أطلق الرئيس الاميركي باراك اوباما حملة تعبئة مكثفة لإقناع أعضاء الكونغرس المترددين بالموافقة على قراره توجيه ضربة عسكرية إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض طالباً عدم ذكر اسمه: إن الرئيس اوباما ونائب الرئيس جو بايدن وكبير موظفي البيت الابيض ضاعفوا جميعا عدد المكالمات الهاتفية مع اعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس. وأضاف: إنه «في كل المكالمات واجتماعات الاحاطة نكرر الحجة الأساسية نفسها: إذا لم نفعل شيئا ضد الأسد ستضعف قوة الردع للمعاهدة الدولية لحظر استخدام الأسلحة الكيميائية ،وهذا قد يشجِّع الأسد وحليفيه الأساسيين --حزب الله وايران-- الذين سيرون أن انتهاكا صارخا إلى هذا الحد للقواعد الدولية لا تترتّب عليه أيّ تبعات». حملة كيري من جهته , أطلق وزير الخارجية الاميركي جون كيري حملة لاقناع الكونغرس بالموافقة على شن ضربة عسكرية ضد النظام السوري، مؤكدا أن واشنطن لديها أدلة على ان هذا النظام استخدم غاز السارين. وقال كيري: إن عيِّنات الشعر والدم التي حملها عمال الطوارئ الذين هرعوا الى مكان الهجوم الشهر الماضي في ريف دمشق والتي تم تقديمها بشكل مستقل إلى الولاياتالمتحدة، تظهر آثاراً لغاز السارين القوي. وفي تطورٍ وصفه كيري بأنه مهم جدا، قال لشبكتي: «ان بي سي نيوز» و «سي ان ان» «اطّلعنا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من خلال عينات تسلمتها الولاياتالمتحدة من اول الواصلين الى موقع الهجوم شرق دمشق، على عينات وجرى إخضاعها للفحص». وقال: إن فحص «آثار غاز السارين في عيِّنات شعر ودم جاء إيجابيا». وأضاف: «مع كل يوم يمر تزداد قوة الأدلة. نحن نعلم بأن النظام أمر بشنِّ هذا الهجوم ،ونعلم بأنه استعدّ له، ونعلم من أين أُطلقت الصواريخ». أكد ان اوباما واثق بأنه عند عرض قضيته فإن «الناس سيدركون أن العالم لا يمكنه أن يقف مكتوف اليدين ويسمح للأسد أو لأي شخص آخر بأن ينتهك ميثاقاً عمره يقارب مئة عام. يجب أن لا تستخدم هذه الاسلحة». الميثاق الدولي وقال النائب الديموقراطي اليوت انغل قبل الدخول الى اجتماع تشاوري مغلق في مبنى الكابيتول: «في حال كان الكونجرس نزيهاً فسيدعم الرئيس (...) إلّا أننا لا نستطيع منع النواب من الدخول في معركة سياسية للسعي إلى إسقاط الرئيس او إضعافه». وأقدم اوباما على مغامرة سياسية كبيرة بإحالته على الكونغرس مسؤولية اتخاذ قرار بشأن توجيه ضربةٍ لسوريا. وقال كيري لشبكة ان بي سي: ان «رئيس الولاياتالمتحدة لا يعتزم ولا يريد ان تتحمل الولاياتالمتحدة مسؤولية الحرب الاهلية السورية». واضاف :»لا يريد (اوباما) القيام بذلك. ما يريد القيام به هو تنفيذ قواعد الميثاق الدولي لحظر استخدام الاسلحة الكيميائية». واكد ان اوباما واثق بأنه عند عرض قضيته فإن «الناس سيدركون ان العالم لا يمكنه ان يقف مكتوف اليدين ويسمح للأسد او لأي شخص آخر بأن ينتهك ميثاقا عمره يقارب مائة عام. يجب ان لا تستخدم هذه الاسلحة». تصويت الاربعاء وافاد مصدر برلماني أن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ يمكن أن تصوِّت ابتداءً من صباح الاربعاء على القرار. امّا الجلسة العامة لمجلس الشيوخ فلن تُعقد قبل الاسبوع التاسع من سبتمبر مع انتهاء العطلة البرلمانية. ويرجح أن يحصل اوباما على موافقة مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون. كما دعا السناتور الجمهوري النافذ جون ماكين الى توجيه ضربة عسكرية لسوريا، الا انه يريد كذلك الاطاحة بالاسد لانهاء النزاع المسلح الذي اودى باكثر من 100 ألف شخص منذ آذار/مارس 2010. وقال كيري لشبكة ان بي سي: إنه يعتقد ان الكونغرس سيوافق على طلب الرئيس اوباما. وقال: «لا أعتقد أن الكونغرس الاميركي سيتخلى عن هذه اللحظة .. وأعتقد أن الكونغرس سيوافق». وتابع «لا اعتقد ان زملائي السابقين في مجلسي الشيوخ والنواب في الولاياتالمتحدة سيديرون ظهورهم لجميع مصالحنا ولمصداقية بلادنا، وللاعراف المتعلقة بتطبيق الحظر على استخدام الاسلحة الكيميائية المطبق منذ العام 1925». واضاف: إن «الكونغرس تبنى ميثاق حظر الاسلحة الكيميائية، وصادق على قانون محاسبة سوريا. والكونجرس يتحمل المسؤولية في هذه الحالة كذلك». اوباما اوقع بهولاند وفي باريس , وصف عدد كبير من الصحف الفرنسية الصادرة الاثنين قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما في اللحظة الاخيرة ربط الضربة العسكرية التي يعتزم شنها ضد النظام السوري بالموافقة المسبقة للكونغرس عليها، بالفخ الذي «أوقع» فيه نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند. وكتب بيار روسلين في صحيفة «لو فيغارو» انه «على غرار باراك اوباما فقد وقع فرنسوا هولاند في دوامة من الأحداث الخارجة عن السيطرة». واضاف رئيس تحرير الصحيفة الليبرالية: إن الرئيس الفرنسي «تم الايقاع به داخليا وهو معزول خارجيا». اما فرنسوا سيرجان فكتب في صحيفة ليبراسيون ان «هولاند يبذلك قصارى جهده لتبرير الحرب»، مضيفا: إنه «اذا كان الرئيس في الدستور الملكي للجمهورية الخامسة يتمتع بالسلطة الكاملة لشن الحرب، فهل يمكن اليوم لرئيس الدولة ان يستخدم لوحده القوة من دون تصويت ممثلي الأمة؟ من دون حتى ان يلقي خطابا؟». بدوره طرح باتريك آبل-مولر في صحيفة لومانيتيه الشيوعية السؤال نفسه، وقال: «كيف يمكن في القرن الحادي والعشرين أن يكون قرار الحرب او السلام في يد رجل واحد؟»، مشددا على ان الرئيس الفرنسي مصممٌ على الذهاب الى الحرب على الرغم من رفض الاكثرية الساحقة من الفرنسيين ونوابهم. وفي الصحيفة الكاثوليكية «لا كروا» كتب دومينيك كينيو ان «الفخ اطبق على هؤلاء المسؤولين الغربيين الذين هبوا سريعا الى اعلان رغبتهم في معاقبة دمشق على استخدامها المفترض لغازات مميتة». وفي الصحيفة الاقتصادية «ليزيكو» كتبت سيسيل كوردوريه ان «السلطة التنفيذية القلقة على انقاذ ماء وجهها تبقي على طموحاتها وترفض الدعوة لاجراء تصويت في البرلمان كما فعل حلفاؤها»، منتقدة هذا السلوك «الخاطئ» على حد قولها.