خرجتُ من أحد الأسواق التموينية متوجها لسيارتي وإذا بصوت ناعم ينادي ,, يا أخي يا أخي التفت للخلف وإذا هي امرأة لا يظهر عليها اثر الحاجة. سألتها هل أنا المقصود قالت نعم .. أخذت تشرح الحال، ولا أملك أمام هذا الموقف المؤثر إلا أن اخرج ما جادت به النفس واضعه بيدها. وكعادتنا الكرم يسري في عروقنا ونسعى دائما لإغاثة الملهوف على جميع المستويات ! وتأسرنا قوة العبارة ونملك مخزونا هائلا من العاطفة الإنسانية الجياشة وقد نعطي بلا حدود وهذه صفة متلازمة تميزنا بها عن غيرنا من الشعوب الأخرى ومع كل أسف قد أسيء استغلالها ! السائل أو المتسول واحد من اثنين إما صاحب حاجة وهذا يجب على الجهات المعنية سد حاجته مهما كانت وإما محتال وهذا تجب معاقبته. عندما تقف أمامك امرأة تعرض عليك مشكلتها فأنت أمام كائن مجهول لا تستطيع بأي حال من الأحوال أن تتأكد من هويته أو صحة ما يقول بطلب إثبات أو غير ذلك من وسائل التحقق ولو أطلت الحديث قد يساء الفهم. ولهذا أدرك المنتفعون من عصابات التسول المنظمة أن المرأة والطفل هما أنجح وأقوى وسائل التسول لما لهما من قوة تأثير على الآخرين واستثارة عواطفهم ولهذا أخذوا بتوزيعهم عند إشارات المرور وبعض المواقع الأخرى وفعلا نجحوا في ظل غياب من الجهات المختصة بمكافحة التسول التي اكتفت بإطلاق التحذيرات للمواطنين بعدم التعاطف معهم وان هؤلاء عصابات منظمة هدفها استغلال الآخرين ، لا ننكر أن لهم بعض الجهود في التقليل من ظاهرة التسول لكنها لا تتناسب وحجم الظاهرة التي باتت أقوى من امكانياتهم ولا ننكر أيضا أن من المتسولين صاحب حاجة أجبرته الظروف على مد يده لطلب المساعدة وهؤلاء قد ضاعوا في زحمة التسول. المطلوب من الجهات المسئولة واخصها بالاسم وزارة الشئون الاجتماعية منح مكاتب مكافحة التسول مزيدا من الصلاحيات ودعمها بالوظائف الرجالية والنسائية والسيارات كي تؤدي عملها بالشكل المطلوب كما أن الجهات الأمنية لها دور مهم في محاربة الظاهرة لأنها تمس سمعة الوطن وقد تصنف من القضايا الأمنية والمرورية خاصة عند الإشارات المرورية. منظر يتكرر أمامنا جميعا وهو بلا شك منظر مؤلم هو ذلك العامل البسيط عندما يقتطع ريالا من قوته ويضعه بيد متسول!! وكأني بهذا العامل يسأل نفسه من المحتاج أنا أم أنت ؟ أخيرا السائل أو المتسول واحد من اثنين إما صاحب حاجة وهذا يجب على الجهات المعنية سد حاجته مهما كانت وإما محتال وهذا تجب معاقبته.