على الرغم من انضباط الأسواق المالية العالمية وتحركها وفق معايير معينة يمكن استنتاج الكثير منها عن طريق التحليل الفني لتلك المؤشرات أو الأزواج أو السلع، تحدث في بعض الأحيان أمور مفاجئة تقلب الموازين رأسا على عقب مثل الكوارث البيئية وغيرها من الأمور التي تحدث بشكل مفاجئ مما يسبب ارتباكا لدى المتعاملين فنرى التدافع البيعي غالبا ما يكون بشكل عنيف الأمر الذي يسبب انزلاقات سعرية حادة تصل بالأسعار إلى مستويات متدنية سرعان ما يتدخل عندها الكثير من أصحاب رؤوس الأموال الضخمة، فنرى الأسعار عادت تدريجيا إلى مستويات قريبة من تلك التي هبطت منها ... والحديث هنا عن الأمور المفاجئة حيث لا ينطبق الأمر على التطورات الحالية في المنطقة العربية والتدخل العسكري الذي يتم الحديث عنه منذ أكثر من أسبوعين ،،، بمعنى آخر أنه من المفترض أن تكون الأسواق قد امتصت الصدمة خلال الأسبوعين الماضيين ولا تتعرض لما يدفعها لأسوء مما عليه الآن. الدولار الأمريكي مقابل الكندي تراجع الدولار الأمريكي أمام بعض العملات الرئيسية خلال تداولات الأسبوع الماضي ومنها الدولار الكندي حيث افتتح شمعته الأسبوعية الماضية عند مستويات 1.0526 حيث صعد منها قليلا في أول يومين إلا أن التخوف من الدولار الأمريكي خلال الفترة القادمة وما ستقدم عليه وعلى النتائج المترتبة على ذلك دفع بالمتعاملين لبيع الدولار الأمريكي أمام الكندي مما أسفر عن هبوطه إلى مستويات 1.0381 قبل أن يتراجع قليلا قبيل الإغلاق لينهي تعاملاته عند مستويات 1.0407 ولتكون الحصيلة النهائية لتعاملات الأسبوع الماضي تراجع الدولار الأمريكي أمام نظيره الكندي ب 119 نقطة وهو ما نسبته 1.1 بالمائة من قيمة افتتاح الشمعة المذكورة وعليه فإن التوجه المتوقع لشمعة الأسبوع المقبل أن تكون هابطة تستهدف مستويات الدعم الرئيسي الأول له عند مناطق 1.0268 المتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق حيث إن الفشل الوصول لمستويات المقاومة الرئيسية الأولى له حاليا والمتمثلة بنقطة تلاقي السعر مع خط الميل السعري الواصل بين قمة العام 2011 وقمة العام الحالي أدى إلى المزيد من التخوف لدى المتعاملين مما زاد لديهم الرغبة في بيع الدولار الأمريكي .. إن الخيار الأفضل بأي حال هو انتظار وصول السعر إلى مستويات دخول رئيسية أيا كان نوعها وذلك لوضع أوامر وقف الخسارة على بعد بضعة نقاط من تلك المستويات وذلك لحماية المحفظة الاستثمارية من التعرض لخسائر كبيرة فيما لو حصل انزلاق سعري جراء كسر مستوى دعم رئيسي وكذلك الأمر بالنسبة للمقاومة. اليورو مقابل الين إن من أشرس المقاومات التي تواجه اليورو أمام الين الياباني تقع عند مستويات 132 ين لكل يورو والمتمثلة بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري والموضحة بالرسم البياني المرفق حيث لا يزال عندها منذ أول اختبار لها قبل خمسة أشهر ،ولا تزال محاولاته قائمة لاختراقها إلا أن البائعين لا يزالوا صامدين أمام الاندفاع الشرائي ومتحكمين بشكل واضح في سير التداولات فكما نشاهد بالرسم البياني أن السعر لم يستطع منذ خمسة أشهر أن يحقق إغلاقا شهريا إيجابيا واحدا أعلى من ذلك المستوى مما يعطي انطباعا كبيرا أن هذه المستويات ستكون مفصلية وخلفها الكثير من أوامر وقف الخسارة وفيما لو تم اختراقها فسوف يحدث انفلات سعري يستهدف مستويات المقاومة التالية له عند مناطق 140.97 والمتمثلة بحاجز 61.8 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه والتي تبعد عن مستويات إغلاقه الحالية قرابة التسعمائة نقطة، وهو رقم ليس بالبسيط على أي حال ولكن والوصول إليه في حال اختراق مستويات المقاومة الحالية يكاد أن تكون نسبته تتجاوز ال 90 بالمائة ،وعليه فلابد من أخذ التدابير اللازمة مثل أمر وقف الخسارة فوق المقاومة ببضع نقاط في حال الدخول البيعي عند هذه المستويات أو الانتظار ريثما يتم اختراق المقاومة وتأكيد ذلك ومن ثم الدخول الشرائي ووضع أمر وقف الخسارة أسفل ذات المستوى ببضع نقاط أو حسب إدارة المخاطر التي يتبعها المتعامل في تداولاته... إن ما يجب الانتباه له جيدا أن أسواق العملات تقبع تحت وطأة انتظار صدور إعلانات مهمة على الصعيد الاقتصادي والسياسي والعسكري لذا فمن المنطقي أن تحدث تقلبات سعرية ذات نطاق عريض قد تلتقط بعض أوامر وقف الخسارة دون الاندفاع بذلك الاتجاه وعليه فإن الخيار الأفضل حاليا هو الانتظار والتفكير مليا قبل الإقدام على الدخول الشرائي أو البيعي وبأي زوج كان. حالة الذهب بعد أن فشلت أسعار أونصة الذهب في الأسبوع ما قبل الماضي من الوصول إلى مستويات المقاومة الرئيسية الأولى له عند مناطق 1446 دولارا لكل أوقية والمتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق، افتتح الذهب تداولات الأسبوع الماضي عند مستويات 1392 دولارا وصعد في أول يومين إلى مستويات 1416 دولارا حيث تعرض لموجة بيع كبحت صعوده ودفعته للتراجع إلى أن وصل بآخر يوم من تداولات الأسبوع الماضي لمستويات 1358 دولارا والتي تدخل عندها المتعاملين بعقود شرائية كبيرة كبحت الهبوط ودفعته لتقليص جزء كبير من تراجعاته حيث ارتفع لينهي تداولات الأسبوع الماضي عند مستويات 1388 دولارا ولتكون الحصيلة النهائية لها تراجع بلغ أربع دولارات فقط وهو ما لا يشكل نسبة تذكر ، ولكن الإغلاق عند هذه المستويات يعتبر في مناطق الوسط التي نشير إليها دائما بأنها ليست مناطق دخول شرائي أو بيعي حيث إن أقرب مقاومة للأسعار الحالية تقع كما ذكرنا أعلاه عند مستويات 1446 دولارا والدعم الأول له حاليا يقع عند مستويات 1300 دولار والمتمثل بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه، وبالتالي يجب الانتظار إلى أن يصل السعر إلى أحد هذين المستويين للدخول وذلك من أجل تقليص الخسائر إلى أكبر قدر ممكن في حال خالف التوجه السعري دخولنا وهو أمر في غاية الأهمية للمحافظة على رأس المال والاستمرار في السوق ... إن دعمه الثاني الرئيسي يقع كما هو واضح بالرسم البياني عند قاع الموجة الهابطة الحالية والواقع على مناطق 1180 دولارا لكل أوقية والتي لا اعتقد أن يصلها السعر خلال الأسابيع القليلة القادمة بسبب التوترات القائمة حاليا واحتمالية التدخل العسكري الغربي في سوريا مما يدفع الكثير من المتعاملين للتخوف من العملات الورقية فيذهبوا في خيار تحويلها إلى أصول ملموسة كذهب أو غيره مما يرفع الطلب عن العرض فترتفع الأسعار... حتى إن كان هناك ما يدفع باتجاه الهبوط إلا أن الظروف الحالية إن لم تدفع بالأسعار إلى أعلى فإنها ستحافظ عليها في مسار جانبي أقله خلال الأسابيع القليلة القادمة على أقل تقدير.