة والمشاركين فيها، استعرض فيها ما قامت به حكومته من أجل الشواذ وحقوقهم. وتبدو العلاقة وطيدة بين صور الانحراف في المجتمع البشري رغم الفوارق الزمنية والمكانية ، فمن قبل اعتبر قوم لوط الفضيلة والطهر جريمة تستحق الإخراج من البلاد : {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ }الأعراف82 وهاهو المجتمع البريطاني يتنافس في الانتماء إلى دائرة اللا طهر واللا فضيلة ..