كشف ملاحيون وملاك نواقل نفطية بالخليج العربي عن إشعارهم من قبل الجمعية الملاحية العالمية المشتركة JWC بأن مياه الخليج العربي تعتبر بالوقت الراهن منطقة حمراء الأمر الذي أدى إلى اتخاذهم إجراءات جديدة تهدف للتصدي لأي هجوم عسكري عليها أثناء مرورها عبر مضيق هرمز ، وذلك لعدم مرور الناقلات عبر المضيق وتوقف الناقلات بعد تفريغ شحنتها أثناء الضربة العسكرية على سوريا بالأرصفة المخصصة لها بالخليج العربي. وقال الملاحيون خلال حديثهم ل «اليوم» إن التحوط من قبل ملاك النواقل النفطية يأتي لحمايتها بشكل احترازي وتحسباً لأي مخاطر حقيقية على هذه النواقل التي تعمل على إمداد الدول المستهلكة للنفط من خلال نقل النفط الخام إضافة إلى الغاز والبضائع التجارية عبر المحطات وأوضح نائب رئيس لجنة الوكلاء الملاحيين بغرفة جدة محمد السعيد عن تأثر الحركة الملاحية بالخليج العربي أثناء الضربة العسكرية على سوريا وانخفاضها بنسب تتجاوز 30 بالمائة واحتمالية توقف الناقلات النفطية والتجارية كون ملاكها متخوفين من تأثرها بمخاطر حقيقية حيال البوارج العملاقة المخصصة لنقل النفط للدول المستهلكة . وقال السعيد إن الخطوط الملاحية بالخليج العربي تعد خطوطا اقتصادية هامة للتجارة العالمية، حيث إن الضربة العسكرية ستضطر أغلب الناقلات العملاقة لعدم الدخول والخروج عبر مضيق هرمز وتأمين خط سير ملاحي لحمايتها من المخاطر التي تنجم عن عدم استقرار المنطقة بشكل عام ومياه الخليج العربي بشكل خاص. من جهته كشف عضو لجنة ملاك السفن النفطية بغرفة جدة عمرو حافظ أن جمعية دولية عالمية مشتركة أشعرتنا رسمياً باعتبار مياه الخليج العربي ومياه البحر الأحمر ببعض المناطق مناطق حمراء يحذر الدخول بها الأمر الذي رفع بوليصات التأمين إلى أكثر من 50 بالمائة نتيجة المرور بهذه المناطق وأن المرور بها يكون مقننا، حيث إن العديد من السفن التجارية والنفطية اتخذت احتياطات عاجلة وحماية واتخذت إجراءات جديدة تهدف للتصدي لأي هجوم عسكري عليها أثناء مرورها عبر مضيق هرمز، وذلك بعدم مرور الناقلات عبر المضيق وتوقف الناقلات بعد تفريغ شحنتها أثناء الضربة العسكرية على سوريا بالأرصفة المخصصة لها بالخليج العربي ، وقال : إن احتمالية تعرض مضيق هرمز لضربات عسكرية سيؤثر في رفع أسعار النفط بشكل حاد، وأن الوضع المتأزم حالياً قد ألقى بظلاله على أسعار الأسهم، أما أسعار البترول فهي في وضع حذر وترقب لما ستكشف عنه الأيام القادمة . مشيراً إلى أن عدداً من الدول الغربية تعتمد على النفط في منطقة الخليج العربي وسيؤدي توقف إمدادات النفط في الخليج العربي إلى زيادة أسعار الوقود عالمياً بسبب المخاوف من نقص المعروض في الأسواق كما ستتأثر حركة الشحن لناقلات النفط حيث ستتوجه ناقلات النفط إلى مناطق بعيدة في العالم للتزويد بالكميات المطلوبة من النفط وسيؤدي ذلك إلى زيادة واضحة في أسعار الشحن عالميا وستتأثر الأوضاع الاقتصادية العالمية بصورة خطيرة جدا، وسنشاهد أزمة عالمية حقيقية بسبب زيادة واضطراب أسعار الوقود عالميا التي لها علاقة مباشرة بحركة الشحن البحري وأسعار نقل البضائع، مبينا أن زيادة أسعار الوقود ستؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع عالمياً . وقال حافظ إن المملكة لن تتأثر بصورة كبيرة من إغلاق مضيق هرمز، لأنها لن تتوقف عن إمداد العالم بالنفط وستتمكن من خلال البحر الأحمر في تسيير إمدادات النفط بصورة طبيعية ولن تتأثر مثل دول الخليج والعراق المرتبطة بصورة مباشرة بالخليج العربي والتي لن تتمكن من إمداد العالم بالنفط إذا تم إغلاق مضيق هرمز وستتأثر الحركة التجارية فيها وستؤدي إلى ارتفاع في الأسعار في تلك المناطق الواقعة داخل منطقة الخليج العربي ، ويكتسب مضيق هرمز أهمية بالغة لأن 80 بالمائة من نفط الخليج يمر عبره إلى العالم ولا يزيد عرض مضيق هرمز عن 54 كيلومترا «29 ميلا بحرياً « ويشرف عليه من الجانب العربي دولتان خليجيتان، هما الإمارات وعمان أما الجانب الشرقي من المضيق فأصبحت إيران تشرف عليه بشكل كامل . تجدر الإشارة إلى أن المملكة من أوائل الدول التي التفتت إلى المخاطر الإستراتيجية لمضيق هرمز وقامت في وقت مبكر نسبياً بالتخطيط لإنشاء خط أنابيب الشرق إلى الغرب الذي يمتد من حقول النفط في المنطقة الشرقية لينتهي عند ميناء ينبع على ساحل البحر الأحمر ليختصر المسافة بحوالي 1.575 ميلا أمام الناقلات المسافرة بين ميناء التحميل في رأس تنورة إلى ميناء ينبع وهذا الخط الذي بدأ العمل فيه عام 1981 بطاقة 1.75 مليون برميل يوميا تم رفع طاقته الى 3.05 مليون برميل .